انتهت قمة ديربي لندن على ملعب الإمارات بين آرسنال وتشيلسي بالتعادل بنتيجة هدفين لمثلهما ضمن مباريات الجولة 22 من مسابقة الدوري الإنجليزي .

وإليكم تحليل هذه المباراة ..

مباراة بلا شك هي الأمتع هذا الموسم حتى الآن ، كل شيء حدث في اللقاء ، وخروج أحد الطرفين خاسراً كان ظلماً للكرة بعد السخاء الذي قدمه الفريقين على أرضية الملعب ، والحقيقة أن ما شاهدناه ما هو إلا نتيجة توفر الإمكانيات ، مع مدربان أرادا معاً لعب كرة قدم جميلة .

قدم إيدين هازارد واحدة من أفضل مبارياته هذه الموسم ، وطرزها بلوحة فنية رائعة من خلال إعادة فريقه للمباراة بطريقة ذكية ، هازارد يخدمه جداً أسلوب كونتي ، بسبب المساندة الهجومية من ماركوس ألونسو وحمايته بـ3 لاعبين مع منحه الحرية الكاملة في التحرك والتمركز .

نجولو كانتي كان سبباً في نجاح طريقة 3/4/3 في الموسم السابق مع تشيلسي ، لاعب شرس في افتكاك الكرات وإفساد الهجمات ، ربما كان عطاؤه الهجومي محدوداً ، لكن نفس اللاعب تطور جداً هذا الموسم في الشق الهجومي في الرسم التكتيكي الجديد 1/1/5/3 ، والذي أصبح كونتي يعتمد عليه في المباريات الكبيرة .

كانتي لم يعد يكتفي بإفساد الهجمات فقط ، بل يصنع اللعب ويقوم بالزيادة والضغط والوصول لمناطق جزاء الخصم ( حسب متطلبات الهجمة ) ، كانتي بمقدوره إنجاح أي طريقة لعب .

صحيح أن هازارد كان في وصفنا بشكل عام ” يتمتع بالحرية ” لكنه كان يلعب كجناح أيسر في بداية الهجمة ومن ثم يبدأ في التحرك لقلب الملعب سواء بالكرة أو من دونها .. بينما اليوم أنت تشاهد – والحقيقة أن هذا الأمر يتكرر أكثر في المباريات الكبيرة – إدين هازارد صانع ألعاب رقم 10 بكل ما تشمله الكلمة من معنى .. تحرك حُر حتى قبل أن تصل الهجمة إلى مناطقه وانتقال مستمر للأطراف عند الحاجة وهو دور نجح البلجيكي في تجسيده في أكثر من مناسبة .

ألفارو موراتا غاب تماماً عن الصورة ، بسبب سوء التوفيق الذي لازمه ، ناهيك عن عدم تركيزه في أكثر من فرصة أهدرها بغرابة .
يعاب هنا على ألفارو موراتا ذلك التأخر والبطء المبالغ فيه في اللمسة الأخيرة ، فتجد أن هناك نوع من الثريت غير المطلوب أبداً وتفكير زائد عن الحد لاتخاد القرار ، ما هدم فرصاً كثيرة كان بإمكانه استغلالها أيما استغلال .

لا يمكن الحديث عن المباراة دون التطرق لما فعله الحراس ، من جانب تشيلسي ، أنقذ تيبو كورتوا فريقه من عدة أهداف محققة ، كانت أبرزها تسديدة من جانب ألكسيس سانشيز ، والتي ابتسم له القدر أيضاً وارتطمت كرته في القائمين ، كما أنقذ 4 كرات ، رغم تحصله على إنذار لكنه كان رائعاً ، وقد تألق أيضاً بيتر تشيك الذي أنقذبدوره 4 هجمات أيضاً .

لكن ماذا كان ينقص تشيلسي هجومياً ؟ ببساطة لاعب سريع ومهاري مثل ويليان دا سيلفا لاستغلال الخلل الدفاعي في آرسنال ، اللاعب البرازيلي بارع في منح التمريرات البينية وإرسال الكرات خلف المدافعين ويعرف كيف يتصرف أثناء المرتدات ، وربما أخطأ أنطونيو كونتي في الإبقاء على ألفارو موراتا طوال المباراة ، لكنها قد تكون رسالة معنوية للمهاجم الإسباني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها في الآونة الأخيرة .