أعلن نادي أرسنال رحيل مدربه التاريخي أرسين فينجر بعد أكثر عشرين عاماً على رأس الإدارة الفنية للنادي اللندني الذي بدأ معه في العام 1996 حقبة تاريخية لم تنتهي سوى بنهاية الموسم الحالي .

مسيرة حوت الكثير من الانتصارات والانتقادات على حد سواء ووصلت في مراحلها الأخيرة إلى المطالبات برحيله من مدرجات ملعب الإمارات حيث باتت مغادرته خطوة مطلباً جماهيرياً  لتطوير وضع النادي وتقدمه إلى الأمام لكن هل هذا فعلاً ما سيحدث بعد رحيل أرسين فينجر ؟؟.

WENGER

منذ نهاية العام 2006 وهو العام الذي وصل فيه فينجر إلى نهائي الأبطال مع أرسنال وخسره أمام برشلونة لم ينجح النادي في تحقيق أي انجاز كبير باستثناء كأس انجلترا ثلاث مرات في آخر ثلاثة أعوام وهو لقب لا يغني ولا يسمن مقارنة بالدوري أو دوري أبطال أوروبا.

فالفريق فشل في احتلال مركز أفضل من المركز الرابع في الدوري  لسنوات عديدة إلى درجة أنها أصبحت مسألة للتندر على المستوى العالمي ، كما أنه لم يتأهل لأبعد من الدور الثاني في دوري الأبطال منذ موسم 2009 – 2010 حين بلغ ربع النهائي.

هذه المراوحة في المكان جعلت التغيير يبدو ضرورياً خصوصاً انها ترافقت بتراجع كبير من خلال الفشل في التأهل للأبطال للمرة الأولى منذ عشرين عاماً وفشل في جلب نجوم الصف الأول منذ فترة طويلة جداً بل وخسارة أبرز لاعبي الفريق وهو أليكسيس سانشيز الذي رحل لنقص الطموح في الفريق . ويبدو أن حجج التقنين الاقتصادي بعد بناء الملعب ما عادت تنفع خصوصاً أنه قد مر اثنا عشر عاماً على بنائه .

لكن المشكلة تكمن أن أرسين فينجر ليس مجرد مدرب للنادي اللندني ، فبعد 22 موسماً مع الفريق يمكن القول أن ارسنال “ اصطبغ “ تماماً بشخصية فينجر وعقليته في إدارة الأمور مما سيجعل الفراغ الذي سيتركه رحيله كبيراً بحيث يصعب ملؤه لأن فينجر كان المحرك الأساسي للإدارة الرياضية وسياسة الصرف وإدارة سوق الانتقالات للنادي (طبعاً وفق ما تمنحه الإدارة من إمكانات) .

TELEMMGLPICT000160500141_trans++xZvS4F4RLn7x6S9Islz1y-rOQq2qlD7oNLJgcJiasNM

وبالتالي فإن المدرب الذي سيخلفه لن يرث فريقاً بعقلية معينة وحسب بل نظاماً كاملاً في الإدارة الرياضية والتعاقدات والانتقالات بالإضافة لفلسفة اللعب وإدارة المباريات التي ستكون أصغر مشاكل المدرب .

وبطبيعة الحال لا يمكن مقارنة وضع أرسنال وفينجر بوضع مانشستر يونايتد والسير أليكس فيرغسون المتخم بالألقاب (حيث سيسهل شح الكؤوس من مهمة أي مدرب قادم وسيكون  أي لقب سيحرزه خارج كأس الاتحاد الانجليزي سيكون انجازاً كبيراً ) لكن الأكيد أن وضعية اليونايتد ما بعد السير أثبتت أن رحيل المدرب التاريخي قد يخلق فراغاً مدمراً وهو ما قد يتكرر مع أرسنال إن لم تتم إدارة التغيير لوضع عمره 22  عاماً بحذر وكفاءة عاليين.

والأكيد أن مدرباً حكيماً بعقلية منفتحة هو الأفضل للتعامل مع عقلية أرسنال الحالية التي رسخها فينجر والتي تعتمد على المواهب الخارجية  في التشكيلة أكثر من لاعبي أنجلترا وأبناء النادي …ومن هنا يبدو كارلو أنشيلوتي هو الأفضل لخلافته لأنه الأكثر تسامحاً .

في حين يبدو توخيل الأقرب لكنه الأصعب لأنه ليس من السهل التعامل معه على الصعيدين الإداري والتدريبي رغم كل الكرة الجميلة التي يقدمها ، لكن الأكيد أنه رغم كل ذلك سيبقى منصب أرسنال مطمعاً كبيراً للعديد من المدربين …وبالانتظار لمعرفة الخليفة المنتظر والكيفية التي سيتعامل بها مع أرسنال ما بعد فينجر .

شاهد بعد إعلان فينجر لرحيله .. لحظة الإعلان عن تعيينه كمدرب لآرسنال عام 1996

تابع الكاتب على فيسبوك وتويتر