الكرة الذهبية ليست مضمونة لرونالدو .. فرانس فوتبول تريد إثبات شيء

رامي جرادات 22:50 25/10/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • رونالدو

    بعد فوز كريستيانو رونالدو بجائزتي أفضل لاعب في أوروبا (اليويفا) وأفضل لاعب في العالم (الفيفا)، أصبح من المتوقع أيضاً تتويجه بجائزة الكرة الذهبية التي تقدمها صحيفة فرانس فوتبول الفرنسية في نهاية العام، وهي الجائزة الأهم والأعرق بحسب وجهة نظر الكثيرين.

    قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2010 عقد شراكة مع فرانس فوتبول بخصوص دمج جائزة أفضل لاعب بالعالم والكرة الذهبية بجائزة واحدة، لكن الأمور عادت لتتعقد مجدداً حينما أعلن الطرفين الانفصال في شهر سبتمبر من عام 2016.

    الفيفا قرر أن يمنح جائزة خاصة به لأفضل لاعب في العالم تحت مسمى “الأفضل” والتي تحصل عليها رونالدو للمرة الثانية على التوالي يوم الاثنين الماضي، في حين واصلت فرانس فوتبول تقديم جائزتها “الكرة الذهبية” بالمعايير التي تراها مناسبة.

    ورغم أن صاروخ ماديرا هو المرشح الأبرز للفوز بالكرة الذهبية للمرة الثانية على التوالي نظراً للألقاب التي حققها مع ريال مدريد الموسم الماضي وبداية هذا الموسم، إلا أن الأمور ستكون أصعب عليه مقارنة بجائزتي الفيفا والويفا اللتان حسمهما بكل سهولة وبفارق مريح عن أقرب منافسيه.

    منذ أن حدث الانفصال بين الفيفا وصحيفة فرانس فوتبول، بدأت الصحيفة الفرنسية تسير بقواعد مختلفة عما يفعل الفيفا، حتى أنها نشرت بياناً توضح فيه سبب هذا الانفصال وأكدت أن السبب الرئيسي هو غياب المعايير المعتادة على الجائزة والتي تأسست عام 1955، في إشارة واضحة إلى عدم رضاها عن الطريقة التي كان يتم اختيار فيها الفائز عندما كانت في شراكة مع الفيفا.

    لم تتمكن فرانس فوتبول من إحداث تغييرات جذرية في العام الأول لأن الانفصال جاء قبل الإعلان عن الفائز بثلاثة أشهر فقط، وبالتالي فاز رونالدو كما كان متوقعاً بعد حصوله على لقب دوري الأبطال مع ريال مدريد، خصوصاً أنه في ذلك العام لم يكن ميسي يقدم مستوى مميز على الصعيد الفردي وكان سجله التهديفي في الليجا ودوري الأبطال متدني مقارنة بباقي المواسم.

    لكن الأمور قد تختلف في العام الحالي، وقد تقلب فرانس فوتبول الطاولة على الفيفا وكريستيانو رونالدو، وذلك لتأكيد أن هذه الجائزة لا تسير وفق “الجو العام” كما كانت دائماً، حيث اكتسبت هذه الجائزة أهميتها على مدار العقود الماضية بأنها لا تهتم باللاعب الأشهر أو صاحب الألقاب فقط كما يحدث في جوائز الفيفا واليويفا، حيث توج مايكل أوين وشيفشينكو وبافيل نيدفيد في الوقت الذي كان يسطع فيه أسم زيدان والظاهرة رونالدو تيري هنري.

    فرانس فوتبول بدأت تشعر أن جائزة الكرة الذهبية فقدت أهميتها بسبب عدم تسليمها وسط حفل ضخم يضم أساطير اللعبة كما تفعل الفيفا، كما أنها لم تعد قادرة على منافسة الاتحاد الدولي من الناحية الترويجية، وبالتالي قد يكون خيارها الوحيد لإنقاذ الجائزة هي بمنحها للاعب غير متوقع، أو للاعب الأحق فعلاً بحسب وجهة نظر الكثيرين، وفي العام الحالي قد يكون هذا الأسم هو ليونيل ميسي لو أردنا الحديث عن الأداء وليس الألقاب.

    ما يميز جائزة الكرة الذهبية أنها تمنح بناء على تصويت 173 صحفي حول العالم، ولا يشارك في التصويت الجماهير وقادة ومدربي المنتخبات كما هو الحال بجائزة “الأفضل”، وفي العادة دائماً ما تكون اختيارات الصحفيين أكثر منطقية لأنهم على دراية بكل كبيرة وصغيرة ويتابعون اللاعبين بشكل متواصل، وفي الغالب يكون حكمهم على اللاعب الأفضل مختلف عن حكم اللاعبين والمدربين.

    هذا لا يعني أن رونالدو سيخسر الكرة الذهبية لمصلحة ميسي بعد شهرين، لكن المنافسة ستكون أصعب على النجم البرتغالي وقد نشهد تقارب كبير في نتائج التصويت، والدليل على كل ما سبق أن قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية شهدت أسماء أكثر منطقية من قائمة المرشحين لجائزة الفيفا.

    على سبيل المثال، ترشح درايس ميرتينز لجائزة الكرة الذهبية لعام 2017 رغم أن الفيفا تجاهلته تماماً، وجميعنا يعلم أن مهاجم نابولي قدم أداء مبهر خلال العام، كذلك الأمر بالنسبة لساديو ماني نجم ليفربول.

    ومن الأمثلة الهامة أيضاً التي توضح توجه فرانس فوتبول واهتمامها بالأداء بشكل دقيق وعدم انسياقها وراء نجومية اللاعب والهالة الإعلامية التي تحيطه، أنها لم تضع أندريس إنييستا نجم برشلونة ضمن قائمة المرشحين للفوز بالكرة الذهبية هذا العام رغم أن نفس اللاعب ترشح لجائزة “الأفضل”، وليس هذا فحسب، بل دخل أيضاً في تشكيلة العام، وجميعنا يعلم أن إنييستا عاش أسوأ فترة له الموسم الماضي ولم يشارك كثيراً من الأساس، وحتى عند مشاركته لم يقدم الإضافة المطلوبة.