عكس ما تتوقع: أميركا لديها تاريخ طويل مع كرة القدم

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كرة القدم في أميركا

    الاهتمام المتزايد بكرة القدم في أميركا قسم أراء مشجعي اللعبة. فمنهم من يرحب به بحجة أن كرة القدم الأوروبية ستستفيد من العقلية الأميركية التي تعامل كل الرياضات كعلم. ومنهم من يرى الأميركيين دخلاء على عالم كرة القدم. وكلا الطرفين يعامل كرة القدم الأميركية على أنها كائن حديث الولادة لم يوجد قبل 1994 علينا إما تقبله أو إقصائه. لكن الحقيقة مختلفة كلياً؛ فكرة القدم في أميركا لها تاريخ طويل جداً لا وبل تحتل كأس الولايات المتحدة المفتوحة المركز الرابع عشر على قائمة أقدم بطولات الكأس المحلية في العالم!!!

    نعم لقد قرأت ذلك بشكل صحيح: أميركا، التي ربما كنت قبل 5 ثواني تعتقد أنها لم تلعب كرة القدم حتى عام 1994، تملك كأساً وطنياً منذ عام 1914. ولكن قبل أن تذهب وتخبر كل أصدقائك دعني أخبرك القصة كاملة فهي ليست بهذه البساطة.

    كأس الولايات المتحدة المفتوحة، بالرغم من قدمها، لم تكن أول بطولة كأس تقام في أميركا. حيث أقيمت “كأس أميركا” لأول مرة عام 1885 ولكنها كانت محصورة بفرق المنطقة الشرقية الشمالية بينما ضمت كأس الولايات المتحدة المفتوحة فرقاً من جميع أنحاء أميركا منذ نسختها الأولى. التقارير الصحفية من تلك الفترة توضح أن العديد من مباريات البطولة كانت تقام أمام حضور جماهيري يفوق العشرين ألف متفرج وهو رقم جيد جداً في تلك الفترة. البطولة استمرت بشعبية جيدة رغم مرور الولايات المتحدة بحربين عالميتين تخللهما كساد اقتصادي عظيم.

    كل هذه المصائب لم تؤثر على كرة القدم الأميركية التي عاشت أفضل فتراتها قبل الحرب العالمية الثانية. لكن سلسلة من النزاعات الإدارية خلال خمسينيات القرن الماضي بين الاتحادات والدوريات المختلفة في الولايات المتحدة أدت لتناقص شعبية اللعبة واختفاء العديد من الأندية المحترفة. الصحفيون الأميركيون يصفون هذه الفترة بـ”عصور الظلام” لكرة القدم الأميركية. وبالرغم من سوداوية المشهد إلا أن كأس الولايات المتحدة المفتوحة استمرت بفضل حماس وشغف أندية الهواة التي واظبت على المشاركة في هذه الكأس. العديد من هذه الفرق كانت تنتمي لمناطق مليئة بالمهاجرين الأوروبيين كفريق Philadelphia Ukrainian Nationals الفائز بالكأس أعوام 1960، 1961، 1963 و1966؛ وفريق New York Greeks الذي فاز بالبطولة أعوام 1968، 1969، و1974. نهائيات الكأس في فترة الخمسينيات والستينيات جمعت في أكثر من مرة فرقاً من مجتمعات المهاجرين الأوروبيين.

    فترة السبعينيات كان من المفترض أن تمنح الكأس حياة جديدة. فكان من الممكن أن نشاهد بيليه، فرانز بيكنباور، كارلوس البيرتو، بوبي موور، يوهان كرويف وجيرد مولر وغيرهم الكثير من النجوم التي أنهت مسيرتها في أميركا تواجه لاعبين مغمورين في ملاعب صعبة، الأمر الذي يمنح مسابقات الكؤوس رونقها الخاص في جميع دول العالم. لكن الدوري الأميركي تجاهل مسابقة الكأس ولم يجبر أنديتها على المشاركة بها في ظل إهمال الاتحاد الأميركي لكرة القدم أيضاً. لكن الحال تغير في النهاية مع تأسيس الدوري الأميركي للمحترفين عام 1996 وإجبار الأندية المحترفة على المشاركة بالكأس.

    كأس الولايات المتحدة المفتوحة، أو كأس لامار هانت بعد أن أعيدت تسميتها عام 1999 لتكريم الرجل الذي كان وراء إعادة الحياة لكرة القدم الأميركية، أصبحت تقدم فرصة للأندية الجديدة للفوز ببطولة مهمة لتبني من خلالها قاعدتها الجماهيرية. نادي سياتل ساوندرز، الذي تأسس عام 2007 اتبع هذه السياسة بشكل ممتاز من خلال فوزه بالكأس أعوام 2009، 2010، 2011 و2014 قبل أن يصبح أحد أكثر الأندية شعبية في أميركا.

    كرة القدم الأميركية تمر بمرحلة ممتازة مؤخراً خصوصاً مع تزايد عدد الأندية المحترفة وأعداد الجماهير التي تتابع الدوري والكأس بشغف كبير. معدلات الحضور الجماهيري في الدوري الأميركي تجاوزت الـ22 ألف متفرج وهو رقم يضاهي ذلك الذي تملكه العديد من الدوريات الأوروبية وأهمها الدوري الفرنسي. لذلك فإن الاستخفاف بكرة القدم الأميركية، الذي زاد بكثرة بعد خروج المنتخب من تصفيات كأس العالم، لن يفيد كثيراً. فكرة القدم الأميركية تبدو في منحى تصاعدي ولا شيء سيوقفها.