مورينيو في مانشستر يونايتد .. ما بين الجحيم المنتظر والحل الأمثل

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • جوزيه مورينيو

    لم يتصور أشد المتشائمين من عشاق مانشستر يونايتد أن تكون بداية المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بهذا السوء مع الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، الجميع انتظر أن تتحسن النتائج بشكل أفضل مما كانت عليه في عهد لويس فان جال وديفيد مويس على أقل تقدير خصوصاً بعد أن جلب النادي اثنان من أميز اللاعبين في العالم لمساعدة “السبيشل ون” على تحقيق هذا الهدف، زلاتان إبراهيموفيتش وبول بوجبا.

    لكن النتائج لم تأتي كما يشتهي العشاق ولا كما يتوقعون، البداية كانت مخيبة للآمال بل نستطيع وصفها بالكارثية للمدرب البرتغالي مورينيو نظراً لبداياته المميزة مع الأندية التي دربها سابقاً سواء كان ذلك بورتو، إنتر ميلان، تشيلسي، أو ريال مدريد.

    مورينيو يرتدي ثوب ديفيد مويس

    رغم أن النتائج والأداء في عهد لويس فان جال كان سيئاً جداً، إلا أنه لم يكن أسوأ من سلفه ديفيد مويس، الأمر الذي جعل تكرار مورينيو لنتائج المدرب الاسكتلندي أمر مستهجن وغير متوقع بعد أن عمل النادي خلال الأعوام الثلاثة على التعاقد مع المزيد من اللاعبين.

    تشكيلة مورينيو الحالية لا شك بأنها أفضل بكثير من تشكيلة مويس قبل 3 أعوام، رغم ذلك حصد اليونايتد 14 نقطة فقط في 9 جولات وهو ذات ما حصده مع مويس، بالإضافة إلى اخفاقه في تحقيق الانتصار خلال 5 لقاءات مع تلقي 12 هدف في شباكه وتسجيل 13 هدف فقط.

    جميع هذه الأرقام توضح أن مورينيو في أزمة حقيقية، حيث وصل الفريق معه إلى أسوأ النتائج منذ رحيل السير أليكس فيرجسون رغم كل ما صرفه النادي من أموال، مما يضع ضغط هائل على أكتاف المدرب البرتغالي.

    تحدي مورينيو الخاص .. أكون أو لا أكون

    ربما نعتقد أن المسألة فيها نوع من المبالغة قليلاً، فالحديث عن “أكون أو لا أكون” مبكر جداً، كما أن جوزيه مورينيو ما زال أمامه الكثير من السنوات للعمل على أعلى مستوى وتحقيق المزيد من الألقاب سواء كان ذلك مع مانشستر يونايتد أو نادٍ آخر.

    لكن لو فصلنا المسألة ونظرنا لها بشكل مختلف ربما نلمس حقيقة أخرى، مورينيو قدم موسم واحد جيد في آخر 4 مواسم، فيما ظهر فريقه بمستوى سيء وعانى من العديد من المشاكل في 3 مواسم أخرى لم يحصد خلالها أي لقب.

    حتى موسم 2014-2015 الذي ظفر خلاله بلقبي كأس رابطة المحترفين والدوري الإنجليزي الممتاز فإنه تعرض لانتقادات حادة من وسائل الإعلام والجماهير بسبب أسلوب أداء فريقه العقيم، وهو أمر مغاير لما حدث معه حينما توج بلقب البريميرليج مع تشيلسي مرتين متتاليتين منتصف العقد الماضي.

    هذا التراجع الحاد في قدرة مورينيو على حصد الألقاب وإقناع الجماهير بأسلوب عمله يجعله أمام تحدي خاص ومنعطف هام في مسيرته، فمسألة الفشل والإخفاق مرة أخرى ستقوده إلى التراجع على سلم المدربين المميزين عالمياً، وربما يتحول إلى “كرت محروق” مثل أبناء الجيل القديم من المدربين (فابيو كابيلو، أرسين فينجر، مارتشيلو ليبي، لويس فان جال… الخ).

    لذلك هي مسألة أكون أو لا أكون تماماً، مورينيو مطالب بتصحيح المسار سريعاً في اليونايتد حتى لا يبتعد عن المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا لأنه بغير ذلك سيعتبر فشل ذريع في النادي الإنجليزي العملاق.

    كابوس ما حدث في ريال مدريد وتشيلسي يعود للأفق

    مورينيو منذ الموسم الثالث في ريال مدريد يعيش حالة توتر غريبة، فمسألة تعثر فريقه في بداية الموسم تجعله متخبط في قراراته وهجومي بشكل مبالغ فيه على لاعبيه وعلى وسائل الإعلام، حيث تنتقل عدوانيته من مهاجمة المنافسين ومدربيهم إلى مهاجم فريقه، وكأنه يقتل نفسه!

    تشافي هيرنانديز نجم برشلونة سابقاً قال تصريح هام أمس لخص فيه القصة كاملة “حينما تسوء الأمور مع مورينيو فإنه يحول القضية إلى حرب ولا يبحث عن كرة القدم، هذا ما حدث في ريال مدريد”.

    صحيح أن تشافي لا يملك علاقة طيبة مع مورينيو بحكم الصراع بين ريال مدريد وبرشلونة قبل أعوام ومن الطبيعي أن ينتقد مورينيو، لكن في تصريحه الأخير الكثير من الحقيقة لأن جوزيه بالفعل حول الأوضاع في ريال مدريد بعد أن تراجعت النتائج موسم 2012-2013 إلى حرب ضروس مع لاعبي فريقه ثم مع وسائل الإعلام، ولولا تولي المدرب الهادئ كارلو أنشيلوتي زمام الأمور في الموسم التالي لربما مر الريال بنفس المشكلة التي عانى منها في عهد الجالاكتيكوس.

    مورينيو كرر نفس الفعل مع تشيلسي الموسم الماضي، هاجم لاعبيه مراراً وتكراراً بشكل علني ثم خلق حالة حرب مع وسائل الإعلام، والنتيجة كانت في النهاية أسوأ مما حصل في ريال مدريد.

    ما حدث في ريال مدريد وتشيلسي يوحي لنا بأن المدرب البرتغالي فقد اتزانه نسبياً وطريقة عمله الناجحة التي كانت تجعل اللاعبين يقاتلون من أجله على أرض الملعب قبل عام 2012، بل أنه أصبح دائم الشك فيمن حوله ويتذمر منهم دائماً وكأن ثقته بقدراته اهتزت، بالإضافة إلى اعتناقه نظرية المؤامرة التي تحاك ضده مثلما يتضح في تصريحاته خلال العديد من المناسبات.

    مجموعة الأفكار السلبية التي أصبح مورينيو يحملها عمن حوله لا تساعد فريقه ولا تحفزه بتاتاً، بل تقوده للمزيد من التخبط والتراجع في النتائج وتجعله بعيد عن تحقيق الألقاب.

    هذه المشكلة ظهرت بشكل طفيف مع مانشستر يونايتد في بداية الموسم الحالي، لكنها لم تتحول بعد إلى ذات الحالة العدائية التي اتصف بها مورينيو اتجاه لاعبيه ووسائل الإعلام، وفي حال وصلت إلى هذه المرحلة فقل حينها على اليونايتد السلام.

    الأهم في الوقت الحالي هو الهدوء، ثم الهدوء، وأخيراً الهدوء

    معالجة الأخطاء وتحسين المستوى الفني أمر هام جداً في ظل تقديم اليونايتد أداء عشوائي على أرض الملعب، لكن قبل ذلك كله فإن الأهم هو استعادة الهدوء داخل الفريق ومحاولة ابعاد الضغوط على اللاعبين قدر الإمكان، وتحفيزهم بدون اللعب على وتر الانتقادات.

    اليونايتد يمر بحالة نفسية سيئة ومعظم لاعبيه ليسوا في أفضل أحوالهم خصوصاً الذين عانوا في المواسم الماضية، بالإضافة إلى أن بول بوجبا بحاجة للاسترخاء قليلاً في ظل الانتقادات التي توجه له والأضواء التي تسلط عليه باعتباره أغلى لاعب في التاريخ.

    لذلك المطلب الأساسي هو خلق جو من الاستقرار والسلام داخل غرف خلع الملابس، وهو الأمر الذي لم يحاول مورينيو فعله حتى الآن.

    الهدوء والاستقرار والابتعاد عن الضغوط هو السلاح الوحيد الذي يستطيع أن يستخرج أفضل ما لدى اللاعبين في الأوقات الصعبة والتي تأتي بعد حالة التوتر، حدث ذلك مع تشيلسي دي ماتيو، ريال مدريد زيدان، برشلونة إنريكي بعد الخلاف بين ميسي والمدرب واقتناع الأخير بعدم جدوى خوض حرب مع أفضل لاعبي الفريق، بالإضافة إلى العديد من الأمثلة الأخرى.

    لذلك مورينيو الآن مطالب بالتعلم من أخطائه في ريال مدريد وتشيلسي ومحاولة استعادة الهدوء لأن ذلك ربما يؤدي إلى تصحيح الأخطاء بأقل مجهود، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين النتائج.

    من الصعب على جوزيه أن يتقبل فكرة الهدوء والابتعاد عن الصدام الإعلامي والصدام مع اللاعبين، لذلك هذه نقطة إضافية تجعل من التحدي الحالي تاريخي في مشواره كمدرب.