بعد الإقصاء .. سبب مشاكل ليفربول الدفاعية ومدى تأثير رحيل كوتينيو

رامي جرادات 02:30 28/01/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كما جرت العادة، فاجأنا ليفربول بالإقصاء من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي بعد هزيمته من وست بروميتش بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة قدم فيها رجال المدرب يورجن كلوب أداء هزيل خصوصاً في الشق الدفاعي.

    كلوب واصل اعتماده على نفس التشكيلة والخطة التي انتصر بهما على مانشستر سيتي قبل أسبوعين، وخسر بهما أيضاً أمام سوانزي سيتي الأسبوع الماضي، وذلك عبر الدفع بثلاثية إيمري تشان وفينالدوم وتشامبرلين في خط الوسط، وأمامهم الثلاثي المميز ساديو ماني وربيرتو فيرمينو ومحمد صلاح، وفيما يلي تحليل لسبب مشاكل ليفربول الدفاعية ومدى تأثير رحيل فيليب كوتينيو.

    مشاكل ليفربول الدفاعية ليست بالأفراد

    هناك خليل واضح في العمل الدفاعي في ليفربول منذ قدوم يورجن كلوب، الأمور لم تتحسن أبداً، بل أحياناً تزداد سوءاً كما حدث في مباراة اليوم، ورغم أن الجميع يرجع السبب إلى انخفاض جودة المدافعين في الريدز، إلا أن المشكلة بعيدة عن ذلك تماماً، فحتى بقدوم فان ديك الذي كلف النادي 80 مليون لم يتغير شيء، وشاهدنا اليوم كيف تحول إلى مدافع متواضع عندما لعب في منظومة مفككة.

    نعم قد يكون مدافعي ليفربول ليسوا على المستوى المطلوب فردياً، لكن هناك مشكلة أكبر وأعمق، وهي ملازمة ليورجن كلوب منذ بداية مسيرته التدريبية ولم تبدأ مع ليفربول، وهي تكمن في كيفية الضغط على المنافس.

    هناك طريقتين للدفاع بشكل عام، الأولى هي الضغط في مناطق الخصم، وهذا يتطلب اندفاع اللاعبين على حامل الكرة ومراقبة الخيارات المتاحة له، والطريقة الثانية هي العودة إلى الخلف وإغلاق المساحات مع الحذر من الاندفاع.

    هاتان الطريقتان يتم استخدامهما بنسب متفاوتة خلال المباراة من جميع فرق العالم، وهناك فرق تحاول التوازن بينهما مثل تشيلسي وأتلتيكو مدريد على سبيل المثال، لكن المشكلة في ليفربول تكمن في الطريقة الثانية، وتحديداً عندما يقرر العودة إلى الخلف.

    عندما يعود 8 لاعبين للدفاع، يجب أن يتم محاصرة جميع اللاعبين المتقدمين من الخصم، بالإضافة إلى إغلاق المساحة قدر الإمكان على حامل الكرة، لكن ما يحدث في ليفربول أنه يتم الضغط على حامل الكرة من لاعبين وأحياناً ثلاثة، وهنا يكون الضغط سلبياً لأنه ليس في مناطق الخصم، ولو نجح اللاعب بالخروج من هذا الضغط سيجد أمامه مساحة شاسعة وخيارات عديدة.

    يجب على لاعبي ليفربول التحلي بالصبر والهدوء عندما تكون الكرة بحوزة الخصم وتمكن من الخروج بها والوصول إلى نصف ملعب الريدز، ينبغي أيضاً الاهتمام باللاعبين المتقدمين بقدر أكبر من الاهتمام بحامل الكرة نفسه، بالإضافة إلى التزام كل لاعب بموقعه وعدم تركه لمحاولة افتكاك الكرة مثلما فعل إيمري تشان في لقطة الهدف الثاني لوست بروميتش.

    مدى تأثير رحيل كوتينيو

    بعد هذه الهزيمة، ستخرج أصوات عديدة تتحدث عن الفراغ الذي تركه النجم البرازيلي بانتقاله إلى برشلونة، لكن لو نظرنا للأمور بشكل أعمق، سنجد أن رحيل كوتينيو ليس سبب هزيمة اليوم ولا حتى الخسارة أمام سوانزي، فالإحصائيات تؤكد أن ليفربول يحقق الفوز بنسبة أعلى بغياب كوتينيو هذا الموسم، وليس العكس.

    لكن المشكلة تكمن في طريقة تعويضه، حيث خاض ليفربول 3 مباريات بعد رحيل الساحر البرازيلي، انتصر بواحدة على السيتي وبأداء عظيم وخسر مباراتين، وهنا يجب أن نسلط الضوء على ثلاثية فينالدوم، تشامبرلين وإيمري تشان في خط الوسط، فهذه المنظومة لم تنجح في تعويض النجم البرازيلي لأنه لا يوجد أي لاعب منهم يملك قدرة كوتينيو على التمرير والاحتفاظ بالكرة ورؤيته للملعب، لذلك شاهدنا في آخر مباراتين أن خط الهجوم معزول تماماً عن خط الوسط.

    صحيح أن هذا الثلاثي هو نفسه من لعب أمام مانشستر سيتي وحقق الفريق انتصار كبير حينها، لكن ظروف تلك المباراة كانت مختلفة لأن السيتيزنز هو من كان يتحكم بالكرة وليس ليفربول، وبالتالي لم يكن هناك حاجة للاعب يضبط الإيقاع لأن جميع أهداف ليفربول جاءت من الضغط العالي في مناطق السيتي واللعب السريع، فكانت ثلاثية فينالدوم وتشامبرلين وإيمري تشان ذات فائدة كبيرة في تلك المباراة على عكس ما حدث في مباراتي سوانزي ووست بروميتش، فالريدز كان يمتلك الكرة بنسبة كبيرة، وحينها افتقد للاعب الذي يمكنه إيصال الكرة لفيرمينو وصلاح وماني دون أن يكونوا تحت الضغط.

    الدليل على كل هذا أنه عندما دخل جيمس ميلنر وهيندرسون اليوم بدلاً من فينالدوم وتشامبرلين اختلف أداء ليفربول كلياً، حيث بدأ يهدد مرمى وست بروميتش ونجح بتسجيل هدف، وعادت الأمور إلى شكلها الطبيعي في المنظومة الهجومية.

    خلاصة القول، أن ليفربول لم ولن يتأثر برحيل كوتينيو إن كان ميلنر أو هيندرسون داخل الملعب أو كلاهما معاً، بينما سيعاني بغيابهما كثيراً خصوصاً أمام الفريق التي تلعب بتكتل دفاعي.

    تابعنا على قناتنا في يوتيوب