بيب جوارديولا

سيبقى موسم 16\2017 كابوس يطارد بيب جوارديولا طوال مسيرته، هذا إن لم يكن له تأثير واضح على مشواره في عالم التدريب، المدرب الإسباني تلقى صفعة جردته من الهيبة والهالة التي أحاطته في السنوات الماضية بخروجه خالي الوفاض من الألقاب في أول موسم له في مانشستر سيتي.

جوارديولا أخفق في التحدي تماماً خلال موسمه الأول ولا يوجد أي شيء نستطيع اتخاذه كمبرر للقول بأن المدرب نجح، طبعاً مسألة الخروج من الموسم بدون ألقاب ودون امتلاك القدرة على المنافسة تخفي في طياتها العديد من المشاكل التي سنذكر أبرزها.

1- تردي مستوى المنظومة الدفاعية. لا أتحدث هنا عن أفراد بعينهم، بل عن منظومة كاملة أثبتت اخفاقها في جميع الاستحقاقات الهامة خلال الموسم الحالي.

جوارديولا يتبع أسلوب الاستحواذ على الكرة وتقارب الخطوط، لكن الملفت في مانشستر سيتي أن المشكلة الدفاعية الأساسية لم تكن في وجود مساحة خلف خط الدفاع جراء تقدمهم لوسط الملعب لتوفير كثافة أكبر في عملية تدوير الكرة، بل في وجود مساحة شاسعة بين خط الوسط وخط الدفاع كان المنافسين يستغلونها بسهولة عبر إسقاط عدة لاعبين في هذه المساحة، وانتظار التمريرة الطويلة.

جوارديولا غير قليلاً من فلسفته ولم يكن المدافعين يتقدمون باستمرار لوسط الملعب للاستحواذ على الكرة، لكن ذلك لم يؤتي ثماره بل جاء بنتائج عكسية سلبية جداً مما منح المنافسين فرصة فتح “شوارع” في المناطق الخلفية لـ مانشستر سيتي بدون أن يقعوا بالتسلل. يكفي القول أن موناكو سجل 6 أهداف في شباك السيتي في لقائي الذهاب والعودة حتى نتأكد من ذلك.

بيب جوارديولا

بيب جوارديولا

2- عدم امتلاك الفريق شخصية واضحة يفرضها على المنافسين. البعض يعتقد بأن الاستحواذ والضغط الهجومي يدل على شخصية الفريق، لكن الحقيقة ليست كذلك، فربما تلعب بعشرة لاعبين في الخلف وتلعب على الهجمة المرتدة لكنك تبقى أقوى على صعيد الشخصية، أكثر ثقة، وأكثر رغبة في تحقيق الانتصار.

السيتي في العديد من المباريات كان مهزوز جداً على الصعيد النفسي، أي هدف يتلقاه يبعثر أوراقه ويفقده اتزانه، كما كان لاعبوه كثيري الأخطاء وهو دليل آخر على ضعف ثقتهم بقدراتهم، لا ننسى أن السيتي أخفق في معظم المباريات الكبرى مثل مواجهات آرسنال، توتنهام، ليفربول، تشيلسي، ليستر سيتي، مما يؤكد أن الفريق يفتقر للشخصية ومرتبك وهش على الصعيد النفسي.

3- عدم ترجمة السيطرة إلى أهداف. هنا تقع المسؤولية على الأفراد ثم المدرب، لأن أسلوب لعب السيتي كان في الكثير من الأحيان ناجع في صناعة الفرص وهو يدل على نجاح جوارديولا هجومياً لكن اللاعبين كانوا يخفقون في استغلال بعض الفرص السهلة ويخفقون في قتل المباراة، هذا من ناحية.

لكن من الناحية الأخرى يجب أن لا نعفي بيب من المسؤولية تماماً هنا، فالإعداد النفسي للاعبين ينعكس أحياناً على مستواهم في الملعب، فلو كانت مسألة إهدار الفرص تخص لاعب أو اثنين بعينهم فربما نقبل بأن المدرب ليس له علاقة، لكن أن تكون مشكلة فريق وإحدى مشاكل الموسم فهنا يكون اللوم يقع ولو بشكل بسيط على المدرب.

4- فشل مخزي لبعض الصفقات الجديدة مثل كلاوديو برافو، مع تقديم بعض المنتدبين مستوى متذبذب وغير مقنع مثل جون ستونز والمصاب إلكاي جوندوجان و ليروي سان اللاعب الذي تأخر في التألق، والمصاب الآخر جيسوس. 5 أعمدة رئيسية حاول جوارديولا بناء مشروعه حولها فأخفقت جميعاً !