حينما نتحدث عن ليستر سيتي في الموسم الحالي فإننا نشير إلى الرغبة، الطموح، القتال، المهارة، المتعة، الصلابة، التفوق على المستحيل. رجال رانييري يقدمون موسم للتاريخ في الدوري الانجليزي الممتاز الأمر الذي جعل عشاق اللعبة حول العالم يتعاطفون معهم بلا استثناء.

ليستر عذب معظم المنافسين في الدوري الإنجليزي، قهر معظم ما يسمون بـ “الكبار” لكنه سقط في امتحان واحد، سقوط كان مدوياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى على أرضية ملعبه ووكرز بخمسة أهداف مقابل هدفين، صفعة طبعها رجال فينجر على كبرياء رجال رانيري في الموسم الحالي.

نستطيع القول أن الجانرز هو الفريق الوحيد الذي قهر ليستر سيتي بالمعنى الفعلي، مفاجأة البريمرليج هُزم مرتين فقط طوال الموسم، واحدة أمام آرسنال وأخرى كانت بهدف نظيف ضد ليفربول إلا أنه رد عليها سريعاً بالفوز في لقاء العودة بهدفين دون رد، الليلة التي سجل فيها فاردي هدفاً تاريخياً سيبقى محفور في ذاكرة اللعبة.

الثأر من ليفربول مع تألق فاردي جعل الهزيمة الضئيلة بفارق هدف تنسى سريعاً، لكن ما لم ينساه رانيري ورجاله وما لم ينساه متابعي الدوري الإنجليزي بأن ليستر سيتي سقط أمام أبناء فينجر بالخمسة مع الرأفة.

وصمة عار ستبقى في جبين موسم ليستر سيتي العظيم، فكلما تحدث المتابعين عن الفريق المبهر والمفاجأة المدوية إلا ورد عليهم جماهير الجانرز بالقول “هل رأيتم ما فعلناه بهم في عقر دارهم؟”.

ليستر ليس مطالباً بالتفوق على جميع الأندية الكبرى في إنجلترا، حتى أنه ليس مطالباً بتجنب الهزيمة دائماً، لكن السقوط بخماسية في موسم تاريخي وأمام فريق لا يعيش أفضل فتراته منذ مدة لا شك بأنها نتيجة مؤلمة لمدرب بحجم كلاوديو رانيري حتى وإن كان يقود نادٍ أقصى طموحه البقاء ضمن مصاف أندية الدرجة الممتازة!

اليوم الأحد ستعاد المواجهة التي أقضت مضاجع رفاق محرز وفاردي، لقاء القمة ضد آرسنال يأتي بنكهة مختلفة في ظل تفوق ليستر بفارق 5 نقاط عن الجانرز، ورغم أن المهمة صعبة جداً للثأر من رفاق أوزيل كونهم يخوضون المباراة في ملعبهم الإمارات لكن ذكريات لقاء الذهاب والثقة التي يملكها ليستر سيتي تجعلنا نتوقع ردة فعل من لاعبيه أمام الفريق الذي قهرهم.

ليستر سيحاول تحقيق الفوز، ستكون أفضل طريقة للرد على آرسنال عبر اقصائه من صراع حصد لقب البريميرليج…

** اقرأ أيضاً: يحدث في اليونايتد .. التخلي عن الملل يعني فقدان التوازن!