ليفربول

وما الجديد؟ هذا هو ليفربول وهذا ما اعتدنا عليه في العقود الأخيرة، موسم تلو الآخر يخيب فيه الآمال ويقدم خلاله نتائج هزيلة ولا ترتقي لمكانة وتاريخ هذا النادي العظيم، مهما اختلفت الأسماء في مجلس الإدارة أو على دكة البدلاء فالواقع لن يتغير ما دامت العقلية التي تسير أمور النادي تبقى ثابتة.

نستطيع القول أن ليفربول انهار مع بدء النصف الثاني من الموسم، فخلال آخر 7 جولات من الدوري الإنجليزي الممتاز حقق انتصار وحيد فقط، كما أقصي من بطولات الكؤوس في إنجلترا (كأس رابطة المحترفين، وكأس الاتحاد الإنجليزي)، بالإضافة إلى التراجع نحو المركز الخامس على سلم  الترتيب وإمكانية التراجع نحو المركز السادس تبدو واردة، فكيف حدث ذلك؟

بالننظر إلى سوق انتقالات ليفربول يجب أن لا نسأل أنفسنا هذا السؤال، فحينما كانت تعمل أندية مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشيلسي على ضم أفضل اللاعبين وتطوير صفوفها موسماً تلو الآخر، فإن الريدز كانوا يعملون بشكل عشوائي تماماً ولم يظهروا حقاً أنهم يرغبون في العودة إلى منصات التتويج.

منذ عهد رودجرز وقبله دالجليش المشكلة موجودة .. وكلوب لم يغير عقلية الإدارة

طبعاً الكلام أكرره موسماً تلو الآخر، ليفربول لا يعرف كيف ينفق أمواله، أو لديه خطة مختلفة تماماً عن طموح ورغبات الجماهير في حصد الألقاب والعودة إلى منصات التتويج، لأن ما يحدث في سوق الانتقالات كل عام لا يمكن تقبله تحت خانة “العودة إلى القمة”.

وربما نظن أن المسألة تتعلق بإنفاق الأموال، وفي الحقيقة هي ليست كذلك حيث أن ليفربول أنفق 303 مليون جنيه استرليني في الموسم الحالي والموسمين الماضيين نظير التعاقد مع لاعبين جدد، إنفاق هكذا مبلغ في 3 مواسم لم تقدم عليه الكثير من الأندية في أوروبا. لا ننسى أنه سبق ذلك إنفاق مبالغ ضخمة أيضاً صيف تلو الآخر.

في ذات الوقت، هل نستطيع ذكر عدد الصفقات المميزة التي عقدها ليفربول في آخر 7 مواسم؟ أعتقد أن الأسماء ستحصر في: لويس سواريز، فيليب كوتينيو، ساديو ماني، ودانييل ستوريدج لبعض الوقت.

هذا يعني أن التخطيط لانطلاق الموسم فاشل، فالمسألة من شقين، إما أن تكون الإدارة لا تعرف بأن اللاعبين الذين تتعاقد معهم وتنفق من أجلهم مئات الملايين سيئين، أو أنها تعرف ذلك ولها غايات أخرى تتعلق باكتشاف المواهب ثم بيعهم بسعر أعلى، وهذا بالضبط ما حصل مع سواريز وستيرلينج وغيرهم. شخصياً أرجح الاحتمال الأول.

بالتخطيط الفاشل، والإنفاق الغير مدروس، والإصرار على الفلسفة الخاطئة، ستكون تراجع نتائج ليفربول وإخفاقه في حصد الألقاب نتيجة طبيعية ومتوقعة.

حتى لا ننسى .. يورجن كلوب شريك رئيسي بالاخفاق

 الحديث عن التخطيط الفاشل للإدارة والملاك منذ زمن بعيد في ليفربول لا يجعلنا نغض النظر عن المدرب الألماني يورجن كلوب، فهو شريك رئيسي في هذا الأمر.

كلوب أصر قبل بداية الموسم بأن سوق الانتقالات الصيفية لديه ناجح رغم عدم تعاقده مع أي لاعب بمواصفات عالية، طبعاً معظم الصفقات أثبتت فشلها خصوصاً في مركز حراسة المرمى وخط الدفاع اللذان يعدان نقطة ضعف ليفربول الأساسية في الموسم الحالي.

كلوب ظن بأن التعاقد مع اللاعبين المتوسطين وليس نجوم الصف الأول يعد قرار حكيم حيث سبق أن فعل ذلك في بوروسيا دورتموند ونجح فيه، لكنه أهمل الفكرة الأساسية “أن تعرف مع من تتعاقد وأين تضع أموالك”.

كلوب تشدق بنجاح دورتموند، لكن هل يستطيع أن يقول لنا أين هو ليفاندوفسكي ليفربول؟ أوباميانج؟ ماركو رويس؟ ماتس هاملز؟ عثمان ديمبيلي؟ فيجل؟ والقائمة تطول وتطول.

بمعنى أصح، جميع اللاعبين في العالم يبدؤون كلاعبين عاديين ومتوسطي المستوى، ثم يتحولون لنجوم، لكن التميز يكمن في امتلاك القدرة لكي تفرق بين اللاعب الذي يملك الموهبة بحق والقادر على تطوير مستواه، واللاعب العادي والضعيف المستوى، ويبدو أن ليفربول وكلوب لا يملكان هذه الميزة.

نقطة أخرى تتعلق بكلوب بعيداً عن سوق الانتقالات، المدرب منذ مجيئه إلى إنجلترا وهو مصر على أسلوب الضغط العالي على المنافس لكن بدون امتلاك ميزتين، الأولى تقارب الخطوط والثانية بالقدرة على الارتداد سريعاً نحو الدفاع في حال لم ينجح لاعبوه باستعادة الكرة.

تباعد الخطوط مع عدم وجود نوعية اللاعبين القادرين على كبح جماح المنافس في وسط الملعب أثناء شنه الهجمات المرتدة سيعني حتماً تلقي العديد من الأهداف في شباك فريقك خصوصاً إن كان حارس مرماك ليس على مستوى عالي.

كلوب لم يعالج هذه الأخطاء منذ اكتوبر عام 2015، ومع جودة اللاعبين المنخفضة في بعض المراكز، سيكون تراجع النتائج شيء حتمي ولا مفر منه.