سيرجيو أجويرو

في شهر فبراير الماضي ظننا بأن سيرجيو أجويرو سيكون من أبرز اللاعبين المطلوبين في السوق، مهاجم مانشستر سيتي صريح علانية بأنه سينظر في مستقبله في نهاية الموسم بعد جلوسه على دكة البدلاء لصالح الشاب والوافد الجديد جابرييل جيسوس .

أجويرو لم يتحمل الجلوس على دكة البدلاء وظن بأن وقته في مانشستر سيتي انتهى، ليصرح في فبرارير بأن مستقبله غير محدد وربما يرحل عن السيتي في نهاية الموسم رغم رغبته في البقاء، تاركاً الكرة في ملعب الإدارة وبيب جوارديولا.

لكن منذ بداية ميركاتو الصيف لم نسمع أية أنباء جديدة عن أجويرو، لا يوجد أندية تقدم عروضاً للتعاقد معه، ولا اللاعب يتخذ أي إجراء من أجل مغادرة السيتي، فقط نبأ وحيد عن اهتمام باريس سان جيرمان بخدماته رد عليه وكيل أعمال اللاعب بالتأكيد على البقاء في مانشستر.

لكن السؤال المطروح هنا .. هل من مصلحة أجويرو البقاء؟

من تابع مانشستر سيتي الموسم الماضي بشكل دقيق، سواء داخل الملعب أو في المؤتمرات الصحفية لبيب جوارديولا، سيعي جيداً بأن مستوى أجويرو لم يسعد المدرب الإسباني على الإطلاق.

جوارديولا لم يترك فرصة لانتقاد مهاجمي النادي إلا واستغلها وخصوصاً أجويرو، حيث قال في شهر إبريل “نواجه مشكلة كبيرة في استغلال الفرص التي تسنح لنا، نلعب بشكل جيد لكن لا نسجل الأهداف، في مواجهة ستيوا بوخارست على سبيل المثال كان يجب أن نفوز بها بنتيجة 12-0 لكن بدلاً من ذلك أهدرنا ركلتي جزاء والعديد من الفرص السهلة”.

الحديث عن إهدار الفرص السهلة يطال أجويرو بالدرجة الأولى خصوصاً لأنه أشار لإضاعة ركلات الجزاء التي أهدرها سيرجيو بنفسه، وهو ما يعد انتقاد علني لأداء النجم الأرجنتيني.

جوارديولا لم يكتفي بذلك بل حمل مسوؤلية خروج الفريق خالي الوفاض من الألقاب لهذه المشكلة قائلاً “بهذا الضعف في منطقة الجزاء لا نستطيع التنافس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز”.

حينما يقول جوارديولا هذا الكلام عن مهاجمه الرئيسي ويرافقه ذلك إجلاسه على دكة البدلاء قبل إصابة جيسوس حينها نتأكد بأن بيب غير سعيد بما يقدمه لاعبه، وحينما لا يكون سعيداً فعلى الأغلب سيواجه اللاعب صعوبات بالغة لإقناع المدرب بقدراته.

عندما يأخذ بيب فكرة معينة عن أحد لاعبيه من الصعب جداً تغييرها وشاهدنا ذلك مع بعض الحالات مثل زلاتان إبراهيموفيتش في برشلونة، جو هارت في مانشستر سيتي، باستيان شفاينشتايجر في بايرن ميونخ، يايا توريه في برشلونة، وغيرهم الكثير.

لذلك الأفضل بالنسبة لأجويرو على الصعيد الفني الرحيل لأنه لا يعرف متى سينفجر جوارديولا في وجهه.

Sergio-Aguero-15

والسؤال الثاني الذي يطرح الآن .. لماذا يبقى أجويرو بعد انتقاد جوارديولا الواضح له بل وإجلاسه على دكة البدلاء؟

1- أجره السنوي المرتفع. أجويرو ما زال يشعر بأنه قادر على العطاء في أعلى مستوى لذلك فهو يستحق نيل أجر مرتفع، بالمقابل فإن الأندية التي ربما تفكر في التعاقد معه ستواجه صعوبة بالغة في دفع أجره السنوي الذي يصل إلى 11.5 مليون جنيه استرليني (12.5 مليون يورو). لذلك بالنسبة للأرجنتيني الأفضل هو البقاء لموسم إضافي مالياً، أو حتى نهاية عقده صيف 2019.

 2- أين هو النادي الذي بحاجة لمهاجم ومستعد لدفع قيمة فسخ عقده؟ تشيلسي ومانشستر يونايتد هما الأكثر حاجة للتعاقد مع مهاجم جديد (قبل صفقة لوكاكو) فيما من المفترض أن مانشستر سيتي يعارض بشدة بيع مهاجمه الرئيسي لأحد منافسيه المباشرين محلياً، بيما اتجه آرسنال إلى لاكازيت منذ بداية الصيف.

ريال مدريد وبرشلونة ليسا بحاجة لمهاجمين في الوقت الحالي، فيما تواجه أندية ألمانيا وإيطاليا مشكلة كبيرة بتأمين أجر الأرجنتيني، أما باريس سان جيرمان فيبدو متخوفاً من جلب مهاجم بخبرة عالية إلى صفوفه إلى جانب كافاني بعدما حصل من تدهور في العلاقات خلال حقبة إبراهيموفيتش.

لذلك يبدو أن إيجاد نادي جديد لأجويرو وبشرط أن يملك طموح كبير ومستعد لدفع قيمة فسخ أجره التي ستكون مرتفعة نوعاً ما، يعد أمراً في غاية الصعوبة.

3- تألق اللاعب في الأسابيع الأخيرة من الموسم الماضي بعد إصابة جيسوس وتسجيله 15 هدفاً في 17 مباراة. ربما هذه الإحصائيات خففت الضغط عنه وأشعرته بأنه قادر على كسب ثقة جوارديولا مجدداً.

4- تصريح خلدون المبارك رئيس مجلس إدارة مانشستر سيتي في نهاية مايو الماضي والتي أعلن خلالها تمسكه الشديد بخدمات أجويرو ورفضه المساومة عليه مهما كلف الأمر. تصريحات كهذه أشعرت المهاجم بأنه هام للنادي، بل أن مستقبله ليس مرهوناً بقرار جوارديولا فقط، لذلك فلا مانع لديه من محاولة القتال على مركزه الأساسي مجدداً في الموسم المقبل.

تبقى هذه الأسباب مجرد توقعات وتخمينات، في عالم كرة القدم لا تستطيع حسم شيء بنسبة 100% فما يبدو اليوم صعباً ومستحيلاً مثل رحيل أجويرو، ربما يغدو بعد أسبوع واحد فقط أمراً منطقياً بسبب متغيرات السوق، إن كنت لا تصدق ذلك فعليك بصفقة ليوناردو بونوتشي ستجد لديها الخبر اليقين.