ينتظر عشاق كرة القدم بشكل عام والدوري الإنجليزي الممتاز بشكل خاص لقاء القمة بين مانشستر سيتي وتشيلسي في الجولة 14 من البطولة، وقمة هذا الموسم لها مذاق خاص نظراً لجودة الفريقين التي لا غبار عليها بالإضافة لوجود فكر مدربين جديدين أضافا الكثير لأسلوب اللعب في كرة القدم الحديثة.
ويجلس تشيلسي على قمة سلم الترتيب بالدوري حالياً برصيد 31 نقطة ويطارده السيتي في المركز الثاني بفارق نقطة وحيدة، وهو ما سيجعل المباراة لا تقبل القسمة على إثنين لأن كل طرف من المواجهة يريد حسم المواجهة لصالحه، وهو ما يجعلنا نفكر فيما سيفاجئنا به بيب جوارديولا وأنطونيو كونتي في المباراة المنتظرة.
أولاً تشيلسي وخطة 3-4-3 المعدلة:
بداية البلوز كانت متذبذبة جداً في مطلع البطولة، وقدم أداء باهت في أكثر من مناسبة وخسر في مبارتين أمام آرسنال وليفربول مما دفع بالنقاد للتكهن بأن كونتي لن تطول أيامه كقائد لأبناء ستامفورد بريدج، ولكن العكس حدث تماماً، فإذا بكونتي يلجأ لأسلوبه المفضل بوضع خطة 3 مدافعين في الخلف (والتي توقع الجميع فشلها في الدوري الإنجليزي).
تسببت الخطة في تحرر الفريق هجومياً وأصبحت الواجبات الدفاعية لثلاثي الهجوم تساهم بشكل فعال في بناء الهجمات، بالإضافة لوجود لاعبي ارتكاز ومحور على مستوى عالي من الجودة في نجولو كانتي ونيمانيا ماتيتش، وهو ما سهل المهمة على دفاع البلوز كثيراً بالرغم من ضعف مستوى لويز وكاهيل في مطلع الموسم.
تكبد دفاع البلوز هدف وحيد في آخر 7 مباريات وجاء من تصويبة بعيدة بينما فشل الكثير من الفرق في فك شفرة دفاع تشيلسي الذي أجاد تمركزه في منطقة الجزاء لعدة مباريات، بما فيهم مانشستر يونايتد وإيفرتون.
ولعل ما يميز خطة تشيلسي هي نظام الوحدات، أي الهجوم كوحدة باندفاع لاعبي الوسط خلف الثلاثي الهجومي ليشكل حائط صد في حالة حدوث المرتدات، والدفاع كوحدة حتى يجد كل المنافسين صعوبة في اختراق حصنهم المنيع.
ثانياً مانشستر سيتي وهروب جوارديولا من أسر الكرة الممتعة:
كان تحليلي لأداء مانشستر سيتي سيكون مختلفاً تماماً إذا كان فوزهم في مباراة بيرنلي الأخيرة قد جاء بنفس أسلوب اللعب الذي اعتدناه من السكاي بلوز طوال الموسم، ولكن ما قدمه فريق بيب أكد لنا أنه لا يزال يحمل في جعبته الكثير ليفاجئنا به في موسمه الأول بالكرة الإنجليزية.
الطبيعي أن يلعب مانشستر سيتي مباراة استحواذية كعادته، بوجود فيرناندينيو كلاعب ارتكاز وحيد واشراك سيلفا ودي بروين لضمان ضخ خط المقدمة بالفرص وتسجيل الأهداف، ولكن بعد اشراك يايا توريه صاحب الخبرة العريضة في الكرة الإنجليزية، هذا منح جوارديولا الكثير من الأبعاد للتفكير في لقاء السبت المقبل.
لماذا يصعب التكهن في قمة الكرة الإنجليزية يوم السبت؟
في المباريات التي تألق فيها الطرفين، كان كل السيتي وتشيلسي هو الفريق الذي يفرض اسلوبه في اللقاء، وزيادة سرعة عناصره يضعف الخصم دائماً وأبداً أياً كانت قوته.
ولكن الجولة الأخيرة أثبتت لنا أن الطرفين يستطيعا أن يلعبا بطريقة المنافس دون فرض الأسلوب وتمكنا من تحقيق الفوز، وهو ما يؤكد أنهما قد حضرا مفاجأت عدة لمباراة الغد يصعب التكهن بها.
لمتابعة الكاتب على فيسبوك:
