انطلاقة محمد صلاح البطيئة مع ليفربول .. كيف يقلب الطاولة لصالحه

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “محمد صلاح لا يسجل الأهداف” .. “رد فعل غريب من محمد صلاح بعد تسجيل فيرمينو لهدفه” .. “محمد صلاح ليس في أفضل أحواله” … جمل كثيرة سمعناها في الأيام الماضية وتردد صداها سواء في وسائل الإعلام البريطانية بمختلف أدواتها، أو بين الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي.

    محمد صلاح هو الشغل الشاغل لوسائل الإعلام البريطانية والعالمية في الآونة الأخيرة، هو الرجل الذي يشغل بال الجميع، فبعد أن سجل 44 هدفاً في مختلف المسابقات الموسم الماضي انطلق بشكل بطيء في الموسم الحالي مسجلاً هدفين في 6 مباريات خاضها.

    ليس الأهداف فقط هي من دفعت الكثيرين للتساؤل حول أسباب انخفاض مستوى محمد صلاح، النجم المصري لم يقدم الأداء المميز من قبله بشكل عام في مباريات ليفربول، كما ظهر عليه الفتور أو ربما قلة التركيز في بعض المباريات، ناهيك عن استيائه الواضح من أدائه بعد استبداله ضد باريس سان جيرمان، وهو ما أثار جدلاً حول أنه لم يحتفل بهدف روبيرتو فيرمينو القاتل، قبل أن تبين إحدى الكاميرات بأنه كان مظلوماً بهذا الادعاء كونه احتفل بالهدف من مقعده فور تسجيله.

    عشاق محمد صلاح في العالم العربي _وأنا منهم_ ومختلف أنحاء المعمورة في حيرة من أمرهم حالياً متسائلين، كيف يستطيع محمد صلاح العودة سريعاً لقمة مستواه؟

    الجواب يكمن في سؤال آخر .. وهل تراجع مستواه حقاً؟

    أول شيء يجب أن نفهمه في عالم كرة القدم بأنها لعبة متقلبة جداً على الصعيد الإعلامي والجماهيري، الجميع ذاكرته قصيرة، فهم لن يسألوك عن الذي فعلته قبل 4 مباريات، بل عمّا فعلته اليوم.

    لذلك حينما أرد على التساؤل بسؤال آخر فليس لأن محمد صلاح يقدم مستوى مميز، لا نستطيع قول ذلك لأننا سنظلم صلاح بهذا الكلام فهو يملك الأفضل بكل تأكيد، بل لأن الحكم على فترة قصيرة مجحف بحق اللاعب أيضاً.

    خلال بضعة أسابيع اللاعب ربما يمر بظروف مختلفة تساهم بانخفاض مستواه، لا مانع من الحديث عن مستواه لكن بدون مبالغة، فالنجم ربما يعاني من الإرهاق جراء الموسم الماضي الطويل، أو يمر بحالة فقدان للتركيز على الجانب الرياضي جراء أمور شخصية تحصل خارج الملعب، أو ربما يعاني من إصابة طفيفة لما يفصح عنها، لذلك من الواجب منحه الوقت الكافي ليتطور تدريجياً ويعود لقمة مستواه، مع عدم استعجال ذلك.

    أسباب تراجع مستوى محمد صلاح .. فيديو

    الهدوء .. الصبر .. مساعدة فيرمينو وماني .. وصفة سحرية للعودة إلى القمة

    نعلم جميعاً أن تسجيل الأهداف شيء ضروري لصلاح، ليس لأنه رأس حربة مطالب بذلك، بل لأنه وصل لمستوى عالي ويجب عليه محاولة البقاء فيه لمواسم أخرى، الرياضي العظيم يرغب دائماً بالتفوق على نفسه في كل عام جديد ومع انطلاقة كل موسم.

    لكن حينما لا تسير الأمور بشكل جيد في هذا الجانب لأسباب مختلفة سبق ذكرها، فيجب أن يعود اللاعب لهدوئه ويترك الأمور لتسير كما هي عليه، بنفس النهم والرغبة لكن بدون استعجال ولا تذمر.

    المطلوب من صلاح في المباراتين المقبلتين أن يركز على مساعدة زميليه ساديو ماني وروبيرتو فيرمينو أكثر من التركيز على تسجيل الأهداف، نعم سيخسر فرصاً للتسجيل بذلك، لكنه سيكسب عدة أمور:

     أولاً سيستعيد رضاه عن نفسه بأنه يفعل شيء إيجابي للفريق وهو ما سيوضحه له يورجن كلوب بالتدريبات وفي حوارات خاصة بينهما، وثانياً سيكسب الصحفيين إلى جانبه مجدداً حينما يرونه يضحي من أجل المجموعة، وثالثاً سيكسب زميليه إلى صفه لخلق حالة تعاون جماعي مجدداً بما يوفر له فرص أكثر للتهديف مستقبلاً، أما رابعاً فسوف يحظى بالهدوء ويستعيد تركيزه في الملعب بدلاً من أن يصبح متسرعاً وغاضباً جراء عدم التسجيل.

    الاستفادة من تجارب ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو

    رونالدو وميسي هما المثال الذي يجب أن يأخذه كل لاعب في الجيل الحالي كقدوة له، كما يجب على كل لاعب أن يدرس ما حصل مع كلا اللاعبين في مختلف مراحل مسيرتيهما، حينما كانا بالقمة أو بالقاع.

    تجارب رونالدو وميسي فيها العديد من الانطلاقات المذهلة، لكن فيها أيضاً انطلاقات في غاية السوء، فمثلاً ليونيل ميسي بدأ الموسم بشكل غير مقنع ومستوى متوسط موسم 14\2015 بسبب معاناته من إصابات في الموسم السابق ومعاناته من إخفاق منتخب الأرجنتين في حصد لقب كأس العالم، لكن كل شيء تغير بالقسم الثاني من الموسم، مستوى ليونيل ارتفع بل وتطور وهو ما منح برشلونة فرصة تحقيق الثلاثية ثم استطاع ميسي نيل الكرة الذهبية.

    ليس فقط ميسي، رونالدو أيضاً في بعض المواسم انطلق بشكل سيء، مثلاً الموسم الماضي قدم مستوى غير مقنع حتى شهر يناير من العام الحالي، بعد ذلك انفجر تهديفياً وقاد ريال مدريد لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، وبناءً على ذلك أصبح ينافس لوكا مودريتش على الجوائز الفردية.

    كما قال سيب هيربرجر مؤسس مدرسة كرة القدم الألمانية “كرة القدم دائرية وتغير اتجاهها بأي لحظة” لذلك يجب على صلاح أن يواصل العمل فربما تنقلب الأمور لصالحه سريعاً وبطريقة لم يكن يتوقعها أشد المتفائلين به.