مشاكل تشيلسي: كل شيء مترابط ورحيل المدرب ليس الحل الجذري

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • يعيش مرة أخرى نادي تشيلسي أياما عصيبة بين جدرانه وذلك بعد تراجع الفريق هذا الموسم وابتعاده عن المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا مع تبقي 6 جولات فقط على نهاية البطولة، حالة أقرب لتلك التي عاشها الفريق منذ عامين مع مدربه السابق جوزيه مورينيو

    يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى، تشيلسي يهيمن ويفوز بلقب الدوري  الإنجليزي ثم الموسم التالي الفريق يتراجع بشكل مرعب ولا يقدم المستويات المنتظرة منه، يسبقه صيف لا يدعم فيه الفريق نفسه بالشكل الكافي ثم ينطلق الموسم لتبدأ خلافات داخلية تظهر على السطح بشكل واضح للجميع

    مع مورينيو ظهرت الخلافات مع طبيبة الفريق إيفا كارنيو ثم تحول المدرب البرتغالي لمهاجمة لاعبيه أما أنطونيو كونتي فمنذ بداية هذا الموسم وتركيزه كله منصب على مهاجمة إدارة الفريق التي لا تدعمه بالشكل الكافي ولا تأخذ برأيه في صفقات الفريق، عندما تم سؤال كونتي عن خطة تشيلسي للمستقبل أجاب

    يمكنك توجيه هذا السؤال للإدارة

    إجابة تكشف لك عن مدى إنعزال المدير الفني عن الإدارة المسئولة عن دعمه وتلبية احتياجاته حتى أن كونتي علم ببيع لاعبه نيمانيا ماتيتش إلى مانشستر يونايتد بعد أن تمت الصفقة فلم يستشيره أحد وقبلها كان كونتي قد أعلن عن خروج ديجو كوستا من حساباته من دون علم الإدارة التي أظهرت غضبها لما تسبب هذا لها من خسائر مادية فادحة

    تتشارك العديد من الجهات المسئولية عما وصل إليه تشيلسي حاليا وتكرار المشاكل يحتاج إلى حل جذري يقضي عليها لا الإكتفاء بتغير المدربين فقط ولكن من أين نبدأ الحديث عن المشاكل؟ كلها مترابطة ببعضها البعض

    يبدو واضحا أن إدارة تشيلسي منذ سنوات قليلة مضت قد بدأت في الإبتعاد عن التعاقدات مع النجوم والإتجاه إلى التعاقد مع الأسماء الشابة الواعدة لبناء فريق واعد للمستقبل ومزجه ببعض الأسماء الخبيرة المتواجدة بالفريق، ربما نجحت هذه الطريقة في وجود فرانك لامبارد وجون تيري ولكن برحيلهم عن الفريق أصبح تشيلسي بلا قائد حقيقي قادر على جمع هؤلاء الشباب حوله

    عندما تكون نيتك بناء فريق شاب فعليك بالتأكيد التعاقد مع الخبير القادر على القيام بهذا الدور وجوزيه مورينيو ليس هذا الشخص بالتأكيد، نعم فاز مورينيو بالدوري في موسمه الثاني ولكنه في المقابل أضاع على تشيلسي العديد من الأسماء الشابة التي تركت الفريق بحثا عن مشاركة أكثر وذلك لأن مورينيو لن يضحي بالفوز من أجل إعطاء فرص لمواهبة شابة سترتكب في بدايتها أخطاء أكثر من الفوائد التي ستعود عليه منهم

    لم يتم تدعيم مورينيو في موسمه الثالث بالشكل المناسب للبطل وتراجع تشيلسي بشكل مخيف حتى رحل السبيشال وان في أسوء مواسمه التدريبية خسر البلوز أسطورتهم التدريبية من أجل عيون نجوم غرفة الملابس الساخطين على المدرب وقبلها خسر العديد من الأسماء الشابة المميزة فلا طال الفريق الإنتصارات ولا طال الشباب

    بديل مورينيو؟ أنطونيو كونتي مدرب يعرف جيدا كيفية الفوز وتاريخه مع يوفنتوس يوضح أنه يفوز بالدوري بأقل الإمكانيات أي أنه لن يطالب الإدارة بالكثير، ربما ظنوا هذا في البداية، كما يقول المثل المصري “بيعمل من الفسيخ شربات” وبالفعل نجح كونتي في موسمه الأول في الهيمنة على الكرة الإنجليزية والفوز بالدوري الذي كان مسيطرا عليه منذ اليوم الأول

    لم تتغير سياسة تشيلسي مع كونتي فالإدارة تريد الشباب وكونتي يريد الفوز، هل كونتي الشخص المناسب للإعتماد عليه في بناء فريق من الشباب؟ بالتأكيد لا فالإيطالي كسابقه يبحث فقط عن الفوز، خطأ جديد وقعت فيه إدارة الفريق اللندني في اختيارها لربان السفينة فبدأت مرة أخرى في الغرق رغم الإنطلاقة المميزة معه

    أستيقظت إيطاليا يوما ما على خبر رحيل كونتي عن تدريب يوفنتوس قبل إنطلاق الدوري بأيام بسبب عدم تلبية الإدارة لرغباته في التعاقدات، إدارة تشيلسي غفلت عن هذه النقطة أيضا فقد كانوا مهددين الصيف الماضي بهذا بكل تأكيد ولكن لحسن حظهم ولسوء حظ المدرب الإيطالي أنه قرر دخول هذا التحدي حتى لا يرتبط أسمه بالهروب من المسئوليات

    لدي طموح كبير ولكن لا أظن أن النادي يشاركني هذا، عليك تدعيم الفريق وتحسين جودة اللاعبين وعندها يمكن الفوز بكل شيء الدوري والكأس ودوري الأبطال، أنا أريد هذا ولكن لا أمتلك المال هنا في تشيلسي لصرفه وعندما تتعاقد مع مدرب بطموح مثلي فأنا لا أبحث سوى عن الفوز فقط

    رحيل مايكل إيمينالو المدير التقني للفريق في نوفمبر الماضي كان بادرة أمل للبعض بتغير سياسة الفريق التعاقدية، إيمينالو كان مميزا في جلب الأسماء الشابة نعم ولكن مع النجوم كان سيئا جدا فلا يوجد صفقة كبيرة وضع عليها تشيلسي عينه وإلا وضاعت من الفريق، يكفي أن الصيف الماضي تشيلسي لم يتعاقد مع أي لاعب على قائمة أولوياته في التدعيمات الصيفية

    لكن لم يجد جديد على سياسة الفريق والصفقة التي أبرمها البلوز في الشتاء لتدعيم الفريق هي روس باركلي لاعب وسط إيفرتون السابق الذي لم يلعب منذ بداية الموسم أي مباراة، أعتبرتها إدارة البلوز صفقة مربحة لأنهم حصلوا على اللاعب بسعر أقل من نصف الذي كان يطلبه التوفيز الصيف الماضي ولكن ما حدث أن اللاعب حتى الآن يقضي أيامه في غرف العلاج الطبيعي محاولا التغلب على إصاباته وإستعادة لياقته المفقودة بكل تأكيد، أوليفي جيرو وإيمرسون ظهير أيسر روما كانوا الصفقات الشتوية الأخرى والثنائي ليس أفضل من الأسماء المتواجدة في تشيلسي حاليا

    صرف تشيلسي هذا الموسم 255 مليون يورو للتعاقد مع لاعبين، رقم كبير جدا بالتأكيد ولكن هل أستحقت الأسماء الوافدة هذا المبلغ؟ الإجابة هي لا، تشيلسي صرف ربع مليار دولار على جلب لاعبين بجودة أقل من الأسماء المتاحة بالفريق فلا يمكن أن تقول بكل ثقة أن هذا اللاعب الجديد قادر على الحصول على مركز أساسي في تشكيلة تشيلسي من الموسم الماضي

    مشكلة كبيرة بالفعل أن تقوم بالصرف بهذا الشكل الخاطئ، كونتي تحدث عن ضرورة تحسين جودة اللاعبين ولكنه وجد المال يذهب للتعاقد مع أسماء صغيرة تفتقر إلى الخبرة ولا يزال أمامها طريق طويل حتى تنجح في حجز مكان أساسي لها بالفريق، 8 لاعبين تم إنتدابهم بهذه الأموال لم ينجح سوى أنطونيو روديجير فقط في اللعب كأساسي

    لم تعاقب إدارة تشيلسي الأسماء المتمردة على مدربها السابق جوزيه مورينيو، لحسن حظها أن مورينيو مكروه بشكل أو بأخر إعلاميا فلم يدعمه أحد في الصحافة أو الجمهور ولكن كان هذا خطأ كبير فاللاعبون لم يجدوا الرادع لهم، كونتي حاول إعادة الإنضباط إلى غرف الملابس وضحيته الأولى كانت ديجو كوستا

    رحل كوستا نعم ولكن الإدارة لم تقف مع كونتي بالشكل الكامل فظهر الخلاف بينهم لأن كونتي قد كلفهم المال، أضطر تشيلسي لبيع كوستا بمبلغ أقل من المتوقع لهم وبديله جاء بمبلغ أكبر من الذي يستحقه، مشكلة أخرى لم يتم الإعلان عنها بين كونتي ودافيد لويز الذي أنتقد مدربه بعد إحدى مباريات دوري الأبطال هذا الموسم

    كونتي جمد لويز نعم ولكن الإدارة لا تبدو أنها تقف بجانبه فهي تعلم بأنه سيرحل في النهاية والفائز هنا سيكون دافيد لويز لا الفريق ولا المدرب، لا يوجد حزم أو شدة ضد المخطئين في غرف الملابس وكما تم ذكره في البداية فغياب القائد الحقيقي للفريق ساهم في زيادة مثل تلك المشاكل فكل شيء مترابط

    رحيل كونتي قد يحل مشكلة تشيلسي مؤقتا لكن ستظل المشاكل الباقية متواجدة إذا لم تتوصل إدارة الفريق إلى حلول جذرية للقضاء على مشاكل الفريق

    لمتابعة ومناقشة الكاتب من هنا