لا يوجد فعل بدون سبب ولا توجد خطوة بدون هدف هكذا علمتنا الحياة ليست كرة القدم فقط، رحيل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد له أسباب وانتقاله إلى يوفنتوس له أهداف.

شخصياً لست من عشاق رونالدو وأفضل عليه العديد من اللاعبين، ولكن التاريخ لا يُنكر والأرقام لا تُزيف، يمكننا بعد 100 عام العودة إلى كتاب التاريخ مرة أخرى، سنجد رونالدو، صفحة كريستيانو مع ريال مدريد ستظل في كتب التاريخ حتى النهاية، حتى لو كنت أحد كارهي هذه القصة.

كريستيانو رونالدو هو أفضل لاعب في تاريخ ريال مدريد، يمكنني أن أقف هنا ويقف مقالي هنا، لأن هذه الجملة هى الأحق بين الكثير من الآراء حول موضوع الساعة وهو رحيل رونالدو عن ريال مدريد.

تمت صفقة القرن، كريستيانو رونالدو رحل عن ريال مدريد، هذه العبارة لها وزن كبير، عبارة غريبة على البعض وقاسية على الآخر، سواء كنت مشجعاً أو عدواً، نعم كريستيانو رونالدو لم يعد لاعباً في ريال مدريد.

رحيل رونالدو هروب من مستقبل ريال مدريد المجهول أم خروج من الباب الكبير

في رأيي أن الاكتفاء هو هروب، على الأقل هروب من المستقبل المجهول خصوصاً لو كان هناك مشاكل حقيقية حتى لو كان هناك قليلاً من الطموح، واعتقد أن هذا هو ملخص رحيل رونالدو عن ريال مدريد وانتقاله إلى يوفنتوس.

إثبات طريق الهروب أمر صعب، على عكس إثبات طريق الخروج من الباب الكبير، لما يمتلكه كريستيانو رونالدو من بطولات وأرقام لا يمكن لاثنين الاختلاف عليها، لا يمكن أن يوجد صراع او خلاف على تاريخ رونالدو في كرة القدم ومع ريال مدريد حتى في لحظاته الأخيرة.

الهروب من المستقبل المجهول..

نبدأ بالطريق الأصعب، الأمر الذي ليس من السهل اثباته خصوصاً أمام شريحة كبيرة من جماهير كريستيانو رونالدو حتى بعد رحيله عن ريال مدريد، فكريستيانو وحده يمتلك قاعدة جماهيريه تنتقل معه أينما تشجع فقط القميص الذي يرتديه البرتغالي.

الموسم المنتهي..

رونالدو لمح برحيله عن صفوف ريال مدريد وهو في ملعب كييف بعد نهائي دوري أبطال أوروبا يحتفل بالبطولة رقم 13 في تاريخ ريال مدريد، والخامسة في تاريخ كأكثر لاعب في التاريخ تتويجاً بدوري أبطال أورربا، بعد موسم “صعب” وانتقادات كبيرة.

نعم كان موسماً صعباً لريال مدريد على الرغم من الحصول على دوري أبطال أوروبا ولكن موسم ريال مدريد مر بلحظات كارثية لم تحدث كثيراً في السنوات الأخيرة، مركز ثالث في الدوري الإسباني بعد نتائج سيئة جداً في السانتياجو بيرنابيو وخارجه، مروراً بالخروج من كأس الملك في ربع النهائي.

ريال مدريد تلقى نتائج سلبية لم يتلقاها أبداً في أخر المواسم خصوصاً تحت قيادة زيدان، 6 هزائم و10 تعادلات في الدوري، وخروج من ربع نهائي كأس ملك إسبانيا في موسم تذبذب فيه الأداء بشكل واضح لنجوم ريال مدريد.

حتى في فوز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا، رحلة ريال مدريد للقب صادفت أمور وحظ كبير، خصوصاً في نصف النهائي أمام بايرن ميونخ  وسوء الحظ للاعب العملاق البفاري وتحديداً في النهائي أمام ليفربول وأخطاء كاريوس الكارثية التاريخية.

رحيل زيدان، أعمار اللاعبين ومشاكل الإدارة..

رحيل زيزو، المدرب الذي نجح في التعامل مع رونالدو نفسياً، بدنياً وفنياً بشكل رائع واحترافي، وزيادة أعمار اللاعبين، مودريتش تعدى 30 عاماً، بنزيما ايضاً، مارسيلو، نافاس، والقائد راموس. قوام ريال مدريد الأساسي في لحظة واحدة أصبح يواجه خطر السن.

حتى الإدارة لا تساعد، أعتقد أن أخر صفقة كبيرة أبرمها نادي ريال مدريد كانت تعاقده مع خاميس رودريجيز نجم مونديال البرازيل عام 2014، بعدها استمر الحفاظ على نفس القوام دون تدعيم ضخم كما تعودنا دائماً في النادي الملكي.

أعتقد أن رونالدو فكر هنا في مستقبل ريال مدريد المجهول وأعمار لاعبيه، واختار الاكتفاء والخروج الأمن وعدم المشاركة في تحدي جديد، خصوصاً بعد إعلان زيدان رحيله أصبح مستقبل وطريق ريال مدريد في القادم مقلق.

رونالدو في رأيي اختار تحدياً جديداً، ولكنه التحدي الأسهل، ذهب إلى إيطاليا، ليس لميلان ولا إنتر ولا حتى نابولي اختار السيدة العجوز،  هناك فاز يوفنتوس بالكالشيو 7 مرات متتاليه وسيفوز بها مرة أخرى ، التحدي الحقيقي والهدف سيكون منحصراً في مشوار رونالدو مع السيدة العجوز في دوري أبطال أوروبا،

حتى الطموح الجماهيري والمستوى الإعلامي والتاريخ مع احترامي لنادي يوفنتوس أقل من الأمور نفسها في ريال مدريد، رونالدو اختار الطريق الأسهل، وهرب من واقع ريال مدريد الصعب والمجهول ولكن بطريقة ذكية إلى إيطاليا.

الخروج من الباب الكبير..

لن نجد أسهل من جملة “الخروج من الباب الكبير” خصوصاً لو يتعل الأمر بملك الأرقام رونالدو، هو السبب السهل الوصول إليه، السبب الذي يريح العشاق، ولكن يبتعد عن الخصماء، بدون تعقيدات رونالدو خرج وهو زعيم كل شئ بطل ريال مدريد الأول، متسيد الأرقام ومحطم التاريخ، هكذا كانت مسيرة رونالدو مع ريال مدريد منذ انتقاله من مانشستر يونايتد عام 2009، آخرها لقب دوري أبطال أوروبا.

رونالدو حقق أرقاماً سوف يعجز القادمون في الأجيال القادمة من الوصول إليها وتحقيقها، الأسطورة البرتغالية الذي يتسيد جميع الأرقام الفردية متفوقاً على أى لاعب ارتدي قميص ريال مدريد قبل صاروخ ماديرا.

الهداف التاريخي لريال مدريد، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أوروبا خلال موسم واحد، 5 كرات ذهبية، 5 حذاء ذهبي، سجل أكثر من 50 هدفاً في 6 مواسم متتالية مع ريال مدريد، أرقام لا تصدق وتاريخ لن ينتهى.