صلاح إلى ريال مدريد، ربما يكون من أكثر الأخبار المنتظرة في الميركاتو الصيفي القادم، فالمسألة لم تعد مجرد أقاويل أو أمنيات، بل باتت تحمل شيء من الحقيقية يرددها الإعلام الإسباني والبريطاني بشكل مستمر.

محمد صلاح صرح في إحدى المقابلات أنه يطمح للعب في ريال مدريد وبرشلونة، ورغم أنه يلعب في نادٍ كبير مثل ليفربول، إلا أنه قد يفكر جدياً بالرحيل لو وصله عرض من كبيري إسبانيا، وتحديداً النادي الملكي كون برشلونة ليس بحاجة لجناح أيسر في ظل وجود عثمان ديمبيلي وباكو ألكاسير.

بالتأكيد اللعب لريال مدريد أو برشلونة ليس كاللعب لأي نادٍ آخر، فاللاعب يجب أن يمتلك قدرات خاصة ليس على الصعيد المهاري وحسب بل الذهني أيضاُ، وهذا تحديداً ما جعلنا نشاهد فشل بعض النجوم عند انتقالهم لقطبي إسبانيا في السنوات الأخيرة رغم أنهم كانوا متألقين جداً مع أنديتهم السابقة، والسؤال الآن، هل صلاح جاهز لخوض تجربة في سانتياجو برنابيو ؟

الإجابة نعم بكل تأكيد، بل هو ضمن الأجهز في العالم لكي يعوض جاريث بيل في حال رحيل الأخير، ونستدل بهذه الإجابة بثلاثة محاور رئيسية :-

التطور في المساحات الضيقة

البعض كان يقلل من صلاح في الماضي بأنه لاعب يحتاج للمساحات دائماً، ورغم أن هذا ليس عيباً من الأساس لأن هناك الكثير من اللاعبين الكبار الذي لا يلعبون سوى في المساحات، إلا أن صلاح قضى تماماً على المشككين بقدراته في هذه النقطة.

النجم المصري أثبت هذا الموسم مع ليفربول أنه قادر على اللعب في المساحات الضيقة وبشكل بارع أيضاً، وقد سجل أهداف عديدة من وضعيات صعبة كان محاصر بها، ولنا بهدفه الرائع أمام توتنهام في الدقائق الأخيرة أكبر مثال.

لو لم يظهر صلاح هذه القدرة الفريدة باللعب تحت الحصار وفي المساحات الضيقة لكان انتقاله إلى ريال مدريد قد يكون مهدداً بالفشل، لأن المساحات شبه معدومة في الدوري الإسباني على عكس الدوري الإنجليزي، فمعظم الفرق الصغيرة والمتوسطة تدافع بـ10 لاعبين أمام ريال مدريد وبرشلونة، وبالتالي كان صلاح سيعاني كثيراً، لكن بعد ما شاهدناه منه في الأشهر الماضية، يمكننا القول أنه سيكون قادراً على التعامل من تضييق المساحات في الليجا بأفضل صورة ممكنة.

النضج والتعامل مع الضغوط

لو كان لاعب هش نفسياً، لما تمكن من النجاح بعد فشل تجربته في تشيلسي، ودخوله في مشاكل مع فيورنتينا، فنسقه التصاعدي وإصراره على النجاح والتطور يؤكد أن محمد صلاح يملك قوة ذهنية جبارة، وهو المتطلب الأول لأي لاعب كي يحمل شعار  ريال مدريد.

شاهدنا العديد من اللاعبين يفشلون مع ريال مدريد بسبب هذه النقطة تحديداً مثل جاريث بيل، لكن صلاح يملك عقلية مختلفة، وقادر على التعامل مع الضغوط بشكل صحي وسليم، ويكفي الهدوء الذي تحلى به في لقطة ركلة الجزاء التي أوصلت منتخب مصر للمونديال.

خرافة إهدار الفرص

نعم صلاح ما زال يهدر بعض الفرص أحياناً، لكن هناك انطباع خاطئ مأخوذ عن اللاعب في الصحافة العالمية والعربية بأنه لا يملك حس تهديفي ويهدر الكثير من الفرص، وهذا الانطباع بدأ منذ فترة تواجده مع فيورنتينا من ثم روما، ورغم أنه تخلص من هذا العيب في أشهره الأخيرة مع روما وبداية مشواره مع ليفربول، إلا أن هذا الانطباع ما زال مترسخ لدى البعض من محللين وصحفيين وجماهير.

عدد الفرص التي يهدرها صلاح لا يقارن أبداً بعدد الفرص التي يهدرها أي مهاجم كبير في العالم، فمن شهد أوباميانج أو كافاني أو سيرجيو أجويرو أو حتى لويس سواريز هذا الموسم يعي تماماً ما أقصده، ولا نريد الحديث عن لاعبين لا يسجلون من الأساس مثل كريم بنزيما.

نسبة تحويل صلاح الفرص إلى أهداف مرتفعة جداً خصوصاً وأننا نتحدث عن جناح هجومي وليس مهاجم صريح، وبالتالي لن يكون عليه قلق من هذا الجانب في حال انتقل لريال مدريد، وأرقامه التهديفية مع ليفربول هي من تتحدث عنه.
فيديو مهم : سبعة أمور متشابهة بين ميسي ورونالدو