كانتي أفضل لاعب في إنجلترا .. حينما تنتصر كرة القدم

سامر جرادات 14:10 24/04/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • نجولو كانتي

    متى كانت آخر مرة نشاهد فيها لاعب ليس مهاجم يتوج بجائزة أفضل لاعب في بطولة هامة أو حدث استثنائي؟ يكفي أن نبحث في أرشيف جائزة أفضل لاعب في إنجلترا عبر رابطة اللاعبين المحترفين حتى نعرف بأن هذا الأمر لم يحدث منذ تتويج رايان جيجز بالجائزة عام 2009.

     تتويج نجولو كانتي بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز لا شك بأنه انتصار للعبة كرة القدم التي أصبحت تتجه بشكل جنوني نحو تمجيد المهاجمين دون غيرهم من اللاعبين، المساواة في عالم اللعبة أصبح عملة نادرة ومفقودة في السنوات الأخيرة.

    لا أحد يستطيع إنكار المهاجمين هم الذين يقدمون المتعة أكثر من غيرهم، بل هم من يسجلون الكم الأكبر من الأهداف التي تشكل العصب الرئيسي للعبة كرة القدم، لذلك طبيعي أن يحظى لاعبين بمواصفات ليونيل ميسي، كريستيانو رونالدو، زلاتان إبراهيموفيتش، روبرت ليفاندوفسكي .. الخ ، بالشهرة الإعلامية الأكبر والجوائز العديدة على الصعيد الفردي.

    هذا من ناحية، لكن من الناحية الأخرى لا يعني ذلك أن يتم تهميش بقية المراكز التي بدونها لا يستطيع أي فريق تحقيق الانتصار، بل أن الإبهار يكون مرتبط بالمدافعين ولاعبي خط الوسط وحراس المرمى وليس فقط المهاجمين في بعض الأحيان.

    مدافع مثل أليكس ساندرو نجح في إيقاف مهاجم أسطوري بمواصفات ليونيل ميسي لا يقل شأناً عن عمل زميله باولو ديبالا الذي سجل هدفين في ترجيح كفة يوفنتوس لتحقيق الانتصار في نهاية المطاف، وحارس مرمى بمواصفات جيانلويجي بوفون أو مانويل نوير يعادل بجودته مهاجم بمواصفات ميسي، فالمسألة لا تتعلق بتسجيل الأهداف فقط بل في عدم تلقيها في شباكك أيضاً.

    شخصياً لا أحب الجوائز الفردية البحتة تحت تسمية “أفضل لاعب في العالم” لأن لعبة كرة القدم متشعبة جداً ولكل شخص دور محوري فيها تحقيق الانتصار في نهاية المطاف لفريق جماعي، لذلك أرى أن تسميات “أفضل مهاجم في العالم، أفضل لاعب قيم، أفضل مدافع، أفضل حارس مرمى” أكثر عدلاً وإنصافاً.

    لكن هذا الأمر من الصعب تطبيقه حالياً في ظل الكم الهائل من الأموال الذي يضخ في اللعبة، ومن الصعب على الشركات الراعية أن تقبل بهذه المعادلة، كما أن الإعلام لن يجذب الأنظر لتقاريره إن ساوى بين الجميع، فالمتابع الذي يحضر القليل من المباريات الهامة في الموسم (وهم الشريحة الأكبر) ففي الغالب سيلفت نظره من يسجل الأهداف، وليس من يقاتل في الملعب ويضحي من أجل الفريق في الدفاع والهجوم مثل نجولو كانتي.

    لذلك يعد تتويج كانتي في ظل المعطيات الحالية انتصار للعبة كرة القدم، ومن الضروري أن تمنح الجوائز للاعبين غير المهاجمين بين الحين والآخر حتى يكون هناك تشجيع أفضل للأطفال على القبول بمراكز غير المهاجم، هذا طبعاً حتى لا تخسر اللعبة مواهب مميزة في مراكز أخرى بسبب عدم انخراطها في الأكاديميات نظراً لعدم امتلاكها المهارة والجودة أمام المرمى.

    كانتي يستحق بدون أدنى شك، واللعبة بشكل عام تستحق تتويجه.