الفيفا لم يظلم ميسي وهذه طريقة تخفيض عقوبته

حاتم ظاظا 22:29 03/05/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هاجمت جماهير ونجوم كرة القدم ووسائل الإعلام، قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” والقاضي بإيقاف ليونيل ميسي، لاعب المنتخب الأرجنتيني لمدة 4 مباريات، وتغريمه 10 آلاف فرنك سويسري.

    ووجه ليونيل ميسي كلمات مهينة للحكم المساعد في لقاء المنتخب الأرجنتيني وتشيلي بتصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2018.

    وأصدرت اللجنة التأديبية، في الفيفا قرارها بإيقاف ميسي، وتعرضت اللجنة لهجوم كبير من قبل جماهير المنتخب الأرجنتيني ونجوم كرة القدم، واتهموهم بالتحامل على ميسي.

    وكما عودكم موقع وصحيفة سبورت 360 بكشف تفاصيل القضايا القانونية الكبيرة، فإننا نقدم شرحاً مفصلاً لقضية ميسي، ومدى صحة قرار اللجنة التأديبية بإيقاف ميسي.

    قرار اللجنة التأديبية في الفيفا ضد ميسي

    أكدت اللجنة التأديبية، أن ليونيل ميسي انتهك المادة 57 من لائحة الانضباط والتي تقول “أي شخص يهين آخر بأي شكل من الأشكال منها  الإيماءات الهجومية أو ينتهك مبادئ اللعب النظيف أو ارتكاب سلوكه غير رياضي، يتعرض لعقوبة وفقاً للمادة 10 وما يليها من اللائحة”.

    وهذه المادة تعطي الحق اللجنة التأديبية تحديد نوع ومدة العقوبة، وبما أن ميسي هو لاعب  فعقوبته منحصرة بالمادة 10 و11 “التحذير، الغرامة، الطرد، الحرمان من خوض المباريات، المنع من الجلوس على مقاعد البدلاء ودخول غرفة خلع الملابس”، واللجنة التأديبية عاقبت ليونيل ميسي بالإيقاف والغرامة وفقاً لحالات مشابهة مع لاعبين آخرين.

    هل يحق  للجنة التأديبية  معاقبة لاعب بدون كتابة المخالفة بتقرير الحكام؟

    نعم، يحق للجنة التأديبية دراسة أي مخالفة بأي مباراة، وحتى وإن لم تذكر المخالفة بتقرير طاقم التحكيم.

    فاللائحة التأديبية تعطي اللجنة الحق بتفنيد أي مخالفة وردت بتقرير الحكام إذ وجد دليل قوي، فبعض الحكام يتحاملون على اللاعبين، كما يوجد مواد أخرى تعطي اللجنة دراسة أي مخالفة لم تذكر بتقرير الحكام بعد تدعيمهم بدليل ومنها “الفيديو، الصور، آراء الخبراء، تقرير الحكام والشهود والأدلة المادية” ومنها نستنتج أن اعتماد اللجنة التأديبية على مقطع الفيديو بإثبات توجيه ميسي لكلمات مهينة للحكم المساعد صحيحة، فذات يوم عاقبت اللجنة لويس سواريز بسبب لقطة فيديو أظهرت اللاعب وهو يعض جورجيو كيلليني في بطولة كأس العالم 2014، ولم يطرد اللاعب من المباراة ولم يذكر الحكم تلك الحادثة بتقريره!.

    الحكم ساعد ميسي ويجب أن يعاقب!

    ليونيل ميسي أهان الحكم المساعد، والحكم المساعد لم يخبر حكم الساحة، وهنا يجب معاقبة الحكم المساعد لعدم ذكره الحالة بتقريره، ولعدم تبليغ حكم الساحة بذلك الأمر!.

    ولنفرض أن الحكم المساعد أخبر حكم الساحة بالحادثة، سيقوم حكم الساحة بطرد ميسي، وستقوم اللجنة التأديبية باتهام ميسي بانتهاك المادة 49 “الطرد بسبب توجيه اهانة للحكم عقوبتها 4 مباريات على الأقل مع إضافة غرامة مالية”. وتصرف ميسي يصنف ضمن المخالفات الخطيرة، وبالتأكيد ستقوم اللجنة بمعاقبته بأكثر من 4 مباريات، لكن ميسي نجى من تهمة انتهاك المادة 49 لأن الحكم المساعد لم يخبر حكم الساحة ولم يطرد ميسي.

    كيف سيستفيد ميسي من قرار عقوبته في الاستئناف!

    قلنا في السطور السابقة إن الفيفا عاقب ميسي وفقاً للمادة 57، والتي تعطي الحق للجنة التأديبية بتحديد مدة العقوبة؛ لأن اللاعب لم يطرد في المباراة ولم يقوم الحكم المساعد بتبليغ حكم الساحة بالحادثة.

    ويحق للجنة الاستئناف في الاتحاد الدولي لكرة القدم تخفيض عقوبة ليونيل ميسي مع تبرير سبب التخفيض، خاصة وأن المادة 57 أعطت الحق للجنة التأديبية  تحديد مدة العقوبة، وبذلك تخفيض عقوبة ميسي أمرٌ وارد جداً، وكذلك قد ترفض لجنة الاستئناف تخفيض عقوبة اللاعب.

    ونعود مرة أخرى للفرضية الثانية، وهي قيام الحكم المساعد بتبليغ حكم الساحة بالحادثة وطرد ميسي على إثرها، هنا سيعاقب ميسي وفقاً للمادة 49 والتي تحدد مدة عقوبة إهانة الحكم بأكثر من 4 مباريات، وبذلك لن تستطيع لجنة الاستئناف تخفيض العقوبة لأقل من 4 مباريات؛ لأن مدة العقوبة محدد بالنص.

    وبذلك نستنتيج أن عدم قيام الحكم المساعد بتبليغ حكم الساحة بحادثة ميسي وعدم طرده، ومعاقبة ميسي وفقاً للمادة 57 يساعده بتخفيض عقوبته.

    تدخلات انفانتينو ومارادونا بقضية ميسي غير قانوني

    أكد دييغو مارادونا، أنه سيتحدث مع جياني انفانتينو رئيس الفيفا من أجل تخفيض عقوبة ميسي، كما قام الاتحاد الأرجنتيني بالتحدث مع انفانتينو من أجل تخفيض عقوبة اللاعب.

    نعم، انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، لكنه لا يستطيع الضغط على اللجان القضائية من أجل تخفيض عقوبة ميسي، الطامى الكبرى أن مارادونا والاتحاد الأرجنتيني تحدثا مع انفانتينو من أجل تخفيض العقوبة، ولم يخرج انفانتينو على وسائل الإعلام ليقول أن القوانين تمنعني التدخل بأمور اللجان القضائية والعقوبات التي تصدرها.

    قوانين الفيفا تقول أن اللجان القضائية هي لجان مستقلة، ولا يجب التدخل بعملها وقراراتها من قبل رئيس الفيفا وأعضاء اللجنة التنفيذية، وبذلك على انفانتينو أن يعتذر لعشاق كرة القدم وأن يتسلح بالرجولية ويخرج على وسائل الإعلام ويقول للجميع لا علاقة لي بقرارات اللجان القضائية.

    لكن الحقيقة تقول أن انفانتينو مثله مثل سابقيه يريد أن يتدخل بعمل اللجان القضائية ولا يريد النزاهة بالفيفا، وحدث ذلك عندما أصدر قراراً يعطيه الحق بتغيير أعضاء اللجان القضائية، وهذا يعد فضيحة واختراق لقوانين الفيفا.

    قد يتدخل انفانتينو في قضية ميسي ويخفض العقوبة، وقد لا يتدخل؛ لأنه أعلن في وقتٍ سابق أنه يسعى لمعاقبة الاتحاد الأرجنتيني واستبعاد المنتخب من بطولة كأس العالم إذ تأهل، وتصريحه الأخير يعد خرق للقوانين؛ لأن اللجهة المسؤولة عن فرض عقوبة على الاتحاد الأرجنيتني هي اللجان القضائية وهي من يجب أن تصرح بذلك وليس انفانتينو.

    في النهاية، الجميع يحب ليونيل ميسي ويعشق مهاراته، وهذا الحب يجب أن لا يتحول إلى استغلال لتبرير جميع أخطاء اللاعب، فميسي ارتكب خطأ كبير عندما أهان الحكم، ويستحق العقوبة،  فذات يوم عوقب لويس سواريز بالإيقاف لمدة 4 أشهر، ولم تدافع عنه الجماهير إلا عندما انتقل لبرشلونة، لذلك تبرير الجماهير لخطأ ميسي يعد مصيبة كبرى في كرة القدم، فلا يوجد فرق بين اللاعبين أمام القانون.
    تابع الكاتب على سناب شات: hatem_alzaza

    تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: