لم يكن تعيين أوناي إيمري مدرباً لآرسنال الإنجليزي متوقعاً أو مطروحاً بقوة في وسائل الإعلام قبل 48 ساعة من الآن، إدارة المدفعجية اتخذت قراراً سريعاً فاجأت من خلاله عشاق الفريق بعد أيام من تردد الأنباء عن تعيين ميكيل أرتيتيا مدرباً للفريق.
ولا يخفى على أحد بأن أوناي إيمري مدرب نجح في البطولات المتوسطة خلال مسيرتها مثلما أخفق في البطولات الكبرى مع باريس سان جيرمان، فخلال 3 مواسم قضاهم في إشبيلية استطاع تحقيق لقب الدوري الأوروبي 3 مرات، كما قاد باريس لتحقيق الثلاثية المحلية في الموسم الحالي، وحقق لقبي كأس فرنسا وكأس الرابطة الفرنسية في الموسم الماضي، لكنه خسر لقب الدوري الفرنسي الموسم الماضي، مثلما خرج من دور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا في مناسبتين.
تعيين إيمري مدرباً لآرسنال لا شك بأنه يكشف لنا عن العديد من الأمور الهامة التي يمكن تلخيصها في 5 نقاط.
1- إدارة آرسنال لا تريد إنفاق الأموال في سوق الانتقالات
صحيح أن أوناي إيمري كان في باريس سان جيرمان، لكن يجب أن لا ننسى بأنه كان مرناً لدرجة هائلة في الموسم الأول حيث قبل بالتعاقد مع لاعبين متوسطين رغم معرفته بقوة النادي مالياً.
لا ننسى أنه في إشبيلية كان يبيع اللاعبين المميزين في فريقه كل عام ويتعاقد مع نجوم أقل قيمة، مما يوضح أنه مدرب يتعامل مع اللاعبين المتاحين بين يديه ويحاول استغلالهم بدون تذمر.
2- آرسنال لا يملك طموح العودة إلى منصات التتويج سريعاً
والحديث هنا يتعلق بالبطولات الكبرى بما فيها الدوري الإنجليزي. توجه المدفعجية لتعيين مدرب نجح في البطولات المتوسطة وليس الكبرى يدل أنهم لا يستعجلون العودة لقمة إنجلترا، هذا إن كانوا بالأساس يضعون هذه الفكرة في مخططاتهم بالمستقبل القريب.
3- ملاك وإدارة آرسنال من أقل الأندية التي تثق بلاعبيها السابقين.
حينما نشاهد باتريك فييرا يتولى تدريب نيويورك سيتي، وميكيل أرتيتيا يعمل مساعداً لبيت جوارديولا في مانشستر سيتي، وتيري هنري يرتبط بأندية أخرى فحينها نعلم بأن هذا النادي لا يملك ثقافة تعيين اللاعبين السابقين في المناصب الهامة. أرتيتا كان مرشحاً فوق العادة لتدريب آرسنال، لكن الإدارة قررت بالنهاية تعيين إيمري بدلاً منه.
4- إيمري أصبح من أبرز المدربين في العالم وإن كان يلقى انتقادات حادة على إخفاقاته مع باريس.
صحيح أنني أعترف بعدم رغبة آرسنال في حصد الألقاب الكبرى وعدم رغبته في جلب الأموال لذلك توجهوا إلى إيمري، لكن لا ننسى بأن هناك الكثير من المدربين في العالم مستعدين لقبول مهمة تدريب المدفعجية بهذه الشروط أيضاً. الاعتماد على أوناي بعد أن كان في باريس يوضح أنه انتقل بالفعل للخطوة التالية في مسيرته.
5- آرسنال متمسك بالفلسفة الكروية التي طبقها أرسين فينجر في العقدين الماضيين
فلسفة آرسنال تعتمد على السرعة في الأداء، القدرة على تطبيق أداء ممتع، ومنح اللاعبين الحرية هجومياً في أرض الملعب. إيمري لا يطبق نفس الأسلوب في اللعب الذي طبقه فينجر، لكنه يتشارك معه بالقيم الكروية العامة.
أمور يجب أن تتحسن في ريال مدريد خلال نهائي دوري أبطال أوروبا .. فيديو
