انتصار كاسح وهزيمة مذلة لبوردو، هذا هو حال زوار ملعب حديقة الأمراء معقل باريس سان جيرمان في الأسابيع الأخيرة، الباريسي تحول إلى وحش كاسر يلتهم كل من يقترب من عرينه في ظل آلة هجومية فتاكة يتمتع بها الفريق.

1- السرعة الهائلة في نقل الكرة بشكل ناجح في الثلث الأخيرة من ملعب الخصم هو أكثر شيء مرعب في باريس. هذه السرعة تجعل المنافس غير قادر التمركز بشكل فعال أمام منطقة جزائه خصوصاً أنه يرافقها تحرك مثالي من ثلاثي خط الهجوم حول الكرة.

2- التفاهم بين كافاني ونيمار ومبابي يتحسن من مباراة لأخرى، اليوم شاهدنا هدف ثاني نتائج منظومة بين الثلاثي. لكن ما زال هناك هامش كبير للتحسن خصوصاً من ناحية الاعتماد على الفردية أحياناً وهو ما يقودنا للنقطة الثالثة.

3- في باريس هناك الكثير من اللاعبين يضعون خيار المراوغة كأول خيار في قائمتهم حينما يستلمون الكرة في الثلث الأخير من ملعب الخصم، المسألة لا تتعلق بنيمار ومبابي فقط، بل بلاعبي خط الوسط أيضاً مثل دراكسلر ورابيو. كما تحدثنا في البداية، الفريق يملك منظومة ناجحة في تمرير الكرة بسرعة أو بالتناغم بين الثلاثي، لذلك يجب أن تكون المراوغة خيار ثانوي يتم اللجوء إليه أمام الدفاعات القوية، وليس أمام دفاع مفتوح مثل دفاع بوردو.

4- مستوى خط الوسط دفاعياً ليس مرضياً بتواجد فيراتي ورابيو في محور الوسط. لو نعيد هدف بوردو سنلحظ أمرين، الأول أن صانع ألعاب المنافس التف بظهره بزاوية 180 درجة نحو مرمى باريس أمام فيراتي الذي كان يراقبه بشكل لصيق، فيما لم يتم مضايقته أثناء الالتفاف مما يذكرنا بما فعله إيسكو بالنجم الإيطالي خلال مواجهة إيطاليا وإسبانيا، وبعد الالتفاف وجد أن رابيو يكسر مصيدة التسلل بسبب تقدمه البطيء والمتثاقل للأمام مما منح المنافس انفراد مجاني بالمرمى.

ليس هذا فقط، المنافس كان يصل بتمريرات مباشرة إلى مرمى باريس وهو مهزوم بثلاثية، الأمر الذي يوضح بطء المنظومة الدفاعية في بعض الأحيان.

5- باريس يمتلك مرونة في تعويض بعض لاعبيه بدون أن يتأثر بشكل كبير. اليوم أراح ألفيس وتياجو سيلفا ولم يتأثر الفريق بذلك، كما أن تواجد دي ماريا ولوكاس مورا ودراكسلر مع الفريق يمنحه حلول أفضل لتعديل الأوضاع في الشوط الثاني في حال لم تسر بشكل جيد مع الفريق.

6- باريس يجب أن يحاول الاستحواذ على الكرة بشكل أكبر حتى يوفر مجهوده أحياناً، احترام المنافس والعودة بأكبر عدد من اللاعبين للخلف لإغلاق المساحات أمر إيجابي، لكن ليس بهذه الكثافة في التكرار وأثناء مباراة متفوق خلالها باريس بنصف دستة من الأهداف.