بعد تجارب محمد صلاح ودي بروين .. هل المشكلة في بوجبا أم مورينيو

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لم يكد يمضي عامان فقط على تواجده في مانشستر يونايتد حتى بدأت الصحف تتحدث بقوة عن رحيله عن النادي مجدداً، النجم الفرنسي يبدو أنه لا يحظى بثقة جوزيه مورينيو حسب أقوال الصحف البريطانية وفي مقدمتها ديلي ميل، وهو ما يدفع المدرب البرتغالي للتخلص منه في الصيف المقبل.

    قضية بوجبا ستكون الأكثر إثارة للجدل خلال الصيف، فهو من جهة لم يقدم بالفعل ما ينتظره الجميع منه في مانشستر يونايتد، أو بمعنى أصح، لم يصل بعد لمستوى تطلعات الجماهير ولم يقترب من مستوى أفضل لاعبي خط وسط الدوري الإنجليزي مثل كيفين دي بروين، ديفيد سيلفا، وحتى أحياناً زميله نيمانيا ماتيتش يقدم مستوى أفضل منه.

    ومن الجهة الأخرى فإن مورينيو يفكر في حقبة ما بعد بوجبا حسب أقوال الصحف ويجهز للبديل، مما يعني أن الجدل سيحيط مانشستر يونايتد والانتقادات ستطال إدارته ومدربه البرتغالي بعد أن وصلت قيمة صفقة الفرنسي 120 مليون يورو.

    كما سيطرح الكثيرون التساؤل الذي طرحته في العنون: المشكلة في بوجبا أم مورينيو؟

    جوزيه .. مدمر المواهب في السنوات الأخيرة

    هل يحق لنا التساؤل، منذ أيامه في ريال مدريد من هو اللاعب الذي استطاع التألق باستمرارية واضحة تحت إمرة جوزيه مورينيو؟ أو من هو اللاعب الذي تطور تحت إمرته بشكل واضح ومبهر؟ حينما نبحث في مواسمه الثلاث مع تشيلسي لن نجد أحداً، فإن كان إيدين هازارد توج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي موسم 14\2015 فإن مستواه الفني انخفض بشكل ملحوظ في الموسم التالي بدون وجود أسباب مقنعة لذلك، كذلك الأمر بالنسبة لنيمانيا ماتيتش ودييجو كوستا.

    وبعيداً عن أجواء المؤامرة في تشيلسي التي يقتنع الكثيرون بحدوثها، فعلى الشق الآخر ما يعرفه الجميع بأن أفضل لاعبين في الدوري الإنجليزي للموسم الحالي، بل إثنان من المرشحين بقوة للمنافسة على الكرة الذهبية، مروا من تحت يدي مورينيو في تشيلسي بدون أن ينجح في استغلالهم أو تطوير قدراتهم وتحويلهم إلى نجوم كبار.

    تشيلسي خسر موهبتين من الطراز الرفيع بسبب عدم قدرة جوزيه على تفجير طاقات المبدعين، كيفين دي بروين ومحمد صلاح، الأول يرتدي قميص مانشستر سيتي حالياً والآخر يرتدي قميص ليفربول.

    تجربتا دي بروين وصلاح تؤكدان أن هناك خللاً واضحاً في طريقة عمل جوزيه مؤخراً، فلا يمكن أن نستوعب رحيل لاعبين بهذا المستوى في نفس الفترة بحجة أنهما ليسا بالمستوى المطلوب، وإن كانا كذلك فما هو المستوى المطلوب حقاً للنجاح تحت إمرة جوزيه ؟!

    cropped_GettyImages-844814638

    من الواضح أن مورينيو يصب تركيزه كاملاً في السنوات الأخيرة على العامل البدني والقتالي في أرض الملعب، إن شعر بأن اللاعب ليس لديه الجودة الكافية في هذا الجانب فإنه سريعاً ما يتخلى عنه أو يهمشه على دكة البدلاء بدون محاولة لاستغلال قدراته بطريقة أخرى، أو بدون محاولة لتطويره تكتيكياً حتى يغطي نوعاً ما على عدم تحليه بالقدرة على القتال بشراسة على كل كرة.

    ومرة أخرى يكون صلاح ودي بروين مثال حي على ذلك، فبعد أن تخلى عنهما جوزيه لأسباب تتعلق بالجوانب التي تحدثنا عنها سابقاً، فإن كلا اللاعبين نشاهدهما يقدمان أداءً تكتيكياً من أعلى طراز لمساعدة فريقيهما على ممارسة الضغط العالي على المنافس وافتكاك الكرة منه في مواقعه بأسرع طريقة ممكنة، صلاح ودي بروين ليسا مميزان بافتكاك الكرة ولا يجيدان فن الالتحام مع المنافس في الملعب، لكنهما يعرفان جيداً كيف يتصرفا بمنظومة جماعية للضغط على المنافس.

    هذا الأمر مثلاً لا يجيده جوزيه وهو واضح بشكل جلي من اختياراته للاعبين في الملعب، ولجوئه للاعبين مثل مروان فيلايني باستمرار بل وإشراكه في لقاء حساس مثل مواجهة إشبيلية وهو ما تسبب بإقصاء مانشستر يونايتد من دوري أبطال أوروبا. لا ننسى تهميشه لأنتوني مارسيال في العديد من المباريات، مقابل الاعتماد بشكل مستمر على جيسي لينجارد.

    وإن كنا نتساءل كيف أثر ذلك على بوجبا فالجواب بسيط: جوزيه يرى في بول لاعب طويل القامة قوي البنية لذلك يجب أن يكون مقاتلاً شرساً على أرض الملعب ويساند مدافعيه باستمرار ويقدم الإضافة الهجومية بشكل متوسط، هو يريده فييرا جديد، بينما يبدو أن بول لا يحب ذلك، هو يحب أن يرى نفسه هنري جديد أو زيدان جديد (يكون أقرب لمرمى المنافس من مرمى فريقه).

    sp16-pogba

    جوزيه يفكر بطريقة واحدة فقط بخصوص اللاعبين، لا يفهم احتياجاتهم وتمايزهم، يرى فيهم قدرات بدنية وطاقات قادرة على القتال واللعب القاسي في الملعب، وهو ما يتسبب في تدني مستوى لاعبين مثل بوجبا، فالأخير يريد أدوار أكثر حرية هجومياً، أكثر تنوعاً وأكثر شراسة على مرمى المنافس.

    المشكلة أن جوزيه من المفترض عليه فهم احتياجات بوجبا قبل التعاقد معه، الفرنسي كان من الواضح أنه يعيش حالة نجومية كبرى أقرب لنجومية المهاجمين من نجومية لاعبي خط الارتكاز، حياته الصاخبة وتصرفاته في الإعلانات تؤكد ذلك، بل أن هذه من الأسباب التي دفعت مانشستر يونايتد للتعاقد معه، ليس فقط للجوانب الفنية بل لرغبتهم في الحصول على نجم بمواصفات استثنائية إعلامياً وتجارياً، وما يؤكد ذلك هو الإعلانات المبالغ بها في الصخب والتي صمموها له فور التعاقد معه.

    لذلك ما نستطيع قوله، أن مخطط إدارة النادي في التعامل مع بوجبا، ونظرة اللاعب إلى قدراته، لا يتواءمان مع نهج جوزيه مورينيو، وهو ما يعني أن هناك سوء تخطيط حصل قبل عامين من الآن.

    الكاتب إيان هيربيرت من صحيفة ديلي ميل يصف طبيعة مورينيو وبوجبا وسبب عدم نجاح الأخير كما يجب في اليونايتد بوصف دقيق قائلاً في إحدى مقالاته “بوجبا يريد أن يشعر بتميزه، ومورينيو يريد من اللاعبين أن يخترقوا الجدران بأجسادهم من أجله”.

    بوجبا ملام أيضاً .. لكن يحترم للمحاولة

    النجم الكبير واللاعب المميز في خط الوسط يجب أن يصل لنقطة مشتركة مع متطلبات مدربه، ثم يجب أن يبرع في تقديم ما يطلب منه إن كان يملك في قدراته ما يؤهله لتقديم المطلوب على أرض الملعب.

    بوجبا من الوارد أنه يفكر بطريقة سلبية، فما قاله إيان عن رغبته في أن يشعر بالتميز صحيحاً، وبطريقة لعب جوزيه مورينيو لن يشعر بالتميز، وهو ما يوجهه للتفكير بسلبية أكثر من الإيجابية خصوصاً في ظل تألق لاعبين منافسين بخط الوسط مثل كيفين دي بروين وحصولهم على حرية أكبر لمساندة خط الهجوم.

    في ذات الوقت نحترم بوجبا على المحاولة، هو حاول على مدار عامين بدون تذمر أن يطبق المطلوب منه، وبالفعل ظهر بمستويات إيجابية في بعض المباريات، لكن بالمجمل العام لم يصل لأعلى مستوى يمكنه تقديمه.

    وربما نتعجب هنا، كيف أقول أن بوجبا لم يصل لنقطة مشتركة مع مدربه ثم أقول أنه حاول ونحترمه لذلك؟ الجواب ببساطة: المحاولة ليست كل شيء، يجب عليك أن تحاول وتنجح إن كنت قادراً على ذلك، بوجبا لم يؤمن بفلسفة مدربه ولم يقتنع بالأدوار الموكلة إليه لذلك محاولته لا تعني الكثير إن لم يفكر بطريقة إيجابية للتكيف مع أي ظرف يوضع فيه.

    admrf-1409892498

    رحيل بوجبا .. مانشستر يونايتد المتضرر الأكبر

    ربما هذه النقطة بحاجة لمقال خاص، لكن يجب الانتهاء بها هنا، رحيل بول سيضر حقاً بمانشستر يونايتد فهو سينضم لمجموعة لاعبين أتوا إلى النادي كنجوم في السنوات الأخيرة ورحلوا سريعاً عنه يجرون خلفهم أذيال الخيبة.

    أنخيل دي ماريا وراداميل فالكاو أمثلة حية على ذلك، صفقات أخذت صدى كبير جداً لكن نتائجها أتت سيئة على أرض الواقع، ولن يحب النادي أن يكرر نفس الأسطوانة مع بوجبا لأن ذلك ربما يؤدي إلى عزوف النجوم عن الانضمام له في السنوات المقبلة.

    لا ننسى أن أليكسيس سانشيز وأنتوني مارسيال وحتى روميلو لوكاكو لم يقدموا المستوى المطلوب منهم في اليونايتد، ربما يكون لوكاكو أفضل الثلاثي إلا أنه هو الآخر ما زال بعيداً عن مستواه في إيفرتون.

    اليونايتد يجب أن يدرس القرار جيداً هذه المرة ويحدد أولوياته، فبطريقة عمل مورينيو ربما تكرر أسطوانة بوجبا مع نجوم آخرين انضموا إلى صفوف الفريق في الصيف الماضي أو يناير 2018.