مورينيو يصافح سارابيا لاعب إشبيلية

لم نتوقع أن نشاهد هذه النسخة الشاحبة جداً من مانشستر يونايتد ضد إشبيلية في لقاء الذهاب من دور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا، الشياطين الحمر بدوا عاجزين تماماً عن تقديم أي عملية هجومية منظمة طوال الدقائق التسعين حتى ولو كانت عبر الهجمة المرتدة، الفريق ظهر بأسلوب لعب بطيء جداً، عشوائي، عقيم، وشعرنا في بعض الأحيان بأن اللاعبين لا يعرفون ما الذي يجب فعله حينما يمتلكون الكرة !

مورينيو لم يقدم العمل المطلوب ضد إشبيلية ولا يمكن اعتبار أن ما حدث ذهاباً عمل تكتيكي يناسب أدوار خروج المغلوب من دوري أبطال أوروبا، لا أتحدث هنا عن اتباعه أسلوب دفاعي فهذا من حقه، بل أتحدث عن الافتقار للجرأة، الافتقار للقدرة على تهديد مرمى المنافس، الافتقار للنهج الواضح في بناء الهجمات حين امتلاك الكرة، بل والافتقار للقدرة على حماية مرمى دي خيا من التعرض لهجمات المنافس الخطيرة.

لكن كرة القدم دائماً تقدم الفرصة للمدربين، اللاعبين، والفرق بشكل عام للرد على الانتقادات التي توجه لهم، لذلك نستطيع القول أن الكرة بملعب جوزيه مورينيو لرد اعتباره أمام الجماهير ووسائل الإعلام التي لم يعجبها العمل الذي قام به قبل نحو 3 أسابيع.

Sevilla FC v Manchester United - UEFA Champions League Round of 16: First Leg

مانشستر يونايتد سيستقبل إشبيلية في أولد ترافورد الليلة الثلاثاء في لقاء العودة، ما يطلب من مورينيو هو إظهار شخصية اليونايتد الحقيقية على أرض الملعب خصوصاً لأن إشبيلية ليس بذلك الفريق القوي أو حتى العنيد، فخلال الموسم الحالي استطاعت عدة فرق أن تسجل 5 أهداف في شباكه، وبعض هذه الفرق ليس بالقوة الكافية مثل ريال بيتيس، إيبار، وحتى سبارتاك موسكو.

لا يوجد شخص يستطيع التشكيك بقدرات مورينيو، فما حققه من ألقاب وإنجازات خلال مسيرته يجعله فوق الشبهات رياضياً، لكن هذا لا يعني بأنه لن يكون مطالباً بحفظ ماء وجهه، فتاريخه لن يكون ذو فائدة إن ظهر مانشستر يونايتد ضعيفاً ومترنحاً الليلة، وحتى لو تخطى إشبيلية فبهكذا أداء ربما لن يكون بمقدوره مواصلة المشوار في المسابقة إن قابل منافس بمستوى أفضل في ربع النهائي.

مورينيو أظهر لنا جزء من شخصية مانشستر يونايتد الحقيقية قبل أيام قليلة ضد ليفربول، لذلك يجب عليه المواصلة على هذا المنوال الليلة.