كتاب أنشيلوتي (2): لماذا باريس سان جيرمان ليس فريقاً كبيراً وما هي إضافة إبراهيموفيتش؟

أسامة شاهين 23:33 25/08/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أسامة شاهين – درب كارلو أنشيلوتي باريس سان جيرمان حوالي موسمين ونصف قاد فيها حلم الباريسيين في التحول إلى نادي كبير في أوروبا.اعتمد في مشروعه على لاعبين كبار أتت بعقلية الفوز للفريق كإبراهيموفيتش و تياغو سيلفا.

    موضوع اليوم من كتاب كارلو أنشيلوتي عن تجربته في باريس.

    و بماذا يختلف هذا النادي عن ريال مدريد و ميلان والأندية الكبيرة في أوروبا؟

    11

    -المشاكل الأولى في باريس:

    لقد لاحظت بشكل سريع جداً منذ قدومي(منتصف الموسم ديسمبر 2011) أن باريس سان جيرمان لا يملك مؤسسة جيدة ,لذلك كان عليي أن أحضر جميع طاقمي السابق معي:بول كليمنت كمساعد لي مع مدرب فيزيائي جديد, محللين بالإضافة إلى الخبراء.لقد اعتقدت في البداية أن الوضع سيكون مشابهاَ لما هو في تشلسي حيث يتم تحضير كل شيء مسبقاً.لكن الوضع في باريس كان مختلف للغاية, كان عليّ أجهز فريق الدعم الخاص بي من الصفر.

    كل شيء كان مختلفاً عما وجدت في تشيلسي و اي سي ميلان مثلاً!

    هناك كل شيء كان في مكانه و كانوا يعرفون كيف تدار الأمور ولكن هنا كان الوضع مشابهاً للأندية التي دربتها في بداية مسيرتي.

    النادي لم يكن يملك مطعم حتى , اللاعبون يصلون قبل التدريب بنصف ساعة و يغادرون مباشرة بعد التدريب.

    كان عليّ أن أشرح للاعبين أنهم جزء من نادي كبير وأن أدخل في عقولهم عقلية الفوز كما العقلية عند لاعبي ميلان.

    و قامت الإدارة بتشييد مطعم صغير للاعبين في مكان التدريب.بإمكانهم أن يجتمعوا سوياَ مما ينعكس إيجاباً على روح الفريق.

    22

    -إضافة إبراهيموفيتش إلى مشروع باريس:

    في الصيف بدأنا بانتداب لاعبين تمنح تلك العقلية:زلاتان إبراهيموفيتش و تياغو سيلفا ,لاعبين على مستوى عالي من الاحترافية.في بعض الأحيان على اللاعبين أن يقودوا العملية و ليس المدربين.فور انتدابهم أصبح زلاتان و سيلفا القادة في غرفة الملابس ,الشيء الذي أردته بالذات من انتدابهما.

    تحدثت مع ابراهيموفيتش بشكل منفصل و شرحت له الوضع في النادي وأهميته في غرفة تبديل الملابس

    “زلاتان لديك الخبرة و الموهبة و الشخصيّة القويّة ,أنت مذهل بكيفية إدارة الأمور حولك”

    ربما زلاتان ليس دبلوماسياً ولكنه لاعب يملك عقلية الانتصار, هو شخص فائز دوماً.

    المشكلة الأكبر معه كانت في التدريب أنه كان عنيفاً مع اللاعبين الشباب ,هو شخص لا يحب أن يخسر لذللك كان يعطي 100% كان يحارب حتى في التمرين.

    احدى المرات على ملعب التدريب ,أحس إبرا أن أحد اللاعبين الشباب لا يقدّم أفضل ما عنده.ناداه مباشرة بعد التدريب و قال له:

    “عليك أن تذهب للمنزل الآن و أن تكتب في مذكراتك أنك تدربت اليوم مع زلاتان إبراهيموفيتش, لأنني أظن أنها المرة الأخيرة التي ستتدرب فيها معي”

    -إبراهيموفيتش عن كريسبو:

    لم يكن يخاف أن يقول الحقيقة حتى معي ,احدى المرات كنا نتحدث عن هرنان كريسبو الذي برأيي الشخصي كان مهاجماً رائعاً و غير اعتيادي.عندما سألته عن رأيه قال:

    “نعم إنه مهاجم لكنه لا يصنع الفارق ,في العالم هناك 3 لاعبين فقط يصنعون الفارق:إبراهيموفيتش و ميسي و رونالدو”

    لقد كان محقاً بتلك الصراحة.إبراهيموفيتش أحد المهاجمين القلائل أو ربما هو المهاجم الوحيد في العالم الذي يكون سعيد عند صناعة الهدف بنفس درجة سعادته عند التسجيل, هو أحد اللاعبين الأقل أنانية في العالم.

    33

    -رعونة الإدارة في باريس: 

    أتى رئيس النادي و ليوناردو إلي قبل مواجهة بورتو في آخر مباراة من دور المجموعات.كنّا قد تأهلنا مسبقاً ولكنهم قالوا لي:

    “تنتصر غداً أو ستتم إقالتك” عندما سألت عن السبب قالوا فقط لأنهم غير سعداء و بأنهم يهتمون لمشروع النادي أكثر من النتيجة.

    فزنا بالمباراة وهزمنا بورتو 2-1 .لم تتم إقالتي و لكن كل شيء اختلف بالنسبة لي.لم أعد أثق في النادي و مشروعه طويل الأمد كما في السابق.

    قلت لليونادرو أنني قد أرحل في نهاية الموسم.ليونادرو الذي كان صديقي في ميلان أو هذا ما كنت أعتقده, لم يقدم لي شرحاً عمّا حصل.

    هذه الطريقة في التعامل ليست مقبولة لا في كرة القدم أو في أي من مجالات الأعمال.إذا لم أقم بعملي كما يجب اطردني لكن لا تقدم إنذارات غبية مسبقاً ,أنت الرئيس و بإمكانك طرد من تريد, لكن عليك أن تكون رجلاً في هذا.

    على العكس تماماً في جوفنتوس على سبيل المثال, وقعت على عقد جديد و لكن عندما أنهينا الموسم بالمركز الثاني لم يكونوا سعداء حول ذلك في النادي.نادوني وقالوا لي:علينا أن نغيّر المدرب.

    حتى اليوم الأخير في جوفنتوس كنت أظن أنني المدرب الأفضل في العالم بالنسبة لهم ولكن في اليوم التالي تمت إقالتي.حسناً ليس هناك أي مشكلة في ذلك,فقط لا تخبرني بذلك خلال الموسم.

    carlo-ancelotti_2096843c

    -الفرق بين باريس سان جيرمان و الأندية الكبيرة الأخرى:

    في باريس سان جيرمان كنت الجزء الأهم من المشروع, كنت امتلك خبرة لا يمتلكها أحد غيري في النادي.بينما في ريال مدريد على سبيل المثال , المؤسسة المدهشة ذات التاريخ الحافل والمعرفة بالتقاليد الرياضية , كنت هناك فقط جزء من مشروع النادي.كل شخص في النادي يعلم ما يجب أن يفعله من العامل في تجهيز طواقم اللاعبين حتى رئيس النادي, الجميع يعمل على مستوى عالي من الاحترافية ,و لكن في باريس كل شيء كان يبدأ من الصفر.

    لمتابعة الجزء الأول أضغط هنا