موقع سبورت 360 – عادةً ما يفاجئ نادي ريال مدريد في كل صيف جماهيره بصفقات وازنة، لكن ما حدث في الانتقالات الصيفية المنقضية كان بمثابتة الصدمة التي لم يكن يتخيلها أشد المتشائمين، خاصة بعد تتويج الفريق باللقب الثالث على التوالي في مسابقة دوري أبطال أوروبا.. رحيل زين الدين زيدان كان الصفعة الأولى التي تلقتها جماهير سانتياجو بيرنابيو، قبل أن يأتي انتقال كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس ليزيد من وطأتهم ويقض مضجعهم، ويجعل طعم الـ13 مراً كالعقلم.

بشكل عام، قام ريال مدريد بالتعاقد مع أربعة لاعبين، ويتعلق الأمر بالبرازيلي فينيسيوس جونيور وألفارو أودريوزولا وتيبو كورتوا وماريانو دياز، بينما قامت الإدارة الملكية بتسريح العديد من العناصر التي لم تحظَ بثقة جولين لوبيتيجي، على غرار أشرف حكيمي وبورخا مايورال، وبالإضافة إلى ذلك، فقد قام النادي المدريدي ببيع كريستيانو رونالدو بمبلغ 100 مليون يورو، بسبب بعض المشاكل التي طبعت علاقة صاروخ ماديرا بالرئيس الملكي، فلورنتينو بيريز.

وفي هذا الموضوع، سنلقي الضوء على ميركاتو ريال مدريد، حيث سنقوم بتقييم شامل للقادمين والمغادرين:

تقييم التعاقدات:

لم يكن ريال مدريد بالنشاط الكافي في سوق الانتقالات الصيفية المنقضية، لكنه حاول سد بعض الثغرات التي عانى منها في الموسم الماضي وهي الثغرات التي لم تكن بشكل واضح في التشكيلة الأساسية قدر ما هي في الذخيرة البشرية من البدلاء القادرين على الأداء بنفس قوة وجودة الأساسيين، خاصة وأن النادي لم يتحرك بشكل جدي لملء الفراغ التي سيخلفه رحيل رونالدو.. لكن دعونا نتعرف على انتدابات ريال مدريد وتقييمها بشكل مقتضب:

تيبو كورتوا: حامي عرين منتخب بلجيكا، جاء ليزيد المنافسة على المركز الأساسي في حراسة مرمى ريال مدريد اشتعالاً، وقد يكون سبباً في رحيل كيلور نافاس في المستقبل القريب.. صفقة ليست ذات ضرورة قصوى في نظري، لكنه وبمستواه في كأس العالم، فهو حارس يسد حاجيات الفريق في الخط الخلفي وسيكون قادراً على منح زملائه في الدفاع، الثقة التي لم يجدوها يوماً في الحارس الكوستاريكي.

ألفارو أودريوزولا: حسم ريال مدريد مُنذ نهاية كأس العالم تعاقده مع الظهير الإسباني المتألق ألفارو أودريوزولا الذي يُعد أحد أميز الأظهرة اليمنى في الليجا خلال الموسم المنصرم.. اللاعب الشاب يعتبر ظهيراً عصرياً، جيد دفاعياً ومميز في الشق الهجومي، فهو لا يتردد في التقدم إلى الأمام ومد زملائه داخل منطقة الجزاء بعرضيات رائعة.. وفي ظل الإصابات التي يتعرض لها داني كارفاخال، فإن هذه الصفقة ستكون من دون شك إضافة جيدة للفريق الملكي.

ماريانو دياز: تطور مستواه بشكل ملحوظ في الموسم المنصرم مع ليون عندما بات يلعب باستمرار بدون الجلوس على دكة البدلاء لفترة طويلة.. لكن هذه المرة، عليه أن يبرهن عن قدراته، خاصة وأنه يرتدي قميص كريستيانو رونالدو، ما يعني أن المسؤولية الملقاة على عاتقه ستكون كبيرة وكبيرة جداً.

فينيسيوس جونيور: وقع النادي الملكي في حب فينيسيوس جونيور بعد المستويات المتميزة جداً التي قدمها في الدوري البرازيلي، لتوقع معه إدارة الفريق الأبيض بمبلغ كبير نوعاً ما، لكنه مناسب تماماً للاعب قد يكون له شأن كبير، فهو من ضمن صفقات المستقبل، وعلى الأرجح لن يكون له دوراً كبيراً مع الفريق الأول هذا الموسم، لكنه جناح سريع ومهاري ومن المتوقع أن ينجح مع ريال مدريد خلال المواسم المقبلة.

تقييم المغادرين:

تغير سياسة ريال مدريد في سوق الانتقالات لم يشمل الانتدابات فقط، بل شمل كذلك اللاعبين المغادرين، فقد أصبحنا نرى اللاعبين لا يجدون صعوبة في الرحيل عن سانتياجو بيرنابيو، كما حديث مع كريستيانو رونالدو وماتيو كوفاسيتش، علاوة على أن المواهب الشابة التي يصعب عليها إيجاد مكان في الفريق الأول أصبحت تذهب معارة إلى فرق تضمن لها مكاناً أساسياً وهو ما ما يؤمن للفريق الملكي استرجاعها جاهزة في المستقبل.. لكن دعونا نلقي نظرة سريعة على موضوع الراحلين:

كريستيانو رونالدو: في صفقة آلمت وفاجأت جميع جماهير ريال مدريد، رحل صاروخ ماديرا عن سانتياجو بيرنابيو لتنتهي أسطورة أفضل مهاجم في تاريخ النادي الملكي.. سوء علاقته مع فلورنتينو بيريز سرّع من رحيله، علماً أن النادي الملكي لم يتعاقد مع أي نجم آخر لسد الفراغ الذي سيتركه النجم البرتغالي.

ماتيو كوفاسيتش: هذه الصفقة تمت بالطريقة المثلى بالنسبة للفريق الملكي، فاللاعب عبّر علناً عن رغبته في الرحيل بعد أن عجز عن الحصول على مكان أساسي في تشكيلة بطل أوروبا، وبيريز لم يقف في طريقه، لكنه لم يتخلّ عنه سوى بنظام الإعارة حتى يتمكن من استعادته في المستقبل القريب.

ثيو هيرنانديز: لم ينجح ظهير أتلتيكو مدريد السابق في إقناع مسيري الفريق الملكي بقدرته على تقديم شيء كبير للنادي، فاللاعب الشاب لم يحصل على فرص كثيرة بداية الموسم ليُلازم مقاعد البدلاء لفترة طويلة جداً، والأسباب كانت واضحة وجلية للجميع .. هيرنانديز رحل معاراً إلى ريال سوسيداد، وهناك سيُحاول إعادة اكتشاف نفسه.

بورخا مايورال: مع قدوم ماريانو دياز، لم يتبقّ مكان للمهاجم الإسباني الشاب داخل ريال مدريد، وانتقاله كان منطقياً وضرورة ملحة، لكي يتفادى قضاء موسم أبيض.. مايورال رحل إلى ليفانتي على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد.

أشرف حكيمي: عجز اللاعب المغربي الشاب عن إيجاد مكان له في تشكيلة ريال مدريد، وخروجه معاراً كان الخيار الأمثل لجميع الأطراف خاصة وأن الفريق تعاقد مع ظهير آخر علاوة على أنه يملك داني كارفاخال.. أشرف حكيمي سيلعب معاراً في صفوف بروسيا دورتموند، ولا شك أن فرصه في المشاركة ستكون أكبر بكثير مع لوسيان فافر، الذي قرر هذا الموسم الاعتماد على اللاعبين القادمين من الدوري الإسباني مثل باكو ألكاسير أيضاً.

مارتن أوديجارد: اللاعب النرويجي الشاب رحل خلال الموسم الماضي معاراً إلى هيرينفين الهولندي، فلم يظهر بصورة تخوله العودة إلى أحضان الفريق الملكي، وذلك بعد أن عانى من كثرة الإصابات وضعف قدراته البدنية.. أوديجارد أُعير مجدداً إلى الدوري الهولندي من بوابة فيتيسه أرنهيم، حيث سيسعى للحصول على دقائق لعب أكثر من أجل إقناع لوبيتيجي بإعادته للفريق الملكي.

راؤول دي توماس: مغادرة متوقعة بالنظر إلى تواجد عدد كافٍ من المهاجمين لدى جولين لوبيتيجي.. اللاعب قدم مردوداً طيباً مع رايو فاليكانو خلال الموسم المنصرم، فكان من الطبيعي أن يعود إلى نفس الفريق على نظام الإعارة حتى يكتسب المزيد من الخبرة، ويصير مستعداً للعب في الفريق الأول.

أندريه لونين: الحارس الأوكراني جاء إلى ريال مدريد وهو يعلم تماماً أن مكانته الاحتياطية قبل الأساسية محفوفة بالضياع في ظل سعي ريال مدريد للتعاقد مع تيبو كورتوا بعد كأس العالم.. لونين لم يمضِ سوى شهرين مع ريال مدريد حتى خرج معاراً إلى ليجانيس على أمل الحصول على بعض الدقائق، ولما العودة مستقبلاً إلى الفريق الملكي من أجل منافسة كورتوا على المقعد الأساسي.

فابيو كوينتراو: تراكم الإصابات وانخفاض المستوى وعدم التزامه مع الفرق التي أُعير لها، كلها عوامل جعلت ريال مدريد يضطر لفسخ عقد فابيو كوينتراو بالتراضي وتركه يرحل مجاناً إلى الدوري البرتغال حيث سيُحاول إعادة اكتشاف نفسه في بيئة مناسبة واعتيادية.

نظرة عامة على ميركاتو ريال مدريد:

صحيح أن كونك بطلاً لدوري أبطال أوروبا هو أمر مبشر بقوة مجموعتك وتناغمها بشكل كبير، لكن في المقابل لا يجب أن تغفل عيناك عمّا يدور في الساحة الأوروبية، فالأندية العملاقة تبرم تعاقدات تلو الأخرى وتنظم صفوفها بطريقة ذكية، بل هناك ثورة حقيقية في بعض الفرق، وهي قد غيرت بشكل جدري من سياستها بدءاً بجلب مدربين محنكين، ثم تغيير الطاقم المشرف على التدريبات، وصولاً إلى جلب مواهب وأسماء ذاع صيتها.

لكن على العموم، يمكن القول إن ريال مدريد واصل على نهج السنوات القليلة الماضية، فعوض استقطاب نجوم كبيرة تفوق قيمتها 200 مليون يورو، أصبحت انتدابات فلورنتينو بيريز مُركزّة على المواهب الصاعدة بقوة والقادرة على ضمان حاضر ومستقبل الفريق الملكي.. صحيح أن الأمر فيه مغامرة كبيرة، لكنه يستحق المتابعة.

اقرأ أيضاً: سوق انتقالات نادي برشلونة .. تحليل شامل ونظرة عامة