استطاع مانشستر سيتي أن يحقق الانتصار المطلوب على حساب بورنموث بصعوبة بالغة جداً، رجال بيب جوارديولا احتاجوا 7 دقائق من الوقت بدل الضائع حتى يسجلوا هدفهم الثاني عن طريق رحيم ستيرلينج، هدف أنقذ المدرب الإسباني من إهدار نقطتين إضافيتين بعد التعادل أمام إيفرتون.

السيتي قدم عمل مميز في الشوط الأول، استحوذ على الكرة وحاصر المنافس ووسع رقعة اللعب عبر انطلاقات دانيلو وميندي على الأطراف، جوارديولا فرض إيقاعه على مجريات اللعب ووضع الخصم تحت ضغط هائل ومتواصل في ظل تراجعه بعشرة لاعبين للخلف.

لكن حالة الضغط المتواصل وفرض الإيقاع وفتح أطراف الملعب، وما تخللها من جمل تكتيكية مميزة، كل ذلك لم يكن فعالاً لتهديد المرمى بشكل واضح إلا في حالات نادرة، وبمعنى أصح، جوارديولا ما زال يعاني في الوصول إلى الشباك أمام الفرق التي تدافع بشكل جيد عن مرماها.

فرض الشخصية على المنافسين ووضعهم تحت الضغط أمر جيد لكنه لا يضمن لك تحقيق الانتصارات، وبعلم كرة القدم يتحول أحياناً لأمر سلبي إن لم تطور أسلحة لاستغلال هذا الضغط.

السيتي وصلت نسبة استحواذه على الكرة إلى 70 % رغم ذلك فهو سدد 4 كرات فقط على المرمى من خارج منطقة الجزاء بدون الكرات الثابتة، سلاح التسديدات بعيدة المدى غير مفعل من جوارديولا طوال مسيرته، وموسم تلو الآخر يتضح حاجته لهكذا أسلحة بسبب فهم المنافسين لطريقة عمله.

ليس هذا فقط، الاستحواذ الهادر من السيتي أنتج 5 ركلات ركنية فقط، وفي ظل انكماش المنافس أمام مرماه كان يجب البحث عن عدد أكبر من الركلات الركنية واتخاذها سلاح آخر لتهديد المرمى وتسجيل الأهداف، لكن كما عودنا بيب لا يثق بالكرات العالية على الإطلاق.

التوغل الفردي أيضاً غائب بنسبة كبيرة رغم امتلاك السيتي المهارة الفردية المناسبة، كما أن التراجع للخلف لإنهاء حالة الانكماش من المنافس أمام مرماه في بعض الأحيان ثم ضربه بهجمة مرتدة واستغلال المساحات في مناطقه، أيضاً هي فكرة غير واردة في قاموس بيب.

جوارديولا مدرب يملك فكر كروي مميز ويصنع فريق بشخصية واضحة يفرضها على المنافسين في الملعب، لكن الإصرار على الاختراق بالتمريرات القصيرة من العمق، أو الكرات العرضية الأرضية وعدم التنويع بالحلول أمر سيضر به في الموسم الحالي الذي يفترض أن يحصد خلاله الإنجازات.