وعاد آرسنال ليؤكد أنه الأقوى في شمال لندن، المدفعجية لقنوا منافسهم التاريخي درساً قاسياً حققوا من خلاله الانتصار بهدفين دون رد في إحدى لقاءات القمة من الجولة الثانية عشر للدوري الإنجليزي الممتاز.

آرسنال تفوق في كل شيء في أرض الملعب، تكتيكياً، مهارياً، فنياً، ومن ناحية الرغبة والروح القتالية أيضاً، الجانرز أظهروا وجههم الحقيقي الذي اشتاقت له جماهير الفريق.

مواجهة اليوم وإن كانت تحمل الكثير من الدروس في كيفية إغلاق آرسنال لمناطقه، والسيطرة على الثلاثي هاري كين، ديلي ألي، وإريكسين، مع ضعف واضح من بوتشيتينو في تغيير مجريات اللعب أو إيجاد الحلول أمام آرسنال الذي يطبق ضغط عالي بشكل مذهل، وفي ذات الوقت يرتد لمناطقه ويتمركز بشكل نجاح، رغم كل ذلك فإن أهم درس يتعلق بالفرنسي ألكسندر لاكازيت.

كل من شاهد مباريات القمة لآرسنال في الموسم الحالي ضد ليفربول، تشيلسي، مانشستر سيتي، تساءل، لماذا لاكازيت هو الحلقة الأضعف في خطط أرسين فينجر؟ المدرب الفرنسي قرر إجلاس لاكازيت على دكة البدلاء في مواجهتي ليفربول والسيتي، فيما أخرجه مع منتصف الشوط الثاني من الملعب في مواجهة تشيلسي.

أرسين يؤمن بأن قوة خط الوسط مع قوة خط الدفاع هو المفتاح للنجاح أمام فرق قوية هجومياً مثل ليفربول والسيتي، لذلك فإن خيار الاعتماد على مهاجمين متحركين مثل أليكسيس سانشيز وويلبك أفضل من وجهة نظره من إشراك رأس حربة ومن خلفه سانشيز، ورغم أن في ذلك وجهة نظر منطقية، لكن ما نسيه الفرنسي هنا أنه بذلك سيفقد تماماً القدرة على الوصول لمرمى المنافس.

رأس الحربة دوره هام جداً سواء كنت تفكر بالسيطرة على وسط الملعب وشن الهجوم الهادر والضاغط، أو تفكر بعقلية دفاعية.

DO69ZkHUIAArVIj

مواجهة اليوم وضحت ذلك تماماً، فحينما كان آرسنال يشن الضغط العالي ويحاصر توتنهام في مناطقه كان لاكازيت يؤدي دور المقاتل ويوفر عنصر إضافي بين مدافعي توتنهام يجعلهم غير قادرين على الخروج بالكرة بأريحية، كما أن انسحابه من العمق والتوجه للأطراف باستمرار فرغ سانشيز من الرقابة نسبياً ومنحه فرصة تسجيل الهدف الثاني.

آرسنال اختار التراجع في الشوط الثاني والاعتماد على الهجمات المرتدة بعد التقدم بهدفين، وهنا ظهر دور آخر للاكازيت وكان مؤثر وهام جداً، الفرنسي شكل نقطة ارتكاز لبناء الهجمات، حيث كان قادراً على حجز الكرة وظهره للمدافعين بين لاعبين أو ثلاثة من توتنهام، ثم ينتظر الزملاء المنطلقين من الخلف ليمرر لهم الكرة بالمساحة المناسبة. دور هام يؤديه رأس الحربة المميز، لكن لا يستطيع لاعبين مثل سانشيز أو أوزيل أو ويلبيك تقديمه لأنهم ليس من مهاراتهم الرئيسية.

وفي الحقيقة، وحتى أكون صادقاً مع نفسي، فإن من خلق الفارق بشكل حقيقي هو شكودران موستافي وليس لاكازيت، النجم الألماني قدم أداءً استثنائياً في اللقاء، ليس لأنه افتتح باب التسجيل، بل لما ظهر به من قدرة فائقة على التغطية في ظهر زميليه في قلب الدفاع، والقدرة على إغلاق المنافذ تماماً أمام هاري كين نحو المرمى.

موستافي تواجده هام جداً للحفاظ على استقرار دفاع آرسنال في منظومة 3-1-4-2 والتي تتحول إلى 5-3-2 دفاعياً، أرقام اللاعب تؤكد ذلك فخلال 6 مباريات لعبها في الدوري الإنجليزي تلقى فريقه هدف وحيد فقط، فيما تلقت شباك الجانرز 15 هدف في 6 مباريات غاب عنها.

تواجد لاكازيت وموستافي (في حال عدم تعرضه للإصابة) في تشكيلة آرسنال شيء لا يمكن التنازل عنه في المباريات المقبلة.