كان و ما يزال أحد أهم الأحداث التي جرت في عالم الكرة في العصر الحديث ,انهيار تشيلسي وفشله الذريع في الدفاع عن لقبه ,الكتاب المشترك بين مورينيو و روبرت بيسلي يكشف أسرار ما حدث.

الانهيار كان متوقعاً:

خسر مورينيو عمله في تشيلسي في كانون الأول-ديسمبر عام 2015 ,الفوز بالدوري و الكأس في الموسم الذي سبقه لم ينفعه في شيء عندما كان تشيلسي أسوأ مدافع عن لقبه في تاريخ البريمرليغ.

فشل البلوز فشلاً ذريعاً ,تحولوا من الفريق المسيطر على البريمرليغ إلى الفريق الذي يهزمه الجميع و كل ذلك حدث في بضعة أشهر.الهبوط من النعمة جعل مورينيو في حيرة من أمره لإيجاد حل ينقذ الفريق.

لقد كانت مفاجأة و دراما و انهيار غير متوقع ولكنه لم يكن غير متوقع إلى ذلك الحد ,فكيف حدث ذلك؟

المشاكل بدأت  منذ شتاء 2014 أي قبل عام على حدوث الإقالة ,كان تشيلسي متصدراً للدوري و ذلك منذ الجولات الأولى ,الفوز باللقب في نهاية الموسم كان بمثابة القناع الذي أخفى كل المشاكل التي كانت تحصل في النادي في ذلك الوقت.

jose-mourinho-chelsea_3359730

مشاكل مورينيو مع الإدارة:

يعرف عن جوزيه محبته للخوض في كل سوق انتقالات ممكنة لتحسين تشكيلته إلى الحد الأقصى, في نوفمبر 2014 أردت أن أعرف ما هي نوايا مورينيو في خط الهجوم و أي المهاجمين ينوي شرائه و أي المهاجمين ينوي بيعه في سوق الانتقالات الشتوية القادمة في يناير 2015.

من الواضح كنت أبحث عن سبق صحفي ,في الموسم الماضي اشترى الفريق نيمانيا ماتيتش و محمد صلاح في يناير ,ماتيتش بالأخص قدم مستوى مذهل كان له الأثر الكبير على الفريق ,و لكن كانت التساؤلات تحوم حول اللاعبين الذين ينوي السبيشال ون استقدامهم في قادم الأيام.

أرسل لي رسالة قصيرة كانت أقل من سطر واحد :”لا أموال نصرفها في يناير المقبل”

الأمر كان مفاجئاً جداً ,فطريق الدوري ما زال طويلاً و اللقب لا يبدو محمياً على الإطلاق.كان بالإمكان أجراء تعاقد أو اثنين من أجل صنع الفارق مع مرور الوقت في الدوري.

أرسلت له بعد ذلك لأتحقق أكثر من الأمر :”إذاً أردت أن تشتري فعليك أن تبيع؟” فأجابني فوراً :”نعم و لكنني لا أريد بيع الجيدين بالتأكيد”

استفسرت بعد ذلك من مورينيو عما إذا كان ينوي بيع شورله و صلاح فأكد لي توقعاتي على الفور.

بالنسبة لي فقد صنعت السبق الصحفي الذي أريد ,كتبت أن شورله و صلاح في معركة من أجل البقاء في المستقبل داخل الستامفورد بريدج ,بعد شهرين من ذلك و كما يعرف الجميع خرج اللاعبان سوياً من الفريق.

مشكلة بيتر تشيك:

الأمر الآخر الذي كان سبباً لمشاكل الفريق هو حراسة المرمى ,عقد تشيك ينتهي بعد 18 شهراً و ما زال ينتظر على دكة البدلاء بعد أن خسر مقعده الأساسي للشاب الذي كان معاراً إلى أتلتيكو مدريد البلجيكي كورتوا.

حدث ذلك أيضاً قبل 10 أعوام ,الشاب تشيك احتل مكان كارلو كودوتشيني عام 2004 عندما فضل مورينيو الشاب التشيكي .

الآن تشيك يريد الرحيل على عكس مورينيو الذي يرغب في وجود حارسين على مستوى عالي في الفريق ,حسب تعبير السبيشال ون فإن تشيك و كورتوا كانا من ضمن أفضل 3 حراس في العالم.

أراد مورينيو تجديد عقد تشيك و لكن الإدارة رفضت ذلك ,الآن سيخسر لاعباً آخر من المفضلين له بعد أن خسر لامبارد قبل بضعة أشهر.

jose-mourinho-sad-angry-face-chelsea-vs-psg-vs-blanc-best-world-top-coach-manager-770x470

الإدارة لم تكن في مستوى الطموحات:

في نهاية الموسم أخبرت الإدارة مورينيو بأن عليه البيع ليشتري لاعبين جدد للفريق ,جوزيه كان يتوقع على الأقل صفقتين من العيار الثقيل كرد على الثنائية المحلية التي أحرزها ولكن ما طلبته الإدارة لم يكن متوقعاً ,كان من الممكن تقبل ذلك في يناير ولكن ليس الآن.

ارتبط اسم الفريق بماريو غوتزه و دوغلاس كوستا و بول بوغبا و إيسكو ,لم تتم أي من الصفقات بالتأكيد بينما قطبي مانشستر كانا يقومان بالتعزيزات في صفوفهما بأرقام قياسية.

كتبت لمورينيو في تموز أي بعد شهرين من إحراز اللقب لأخبره أن تشيلسي حتى الآن لم يقم بأي شيء في سوق الانتقالات ,رده كان مضحكاً:”نعم الإدارة تعتقد أنني لا أحتاج إلى أي لاعب و بإمكاني صنع المعجزات !”

كيف صنع مورينيو فقاعة جون ستونز؟

كان يريد رافائيل فاران إلى جانب كاهيل و زوما و تيري , و لكن الإدارة لم تكن جدية في طلب فاران كما أن إدارة ريال مدريد رفضت رفضاً قاطعاً.السبيشال ون كان يرى نقاط الضعف واضحة في خط دفاعه خصوصاً مع تقدم أعمار لاعبيه.

إيفرتون على الجانب الآخر لعب البوكر بورقة جون ستونز ,فشل تشيلسي في التعاقد معه كما فشل في التعاقد مع واين روني عام 2013.

ستونز كسب الكثير من كلمات المديح عبر مورينيو الذي كان يعدد ميزات المدافع في المؤتمرات الصحفية و يشرح إعجابه الكبير باللاعب , إيفرتون في المقابل لم يسمح للاعبه بالرحيل في ذلك الصيف إلى تشيلسي الذي قدم عرضاً بعشرين مليون جنيهاً تبعها بستة و عشرين إلى أن وصل إلى عرضه الأخير الذي وصل إلى 30 مليون جنيه إسترليني ,فعل اللاعب كما فعل روني مسبقاً عندما طلب الانتقال و لكن إيفرتون وقف قوياً في وجه الصفقة.

Chelsea FC v FC Porto - UEFA Champions League

الصيف الهادئ قبل حدوث العاصفة:

خرج بيتر تشيك في ذلك الصيف مقابل عشرة مليون جنيه استرليني دفعها أرسنال ,فيما تم استفطاب راداميل فالكاو رغم فشله الذريع في مانشستر يونايتد ليعوض رحيل ديديه دروغبا.

غادر بعدها فيليبي لويس ليأتي بابا راهمان من أوغسبورغ الألماني ,أتى بيدرو وغادر كواردادو.

فيما كانت الأندية المجاورة و البعيدة تنفق الكثير ,مانشستر أنفق 36 مليوناً في شراء الشاب مارسيال من موناكو و 25 مليوناً لشراء شنايدرلاين ,السيتي ب 55 مليوناً اشترى البلجيكي دي بروين فيما كلفه ستيرلينغ 44 مليوناً ,بينما استثمر تشلسي ب 33 مليون فقط في السوق ,الأرقام تظهر كيف تراجع الفريق بالنسبة للبقية .

عاش مورينيو في عمله عزلة في ذلك الوقت و كان يعلم ذلك ,عاش عزلته داخل و خارج الملعب .

ترجمة :أسامة شاهين