موقع سبورت 360 – حقق نادي ريال مدريد انتصاراً ثميناً واقتصادياً على حساب إسبانيول، بهدف نظيف، في اللقاء الذي احتضنه ملعب سانتياجو بيرنابيو مساء اليوم السبت، ضمن فعاليات الجولة الخامسة من مسابقة الدوري الإسباني لكرة القدم، ليتصدر جدول الترتيب بشكل مؤقت.

وإليكم تحليل هذه المباراة..

قدّم ريال مدريد مباراة عادية جداً، فقد عجز عن القيام بأي شيء خطط له في غرفة الملابس سواءً على صعيد الحد من خطورة إسبانيول المعروف بهجماته المُرتدة السريعة جداً والتي كادت أن تسبب مشاكل جمة للحارس تيبو كورتوا، أو على الصعيد الهجومي الذي عرف قصوراً كبيراً من طرف الفريق وعجزاً كبيراً عن تخطي الجدارين الدفاعيين اللذين نصبهما جوان فرانسيسك.

ظهرت سلبيتان رئيسيتان في ريال مدريد اليوم .. الأولى كانت في رأيي معاناته في القيام بالتنشيط الهجومي عبر العمق، وهو أمر فهمه لوبيتيجي سريعاً لكن تغييراته لم تؤتِ أكلها.. الفريق الملكي لم يكد يجد مساحات في العمق سوى حينما قام إسبانيول بأخطاء في التمرير في مناطقه (هدف أسينسيو مثلاً)، أما غير ذلك، فإن مودريتش، سيبايوس وإيسكو لم يجدوا طريقاً لمرمى دييجو لوبيز عبر عمق الملعب، ما جعل الفريق يلجأ للأطراف، لكنه أمر لم يفد أصحاب الأرض في أي شيء بسبب غياب مارسيلو وداني كارفاخال اللذان يفتحان شوارعاً باسمهما في جنبات الملعب.

غياب الحلول في العمق يرجع للتنظيم الدفاعي المميز للفريق الكتالوني، وهو ما فطن له لوبيتيجي ليغير كريم بنزيما في وقت مبكر من الشوط الثاني، بعد أن عانى الفرنسي الأمرين أمام الرقابة التي فرضها عليه قبلي دفاع إسبانيول.. بعد هذا التغيير الأول، تابعنا أن الفريق ركز أكثر على الأروقة، بتحول أسينسيو إلى الرواق الأيمن وتركيز إيسكو على الجهة اليُسرى، فكانت عرضيات الفريق خطيرة بما فيه الكافية لبلوغ مرمى لوبيز، لكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة تماماً عن الفريق.

أما السلبية الثانية، فهي ظهور نوع من التراخي وفقدان الطراوة البدنية على بعض اللاعبين خاصة بعد نصف الساعة الأولى، فأصبحنا نتابع لاعبي إسبانيول يتحركون في المساحات الخالية دون ضغط واضح، كما أن التحرك في ظهر راموس وناتشو لم يكن مشكلة كبيرة، غير أن المدافع الأندلسي عادة ما تدارك الأمر بتدخلات جيدة في اللمسة الأخيرة أو قبل الأخيرة للخصم، كما أن فاران قدم مباراة لا بأس بها.

لا يمكنني أن أمضي قدماً في هذا التحليل دون التطرق لألفارو أودريوزولا الذي ظهر للمرة الأولى بقميص ريال مدريد.. الظهير الأيمن الإسباني قدّم مستويات جيدة جداً خاصة في الشق الهجومي، فنحن أمام لاعب سريع ولا يتردد في الاندماج في العمل الهجومي رفقة بقية زملائه، واليوم كان شعلة نشاط في الرواق الأيمن حتى بعد مجيء أسينسيو لتلك الجهة.. أما دفاعياً، فقد نجح في القيام بتدخلات رائعة ولم يترك أي مساحات في ظهره كما فعل ناتشو في الطرف المقابل.

حالياً، لا أعتقد أن أحداً سيجادل حول أهمية ماركو أسينسيو في ريال مدريد، فهو بالنسبة لي أهم لاعب في فريق لوبيتيجي منذ ثلاثة أسابيع على الأقل.. النجم الإسباني مازال يُبهر بقدرته الخارقة على القيام بتسديدات دقيقة حتى في أصعب الأوضاع، واليوم عاد ليترك بصمته بهدف ثمين، هذا دون أن نهمل العمل الهجومي الذي قام به في الجهة اليسرى خلال الشوط الأول، ثم الرواق الأيمن في الشوط الثاني.

التطرق لنقاط أخرى سيكون تكراراً لما قلناه في تحليلات سابقة، فقد ظهر جلياً أن الفريق يعاني من التغييرات الكثيرة التي تحصل في تشكيلته بين المباراة والتي تليها، إذ أنه يفشل في الحفاظ على قوامه ونقاط قوته بشكل واضح، كما أنه يفقد الشخصية التي تجعله يناقش المباريات بأريحية كبيرة جداً، وهي أمور ينبغي تجنبها في الفترة المقبلة، إن أراد لوبيتيجي خلق توليفة منسجمة دفاعياً وهجومياً.