Getty

موقع سبورت 360 – محفوفة بالأحداث المثيرة للجدل والتقلبات غير المتوقعة هي مسيرة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، فلا يكاد يمر موسم دون أن يرتبط اسمه بحادثة تسيل كثيراً من حبر الصحفيين سواءً بما يقوم به من تصرفات تجاه وسائل الإعلام أو جماهير الخصوم، وهو أمر لا يبدو أنه يؤثر على الفائز بالثلاثية التاريخية مع إنتر ميلان الإيطالي عام 2010.

المدرب البرتغالي الذي يلقبه الكثيرون بالـ”رجل الاستثنائي”، يملك شخصية فريدة من نوعها، وعوض أن يتأثر بالمشاكل التي تحوم حوله، يبدو أنه يستغلها كمصدر طاقة إضافية من أجل العودة إلى الساحة الكروية بشكل أقوى من ذي قبل، وذلك ما تُظهره المباريات الأخيرة التي تؤكد أن مورينيو يتحلى برباطة جأش منقطعة النظير في فترة الأزمات، لتكون ربما طريقةً خاصة من طرفه للرد على منتقديه وإثبات أنه مدرب “لم ينتهِ” بعد.

شخصياً، أتحفظ دائماً على مصطلح “منتهي” حين يتعلق الأمر بمدرب كرة قدم، فهذا الأخير ليس منتوجاً غذائياً له تاريخ صلاحية وتاريخ انتهاء، بل هو كائن بشري يتأثر بالظروف المحيطة به، كما أنه يتأثر بالأدوات التي تستطيع الإدارة توفيرها له، وأيضاً بمدى مواءمة اللاعبين لأسلوبه المحبب، ومدى تأقلمهم معه، وهو ما يجعل ذلك المصطلح في نظري، أمراً لا يلتصق بالمنطق إلا لماما.

ولا يخفى على أحد من متتبعي الساحرة المستديرة، أن مانشستر يونايتد يعيش ظروفاً مزرية هذا الموسم، فالفريق لم يعد ممتعاً للمتابعين، كما أنه لم يعد جذاباً للنجوم التي تسطع في سماء الكرة العالمية، والسبب في ذلك، هو تراجع سحر البرتغالي نتيجة أسلوبه غير المثالي في التعامل مع بعض اللاعبين على غرار بول بوجبا وأنتوني مارسيال وغيرهم.

وحين أحَسَّ مورينيو بأن إنجازاته تضاءلت في الآونة الأخيرة، أضحى الرجل الاستثنائي متشدقاً بما حققه قبل سنوات، في ظل خفوت بريقه وهيبته أمام خصومه، ليُصبح البكاء على الأطلال، طوق نجاته الوحيد لسفينته الغارقة في الأزمات، ليكون بذلك أشبه بالبائع الذي يعود إلى دفاتر “القرض” القديمة، حين يعصف به الإفلاس وتتقاذفه أمواج المِحن.

ولما بدأت العلاقة بين مورينيو وإدارة اليونايتد تتدهور إلى نقطة لا يمكن العودة منها، استطاع المدرب البرتغالي توجيه صفعة لجميع منتقديه حين حقق 3 انتصارات في آخر 4 مباريات بالدوري الإنجليزي، فضلاً عن تعادله أمام تشيلسي بعد هدف قاتل من البلوز في الدقائق الميتة، هذا بالإضافة إلى تلاشي واندثار أزمته مع اللاعبين، فلم نعد نسمع عن تصريحاتٍ متبادلة بينه بين بوجبا أو أي لاعب آخر.

أما الصفعة الأشد قسوة والتي أفاق عليها منتقدو مورينيو، فكانت الفوز على يوفنتوس بهدفين مقابل هدف في قلب ملعب أليانز ستاديوم، بعدما كان الشياطين الحمر متخلفين بهدف نظيف، ليؤكد البرتغالي مرة أخرى، أنه مهما عاش وسط أجواء مشحونة ومليئة بالجدل، فإنه سيقف ثابتاً راسخاً لا يميل، حتى لو كان يَرزَح تحت وطأة النتائج السلبية.

ويُدرك مورينيو، أن الفوز على مانشستر سيتي مساء غدٍ الأحد، سيمنحه يداً حديدية لتوجيه صفعة مدوية على وجوه كارهيه، فالانتصار على العدو اللدود ومتصدر الدوري سيكون أمراً مثالياً بالنسبة له، إذ سيستعيد كبرياءه بعد بداية هزيلة، كما أنه سيتدرج رويداً رويداً نحو فرق المقدمة، مع العلم أن الفريق الأحمر خسر 3 مباريات من أول 7 له في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، قبل أن ينتفض ويستعيد عافيته في الجولات الأربع الأخيرة، محقّقاً 3 انتصارات وتعادل واحد.

ورغم معاناة مانشستر يونايتد من عدّة معضلات فنّية أثرت على أدائه هذا الموسم، مثل تقديم خط دفاعه الهدايا الثمينة للخصوم، إضافة إلى ابتعاد عدد من لاعبي الفريق عن مستوياتهم الحقيقية، إلا أن مورينيو دأب مؤخراً على قلب الطاولة في الأشواط الثانية بسبب تغييراته التي تجدي نفعاً، وكذلك بفضل تعليماته التي تؤتي بأكلها في الفترات الصعبة.

والحقيقة أن مانشستر يونايتد في هذه الأيام، يبدو قادراً أخيراً على تحقيق نتيجة إيجابية أمام خصم كبير مثل مانشستر سيتي، وذلك بفضل الأداء المستقر لمجموعة من لاعبيه، مثل الظهير الأيسر لوك شو، والإسباني المخضرم خوان ماتا، إضافة إلى المهاجم الفرنسي أنتوني مارسيال.

يُمكنك أيضاً مشاهدة.. موقعة كروية ساخنة: مانشستر سيتي × مانشستر يونايتد