حكاية صورة .. جيرارد يبكي بحرقة وجماهير ليفربول تحرق قميصه

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • حرق قميص جيرارد من قبل أحد مشجعي ليفربول عام 2005

    “إنه أصعب قرار سأتخذه طيلة حياتي” هذه كانت كلمات ستيفن جيرارد التي نشرها ليفربول الإنجليزي في بيان رسمي في الخامس من يوليو عام 2005 ، النادي الإنجليزي أعلن حينها بأن جيرارد قرر الرحيل عن النادي رافضاً بالتالي تمديد عقده.

    لم تكن تتصور جماهير ليفربول بأن قائد فريقها ومعشوقها الأول سيرحل بعد أسابيع قليلة من تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا في نهائي تاريخي لن ينسى ضد اي سي ميلان، لذلك وقع بيان ليفربول كالصاعقة على رؤوس المحبين، وسبق ذلك ليالي من الجدل الإعلامي حيث أكدت العديد من التقارير “جيرارد سيرحل”.

    مسألة رحيل جيرارد ربما كانت ستسير بشكل أكثر هدوءاً لو أنه لم يصرح بعد نهائي دوري أبطال أوروبا حينما سؤل عن مستقبله “كيف أرحل عن ليفربول بعد ليلة كهذه؟ ” الأمر الذي رآه الكثيرون بمثابة الخيانة للنادي خصوصاً أن تشيلسي كان الأقرب لضمه حينها.

    ردة فعل الجماهير كانت قاسية جداً بحق جيرارد، حيث حمل بعض الأشخاص قميصه السابق في النادي والذي يحمل الرقم “17” بما يمثل عدد سنواته مع النادي إلى مدخل ملعب أنفيلد وقاموا بحرقه، فيديو تم نقله على قناة سكاي سبورت وسط صيحات الاستهجان بحق نجم خط الوسط حيث سمعت كلمات “الخائن يبحث عن الأموال” بشكل واضح عبر التلفاز.

    لم تكن تلك اللحظات عادية، ليفربول بأكملها كانت تحترق بعد انتشار الفيديو على التلفاز ليكون بمثابة حدث الساعة في إنجلترا، كما لحقه عدة صور انتشرت عبر المنتديات لبعض الأشخاص قاموا بحرق قمصان أخرى لمعشوقهم، جيرارد كان حينها في المنزل وجن جنونه، كل شيء أصبح لونه أسود في عينيه.

    “فقدت صوابي حينما رأيتهم يحرقون قميصي على مدخل أنفيلد، صرخت: احترموني، ألا تعلمون كم يمزقني هذا من الداخل؟ ..  والدي توسل لي بأن لا أرحل لكني طلبت منه أن ينظر إلى التلفاز وقلت له: الجماهير تحرق قميصي والنادي لا يحرك ساكناً، إنهم لا يريدوني بعد الآن .. حدقت في التلفاز والدموع غمرت وجهي، الصداع والإجهاد نال مني، لقد كانت أصعب لحظات حياتي”.

    وفي الحقيقة جيرارد لم يرغب في الرحيل عن ليفربول بسبب الأموال فقط، مشروع النادي رياضياً لم يكن مقنعاً بالنسبة له مما كاد أن يتسبب برحيله صيف 2004 ، ورغم تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا إلا أن لاعب خط الوسط شعر بأن النادي لا يحترمه.

    جيرارد كان يريد تمديد عقده مع ليفربول سريعاً بعد نهائي دوري الأبطال، لكنه تفاجأ بأن الإدارة لا تضع ذلك من ضمن أولوياتها ولم تقدم له العرض المقنع للإبقاء عليه رغم معرفتها برغبة تشيلسي وريال مدريد بالتعاقد معه، الأمر الذي رآه إشارة إلى أنه غير مرغوب فيه.

    لكن كل شيء تغير في اليوم التالي، جيرارد اتصل بريك باري المدير التنفيذي للنادي عبر وكيل أعماله وأخبره بموافقته على تمديد العقد، ليضع حداً لمفاوضات انتقاله إلى تشيلسي رغم أن مشروع الأخير كان أكثر قوة.

    لم يفهم سبب تغيير جيرارد رأيه في اليوم التالي مباشرة لإعلان رحيله وحرق قميصه، حيث قال باري في السادس من يوليو “ستيفي قرر البقاء، الأيام الأخيرة كانت صعبة عليه وأنا أعتذر له بشدة لو تسببت له بالأذى العاطفي. خلال آخر 24 ساعة تغير كل شيء وقرر البقاء في ليفربول لفترة طويلة جداً”.

    ستيفن جيرارد يرتدي قميص ريال مدريد بعد مباراة الأساطير

    ستيفن جيرارد يرتدي قميص ريال مدريد بعد مباراة الأساطير

    باري صرح بأنه قبل يوم واحد فقط قدم عرضاً لجيرارد من أجل تمديد العقد بشكل مباشر، فيما أكدت الصحف بأن العرض وصل إلى نحو 100 ألف جنيه استرليني أسبوعياً، ورغم ذلك قام اللاعب برفضه على الفور ثم غير رأيه!

    جيرارد وضح لاحقاً أن العاطفة هي سبب تمديد عقده وبقائه في ليفربول رغم أن مشروع تشيلسي كان أكثر إشراقاً “في صباح اليوم الذي قررت فيه تمديد عقدي استيقظت والابتسامة على وجهي، ابتسامة افتقدتها لأسابيع طويلة قبل ذلك”.

    سيبقى إعلان رحيل جيرارد ثم تعديله القرار بعد 24 ساعة فقط أحد أبرز القرارات المتقلبة في عالم الساحرة المستديرة، لكن الرجل حينما يهوى شيئاً بشدة يتعامل معه بالعاطفة وقلبه المتقلب يصبح المتحكم في قراراته، ويبدو أن هذا ما حصل مع أسطورة ليفربول.

    لم يرحل ستيفي بل واصل مسيرته في ليفربول حتى شعر بأن النادي أصبح بحاجة للتغير مما دفعه للرحيل إلى أمريكا، لكن لا شك بأن الجماهير التي أحرقت قميصه تشعر بالندم الآن وهي تراه وفياً وملتزماً اتجاه النادي لسنوات طويلة، بل ما زال يقدم أداءً مذهلاً في لقاء الأساطير أمس ضد قدامى ريال مدريد.

    إنه الغضب والتسرع حينما يشعرنا بالندم للأبد…

    شارك واربح هاتف هواوي هونر 6X مع سبورت 360