ليفربول، النادي الذي أينما وجد تجد له جماهير بأعداد مخيفة سواء كان يلعب في ملعبه أنفيلد، خارجه، خارج إنجلترا أو حتى خارج القارة الأوروبية سواء في مباراة ودية أو رسمية.

“لن تسير وحدك أبداً” الشعار الأشهر في كرة القدم الذي يطلقه جماهير ليفربول دائماً في بداية اللقاء وفي نهايته سواء كانت النتيجة إيجابية أو سلبية، كانت آخرها عندما تلقى هزيمة على يد ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا مايو الماضي ووقف جماهيره التي ملأت ملعب كييف الأوليمبي للغناء وترديد شعار الفريق.

ولكن هل يعقل أن يغيب النادي الإنجليزي الأكثر تتويجاً بالبطولة الأقوى أوروبيًا دوري الأبطال عن منصات التتويج كل هذه المدة؟

نعم ليفربول أصبح مصدراً مهماً للمتعة في كرة القدم بسبب أسلوب وهذا يعرف به على مدار تاريخه وليس تحت قيادة كلوب فقط، ولكن أين البطولات التي تتوج الأداء.

تأسس ليفربول الإنجليزي عام 1892، ويعد النادي الأحمر أحد أعرق وأعظم الأندية في تاريخ الكرة الإنجليزية خاصة وكرة القدم عامة.

وأخرج ليفربول للعالم العديد من الأساطير والنجوم الذين يبقون دائماً في عقول الجماهير عندما يأتي اسم كبير مقاطعك الميرسيسايد.

لا شك أن ليفربول يحاول كثيراً خصوصاً في المواسم الأخيرة تحت قيادة يورجن كلوب العودة مرة أخرى لمكانته الطبيعية، المركز الذي اعتاد الجميع على مشاهدة ليفربول على قمته، المركز الأول دائماً.

ليفربول ملك أوروبا والدوري الانجليزي..

نعم ليفربول كان لا يعرف سوى المركز الأولى، النادي الإنجليزي الأكثر تتويجاً بالبطولات الأوروبية في التاريخ كان أيضاً الأكثر حصولاً على بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز 18 مرة حتى جاء انتهى جيل دالجليش وبوب بايزلي وإيان راش وغيرهم في ليفربول وجاء زمن السير أليكس فيرجسون ومانشستر يونايتد.

ليفربول، النادي الإنجليزي الأكثر تتويجاً بالبطولة الأكبر على مستوى الأندية دوري أبطال أوروبا، حاصداً إياها 5 مرات، كانت آخرها في المباراة الذي يعتبرها الكثير هى الأفضل في تاريخ كرة القدم، موقعة إسطانبول 2005 ضد ميلان الإيطالي.

وكتب ليفربول اسمه بأحرف من ذهب في إنجلترا، حيث يعد ثاني أكثر الأندية تتويجاً ببطولة الدوري الإنجليزي برصيد 18 مرة، بعد مانشستر يونايتد الذي تعدى ليفربول منذ سنوات قليلة برصيد 20 مرة.

ليفربول يتيه لمدة 28 عاماً في صراع مع مانشستر يونايتد..

Image result for ‫ليفربول الدوري الإنجليزي‬‎

لا أنكر أن الحالة الاقتصادية التي انعشت مدينة مانشستر على حساب مدينة ليفربول، ولكن مع انتهاء جيل ليفربول الذهبي وقدوم السير أليكس فيرجسون الذي صنع أجيالاً ذهبية وقوية مع إدارة محكمة لمانشستر يونايتد نجحت في التربع على عرش الدوري الإنجليزي بدلاً من ليفربول.

العداء التاريخي بين ليفربول ومانشستر يونايتد كانت بدايته بعيده تماماً عن كرة القدم، هى تكاد أن تكون حرب أهلية أو غيرة شعوب، ليفربول كانت المدينة الأجمل والأفضل في إنجلترا، حتى تم انشاء ميناء في مدينة مانشستر ليتحول التطوير في مدينة مانشستر فقط حتى أصبحت ليفربول تشبه المدن الصناعية.

الأمر تحول بعدها إلى كرة القدم، حيث التفوق الكاسح في الكرة الإنجليزية كان أيضاً من نصيب ليفربول، نادي مقاطعة الميرسيسايد الذي شهد على أعظم أجيال الكرة الإنجليزية والبريطانية.

حتى جاء الرجل التاريخي لمانشستر يونايتد، الشخصية الأبرز والأهم في تاريخ الشياطين الحمر، المدرب الإسكتلندي الذي عادل الكفة وغير مسار التاريخ بين ليفربول ومانشستر يونايتد، نعم الأرقام قبل فيرجسون كانت متفاوته تماماً لا أحد كان يصدق أن هذا الرجل قادر على تعديلها ولكن السير نجح في تخطيها.

مانشستر يونايتد يتفوق على ليفربول محلياً واعتقد أن العودة من بعيد تحسب للشياطين الحمر وتضعهم على  زعامة الأندية الإنجليزية في الفترة الأخيرة خصوصاً بعد تغير مسمى الدوري الإنجليزي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز عام 1992، العودة من بعيد والتفوق على ليفربول في عدد بطولات الدوري الإنجليزي 20 مرة لصالح مانشستر يونايتد أمام 18 مرة لصالح ليفربول، انجازاً كبيراً في تاريخ الشياطين الحمر.

أجيال تغيرت وبقى الحال كما هو عليه ليفربول فشل في الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي كل هذه السنوات، حتى المنافسة كانت لموسم أو اثنين، وسط تساؤلات كبيرة متى سيعود ليفربول، ولكن يبقى شئ واحد ثابت على موقفه طوال هذه السنوات هو جماهير ليفربول.

ليفربول ورغبة العودة إلى القمة موسم 2018/2019..

Image result for klopp champions league final

على جماهير ليفربول أن تفتخر بما قدمه فريقها تحت قيادة المدرب الألماني يورجن كلوب ، وأن تواجد الريدز في نهائي دوري أبطال أوروبا في ختام الموسم الماضي على الرغم من الخسارة أمام ريال مدريد، ما هى إلا خطوة أولى في العودة مرة أخرى إلى البطولات والتتويجات التي اعتاد عليها أحمر مقاطعة الميرسيسايد طوال تاريخه.

وعاد ليفربول إلى الواجهة الأوروبية من جديد بعد غياب دام سنوات عن هذا الدور النهائي، حيث تعد آخر نهائي خاضه الريدز يرجع إلى عام 2007 عندما خسر بثنائية مقابل هدف أمام ميلان الإيطالي في المباراة التي لعبت في العاصمة اليونانية أثينا.

ونجح ليفربول تحت قيادة يورجن كلوب في موسمين ونصف التأهل إلى دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين بعد احتلاله المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بعد منافسة شرسة مع تشيلسي وتوتنهام على المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا والتي لم تكن سهلة بكل تأكيد.

أعتقد أن مع التعاقدات الجديدة التي أبرمها ليفربول، والسياسة الجديدة التي اتبعها يورجن كلوب في سوق الانتقالات بعد تعاقده مع فان دايك وأليسون، يعطينا إشارة واضحة أن هدف ليفربول القادم هو التواجد على منصات التتويج.