تصرفات رونالدو التي ساهمت بانخفاض شعبيته في ريال مدريد

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ” رونالدو يشعر بالإحباط ” هذا العنوان الذي اختارته صحيفة ماركا المقربة من أخر أخبار ريال مدريد للتقرير الذي يتصدر واجهة موقعها الإلكتروني صباح اليوم السبت، النجم البرتغالي حزين ويشعر بالإحباط والألم الشديد جراء تعرضه للانتقادات من قبل صحافة مدريد مع وجود حالة استياء منه في غرف خلع ملابس ريال مدريد خصوصاً بعد رفضه حضور حفل اليويفا لأفضل لاعب في أوروبا.

    ومن الطبيعي أن يشعر رونالدو بالحسرة والألم بعد أن رأى تراجع شعبيته بشكل واضح في العاصمة مدريد، مع تذمر بعض زملائه من تصرفاته منذ نهائي دوري أبطال أوروبا، فالبرتغالي ليس أي لاعب، بل هو أفضل لاعب في تاريخ النادي الملكي، وأفضل لاعب في تاريخ دوري الأبطال، والهداف التاريخي للنادي، وثاني أفضل هداف في تاريخ الدوري الإسباني، كل ذلك حققه في 9 مواسم فقط بالقميص الأبيض.

    كريستيانو لطالما كان معشوق جماهير ريال مدريد حول العالم، والبطل المحبب لدى صحافة العاصمة الإسبانية، ورغم أن الكثيرون ما زالوا يكنون له الاحترام، إلا أن حالة الحب الجارف تراجعت بشكل واضح.

    يمكن لرونالدو الشعور بالظلم جراء تراجع شعبيته بعد كل ما قدمه لجماهير الريال وصحافة مدريد، لكن عليه أن لا ينسى بعض التصرفات المندفعة التي قام بها في الأسابيع والأشهر القليلة الماضية والتي ساهمت في حالة الجفاء العاطفي هذه.

    ronaldo

    تصريحاته عقب الفوز في نهائي دوري أبطال أوروبا

    لم يتوقع أشد المتاشئمين بمستقبل أن يعلن رونالدو رحيله عن ريال مدريد في أفضل لحظة للفريق والجماهير والصحفيين خلال الموسم، أسطورة النادي الملكي اختار التوقيت الذي يحتفل به الجميع باللقب الأهم في عالم أندية كرة القدم بعد موسم محبط جداً ليعلن رحيله، وهو ما تسبب في استياء واضح من قبل زملائه داخل غرف خلع الملابس.

    صحف مدريد لم تكن هي الأخرى راضيةً عن تصريحات رونالدو، كذلك الأمر بالنسبة لإدارة مدريد، وهو ما جعل كريستيانو محاصراً من قبل الجميع، وهو ما أجبر أفضل لاعب في العالم 5 مرات على التراجع عن تصريحاته في اليوم التالي.

    ورغم أن موجة الغضب من رونالدو لم تشمل الجماهير، لكنها كانت الشرارة الأولى في حالة الجفاء بين كريستيانو والكثيرون من عشاق ريال مدريد.

    رونالدو يصر على الرحيل دون الكشف عن السبب الحقيقي الذي يدفعه لمغادرة ريال مدريد

    حينما أعلن برنامج خوجونيس رغبة رونالدو بالرحيل تعاطف الكثيرون معه من جماهير ريال مدريد، لكن حالة التعاطف هذه لم تشمل بعض الصحفيين والكتاب، فبعد ساعات قليلة أعلن نفس البرنامج بأن الريال مستعد لتقديم عرضاً إيجابياً للبرتغالي لتمديد عقده مقابل 30 مليون يورو خالية من الضرائب.

    رونالدو رفض العرض لأنه تأخر كثيراً على حد قول مقدم البرنامج، البرتغالي يرى بأن إدارة الريال لم تحترم رغبته بتمديد العقد وسط الموسم ولم يلتفتوا لمطالبه، لذلك فإنه لن يتراجع عن قراره بالانتقال إلى يوفنتوس.

    هكذا رأى رونالدو المسألة، لكن هل رأتها صحف مدريد بنفس الطريقة؟ مسألة تمديد العقد لا تحصل في يوم وليلة، والأندية بالغالب تتأخر في تقديم عروض التمديد للاعبيها، وفي ظل تبقي 3 أعوام على نهاية عقد رونالدو فإن انتظار إدارة الريال حتى نهاية الموسم لتقديم عرض التمديد له يعد أمراً منطقياً للغاية خصوصاً أن المسألة تتعلق بتحسين أجره السنوي فقط، ولا تتعلق بحاجة النادي لتمديد عقده بسبب تبقي 3 أعوام على نهايته كما أسلفنا الذكر.

    Cristiano-Ronaldo-207410147

    هذه المعادلة جعلت رونالدو في نظر الصحفيين كمن يبحث عن مصلحته الخاصة، ورغم توافق مصلحته الخاصة بالنهاية مع عرض ريال مدريد إلا أنه آثر الرحيل، مما يضع علامات استفهام حول حقيقة رحيله بسبب سوء معاملة إدارة الريال له.

    بعض الأقاويل في إسبانيا تتردد حول نية رونالدو الرحيل منذ أن تمت ملاحقته ضريبياً من قبل النيابة العامة في مدريد، يقال بأن رونالدو بلغ القاضي في أول جلسة بأنه يفكر بالرحيل عن إسبانيا مدعياً بأنه لن تتم معاملته بهذه الطريقة في دولة أخرى.

    رحيل رونالدو عن ريال مدريد بسبب ملاحقته ضريبياً أمر وارد جداً في ظل نيله في يوفنتوس 30 مليون يورو خالية من الضرائب، وهو نفس المبلغ الذي قال برنامج خوجونيس أن الريال عرضه عليه لتمديد عقده.

    المشكلة هنا أن كريستيانو رفض الإفصاح عن سبب الرحيل، ليخلق الانطباع لدى جماهير كرة  القدم بأنه غادر كون النادي الملكي لم يكافئ نجمه ولم يحترمه كما يجب، وبما أنها ليست الحقيقة الكاملة فإن شعبية البرتغالي انخفضت بشكل واضح داخل العاصمة جراء ذلك.

    رونالدو يرفض إقامة حفل لتوديع جماهير ريال مدريد

    الريال حاول جاهداً جعل رحيل رونالدو يليق بمكانته داخل النادي، لكن يبدو أن البرتغالي كان متمسكاً بفكرة حزم حقائبه بدون “شو” لتكريس مفهوم أنه تعرض للظلم ودُفع للرحيل عن النادي.

    هذه الفكرة نستنتجها من رفض ريال مدريد القبول بصفقة انتقال رونالدو إلى يوفنتوس إلا في حال أعلن في بيان رسمي بأنه قرر الرحيل عن النادي بنفسه، وهو ما كان يرفض البرتغالي فعله رغم أنه بالفعل من طلب الرحيل ورفض القبول بعرض الإدارة لتمديد عقده.

    رونالدو رضخ بالنهاية وأصدر بياناً يعلن من خلاله رغبته بالرحيل في يوم الإعلان عن الصفقة، لكنه رفض في ذات الوقت إقامة حفل وداعي له، أو حتى مؤتمر صحفي يشرح من خلاله ملابسات ما حصل مثلما فعل مدربه زين الدين زيدان، ليرحل عن النادي وكأنه نجم عابر وليس أسطورته وأفضل لاعب في تاريخه.

    هخحج

    تصريحات رونالدو في يوم تقديمه في يوفنتوس

    التعاطف جماهيرياً مع رونالدو داخل العاصمة مدريد أو خارجها بقي في أوجه رغم كل ما تم ذكره سابقاً، فحالة الاستياء شملت الصحافة والإدارة وبعض زملائه حتى يوم تقديمه في يوفنتوس، لكن بعد ذلك انفجرت حالة الجفاء الجماهيري معه.

    كريستيانو لم يكن موفقاً في المؤتمر الصحفي حيث ركز على إظهار سعادته بالانتقال إلى يوفنتوس حتى حينما طلب منه صديقة الصحفي أجيري قول كلمة وداعية لجماهير ريال مدريد التي تبكي على رحيله.

    رد رونالدو كان صادماً للعشاق، فبدلاً من قول أي كلمة إيجابية لجماهير ريال مدريد أو للنادي ككيان، أصر على تكرار نفس الجمل حول سعادته بالانتقال إلى يوفنتوس وسعادته بخوض هذا التحدي الجديد في مسيرته، كما صرح بأنه لا يوجد أحد يبكي على فراقه.

    رغم غضب الجماهير من تصريحاته، إلا أنني في هذا الجانب أجد نفسي متعاطفاً مع رونالدو، ليس دفاعاً عنه بل بحثاً عن المنطق والحقيقة، فلا يوجد لاعب قادر على الحديث عن ناديه السابق وإظهار حزنه بالرحيل عنه في يوم تقديمه كنجم لناديه الجديد خصوصاً إن كان أغلى صفقة في تاريخ هذا النادي، كريستيانو كان في موقف محرج ويبدو أنه لم يتوقع هذا السؤال من صديقه فأتى رده متمحوراً حول نفس الفكرة التي يفترض أن لا يخرج اللاعب المحترف عنها (إظهار سعادته بالانتقال لناديه الجديد) بدلاً من الرد بدبلوماسية وتوازن على السؤال.

    ronaldo-modric

    رونالدو يرفض حضور الحفل ومستاء من تتويج مودريتش بجائزة أفضل لاعب في أوروبا

    هي القشة التي قصمت ظهر البعير إن صح التعبير، أو فلنقل بأنه حبل الود الذي انقطع بين جماهير ريال مدريد والكثير من الصحفيين في العاصمة مدريد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، فلم يتخيل أحد بأن يكون رد فعل كريستيانو بهذه الطريقة على تتويج صديقه وزميله واحد رفقائه بالنجاح والمجد بجائزة أفضل لاعب في أوروبا.

    رونالدو رفض حضور الحفل الذي يقيمه اليويفا بعد أن علم بتتويج لوكا مودريتش بالجائزة، وحينما تم سؤال المقربين منه عن السبب صرح جميعهم حول استيائه من عدم فوزه بالجائزة وشعوره بالظلم نتيجة ذلك، وما سكب الزيت على النار هو تصريحات وكيل أعماله وشقيقته اللذان سخرا بشكل غير مباشر من الكرواتي بعد نيله الجائزة بشكل رسمي.

    رونالدو نسي حينها بأن من توج بالجائزة هو صديقه وزميله السابق، كما نسي أنه لوكا مودريتش الذي تعشقه الجماهير ويمجده الصحفيون بل ويثني على أداؤه المنافسون أيضاً، لذلك فإن كريستيانو اختار أن يكون أنانياً في وقت كان الجميع في سعيد لمكافأة لوكا على مسيرته.

     مودريتش حاول التخفيف من حالة الاستياء من تصرف رونالدو بالإفصاح عن أنه تلقى مكالمة هاتفية من البرتغالي لتهنئته بالجائزة عقب التتويج فيها، رغم ذلك فإن الانطباع الأولي لدى الجميع من الصعب محوه بسهولة.

    تصرفات رونالدو الآنفة الذكر هي من ساهمت في تراجع حالة الحب والعشق الذي كان يلقاه من جماهير ريال مدريد والصحف الموالية للنادي، لكن هذا لا يعني بأن موجة الغضب هذه ستستمر للأبد، فالعشاق حينما يغضبون فإنهم يدخلون في حالة صراع عاطفي متقلبة المشاعر، قبل أن تستقر مشاعرهم لتعود لحالتها الطبيعية، وما يجمع بين رونالدو وريال مدريد هو حالة عشق من الصعب إنكارها.