ليونيل ميسي

لم تقتصر حرب مقارنة الأرقام والإنجازات على ميسي وكريستيانو رونالدو، بل إمتد هذا الهوس ليطال لاعبين من أجيال سابقة، ومن أكثرها حيرة وإثارة للجدل حتى اليوم هي مقارنة ميسي برونالدو البرازيلي !

مقارنة يرى فيها الكثيرون أنها الأصعب، ليس لكون اللاعبين ينتميان لأكثر المنتخبات ندية وحدة فيما بينهما فقط، ولكن لأن كلا اللاعبين من طينة واحدة، وينتميان لنفس المدرسة، مدرسة المهارة عندما تتجسد في أعلى مستوياتها !

بنظرة سريعة على مسيرة اللاعبين، سجل ميسي في مسيرته للآن ما يقارب ال563 هدفاً، في حين سجل البرازيلي في مقابلها 414 هدفاً، صنع ميسي من الأهداف ما يقارب ال230 هدفاً، و صنع البرازيلي 50 هدفاً، يسجل ميسي هدفاً كل 93 دقيقة، سجل أمامها رونالدو هدفاً كل 120 دقيقة، وإن كان الظاهرة قد سجل 36% من أهدافه بعد مراوغات لدفاعات الخصم، فقد تفوق البرغوث مجدداً مسجلاً 47% من أهدافه بعد مراوغات، أرقام واضحة وصريحة تؤكد تفوق البرغوث بما لا يدع مجالاً للشك !

رونالدو و ميسي

رونالدو و ميسي

حتى في الألقاب الجماعية والفردية، فالغلبة فيها للأرجنتيني؛ فقد توج ميسي بالكرة الذهبية 5 مرات، مقابل 3 مرات للظاهرة، وفاز ب 30 لقباً مع النادي والمنتخب مقابل 20 لقباً للظاهرة، حيث خلت ألقاب الظاهرة من بطولة دوري الأبطال، ولم يفز البرغوث بكأس العالم !

وكل أرقام وإنجازات الأرجنتيني الذي إقترب من عامه الثلاثين قابلة للزيادة، بينما إعتزل البرازيلي اللعبة منذ سنين !

الظاهرة رونالدو

الظاهرة رونالدو

رغم كل هذا التفوق الصريح للأرجنتيني ، فما زال الكثيرون مفتونون (فعلياً) بالظاهرة ويرون أنه الأفضل، ويلعنون الإصابة التي أثرت على مسيرة نجمهم وحرمتهم إياه لفترات طويلة من مسيرته.

قد يكون السبب الحقيقي والمخفي وراء هذه الفتنة  ليست الأرقام أو النسب، فكلها تصب لصالح الأرجنتيني، بل في الطريقة التي كان يراوغ بها ويسجل البرازيلي، فجمالية المهارة عند الظاهرة أكثر سحراً وفتنة، فبينما يراوغ البرغوث الأرجنتيني بسرعة ومرونة وإتقان، معتمداً على تغيير في اتجاه حركته لتجاوز المدافعين تباعاً بمهارة وسيطره عالية على الكرة، مستغلاً لقصر قامته الذي يعطيه ثباتاً أعلى من خصومه على الأرض فيسهل عليه تجاوزهم، ورغم إعتماد الظاهرة على السرعة أيضا، ولكنه راوغ خصومه بمهارة أخّاذة، فكانت كل مراوغة عبارة عن لوحة فنية رائعة الجمال يرسمها الفنان رونالدو بإبداع، تسر النظر وتسلب العقول، هذا السحر كله غُلِّف ببريق ذهب كأس العالم التي فاز بها الظاهرة، قد يكون هو السبب الحقيقي للفتنة والخلاف المستمر حتى اليوم حول هوية الأفضل رغم تفوق الأرجنتيني بكل شيء تقريباً!.