ربما يتأثر ريال مدريد لكن رونالدو الخاسر الأكبر

رامي جرادات 22:22 22/06/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • رونالدو

    في بداية الأمر ظننا أن تقارير رغبة كريستيانو رونالدو بالرحيل عن ريال مدريد ما هي إلا شائعات صحفية كالتي نقرأها في كل عام، لكن في كل يوم يمضي منذ نشر التقرير الأول من صحيفة أبولا البرتغالية يزداد الغموض حول مستقبل الدون.

    طالما أن رونالدو لم ينفي، ونفس الشيء بالنسبة لإدارة ريال مدريد، فهذا يعني أن إمكانية رحيله هذا الصيف واردة جداً، أو على الأقل هو خيار مطروح بالنسبة للنجم البرتغالي الذي أوصى يوم أمس الصحفيين بعدم توجيه أي سؤال له لا يتعلق بمباراة البرتغال وروسيا، الأمر الذي أثار المزيد من الجدل حول مسألة رحيله.

    كما أشرنا، يبدو أن صاروخ ماديرا يفكر جدياً بالرحيل هذه المرة، أو هناك طلبات يهدد فيها بمغادرة النادي إن لم يتم تلبيتها، لكن هل هو قرار سليم من النجم البرتغالي وفي هذا التوقيت بالذات ؟

    قد يتأثر ريال مدريد لكنه سيمضي

    في موضوع سابق سلطنا الضوء على مدى تأثر ريال مدريد برحيله نجمه الأبرز، وأشرنا إلى أن الفريق سيتأثر بشكل أو بآخر لأن رونالدو ليس لاعباً عادياً، وربما يكون من أفضل 3 لاعبين مروا على هذا النادي عبر التاريخ، سواء بشعبيته الجارفة أو بقدرته الكبيرة على الحسم أو دوره القيادي والتحفيزي بالملعب، لكن في نفس الوقت لن يتوقف الريال عليه وسيحاول إيجاد بدائل مناسبة كما يفعل دائماً، فمدى التأثير لن يكون كارثياً.

    العكس ليس صحيحا، فالأمر بالنسبة لرونالدو بمثابة الانتحار كروياً إن رحل بالفعل في الميركاتو، وهذا ما سنوضح في النقاط التالية.

    نهاية الأرقام القياسية

    تسجيل 50 و60 هدف في الموسم لن يحدث إلا في ناديين هما ريال مدريد وبرشلونة مهما كان مستوى اللاعب، وبالتالي فإن رونالدو سيفقد قدرته الكبيرة على تحطيم الأرقام القياسية وتعزيز المسجلة باسمه، فمثلاً سيكون خسارته للقب الهداف التاريخي لدوري الأبطال مجرد مسألة وقت لا أكثر، فسواء مع مانشستر يونايتد أو باريس سان جيرمان من الصعب تسجيل أكثر من 10 أهداف في الموسم لأن الوصول إلى أدوار بعيدة ليس مضموناً.

    كذلك لن تكون أرقام رونالدو مع ريال مدريد مستعصية على الأجيال القادمة، فصحيح أنه الهداف التاريخي للنادي برصيد 406 أهداف، لكن هذا الرقم قابل للتحطيم كما فعلها هو مع راؤول جونزاليس وإن كان الأمر صعباً، في حين هو يملك فرصة للوصول إلى 500 هدف في الموسمين القادمين في حال حافظ على مستواه، وبهذا سيضمن أن لا يقترب منه أحد.

    التعلم من زملائه السابقين

    في آخر 10 سنوات، غادر ريال مدريد العديد من اللاعبين الكبار والذين كانوا يعدون ضمن الأفضل في العالم بمراكزهم، أسماء مثل ويسلي شنادير، آريين روبن، آنخيل دي ماريا، مسعود أوزيل، تشابي ألونسو، جونزالو هيجواين، وجميعهم خاضوا تجارب فاشلة إلى متوسطة بعد رحيلهم باستثناء روبن، وموسم وحيد لشنايدر مع إنتر ميلان.

    أن تلعب في ريال مدريد الذي يضم أفضل النجوم بالعالم في جميع المراكز ليس كاللعب في أندية كبيرة لكنها أقل جودة، فنسبة الفوز ستنخفض، ونسبة التهديف أيضاً ستقل، بالإضافة طبعاً إلى القوة الإعلامية التي يحظى بها اللاعب في النادي الملكي ومن الصعب إيجادها بنفس القوة في أندية أخرى، فهذه جميعها عوامل تؤكد أن الراحل عن الريال هو من سيخسر بالنهاية وليس النادي.

    توقيت الرحيل .. وقت الحصاد

    لو اتخذ رونالدو هذا القرار قبل 4 سنوات عندما قال “لست سعيداً” ربما كان له حظوظ أكبر  كي يبدأ تجربة جديدة ويسطر تاريخ جديد مع نادٍ آخر، لكن في الوقت الراهن سيكون الرحيل عن ريال مدريد خسارة كبيرة لأن النادي يمر بمرحلة الحصاد التي خطط لها منذ سنوات، فالدون بإمكانه زيادة حصيلته من الألقاب مع ريال مدريد لو استمر مع الفريق الذي يصنف الأفضل في العالم حالياً.

    النجم البرتغالي صبر مع ريال مدريد في المواسم الأولى عندما كان الفريق في مرحلة البناء والتبلور وغير قادر على مقارعة برشلونة كما يجب، لذلك سيكون رحيله غريباً بعد أن نضج الفريق وبدأ يهيمن على إسبانيا وأوروبا.

    رونالدو ليس صغيراً وريال مدريد يفهمه

    في ريال مدريد الجميع يعمل من أجل جعل رونالدو سعيداً، فالمدربين دائماً ما يسعوا لإيجاد أكثر مركز يناسبه في كل مرحلة، كما أن اللاعبين يقدروه بدرجة عالية ودائماً ما يتم تفضيله على باقي المهاجمين الآخرين عندما يكون ريال مدريد مهاجماً.

    كذلك يحظى رونالدو بدعم كبير فيما يخص سباقه مع ليونيل ميسي على جائزة الكرة الذهبية والجوائز الأخرى، بالأخص في السنوات الأخيرة، فهذه مزايا ربما سيفتقدها الدون في نادٍ آخر، أو سيحتاج لوقت كي يصنع مثلها ويحظى بثقة زملائه الجدد، وجميعنا يعلم أن عامل الوقت ليس في صالحه لأنه بدأ يدخل في مرحلة الأخيرة من مسيرته.

    بعيداً عن مسألة تهربه من الضرائب وكل ما يتعلق بحياته الشخصية، لا يوجد أي سبب منطقي يجعل رونالدو يفكر بالرحيل، ولا يوجد أي علامة تشير إلى أنه سيحافظ على نجوميته ومكانته الحالية إن رحل، وبالتالي يمكننا القول أن الدون هو الخاسر الأكبر من هذه الخطوة إن أقدم عليها.

    تابع : مباريات اليوممباريات الغدمباريات الأمس