لماذا لم يقم ريال مدريد بتعويض رونالدو في الصيف الحالي؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • حينما قرر ريال مدريد التخلي عن نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو مقابل 105 مليون يورو ظنت جماهير الريال بأن أخر أخبار ريال مدريد مقبلة على سوق انتقالات تاريخي سيعمل خلاله فلورنتينو بيريز على تدعيم صفوف الفريق بأفضل لاعبي العالم، لكن ليس هذا ما حدث على أرض الواقع.

    الأيام مرت وسوق الانتقالات أغلق أبوابه ولم يقم ريال مدريد بأي صفقة كبرى، الريال اكتفى بالتعاقد مع تيبو كورتوا في حراسة المرمى، ألفارو أودريازولا كبديل لكارفاخال، مثلما استقطب اليافع فينيسيوس جونيور، قبل أن يستعيد خدمات ماريانو دياز، لينهي النادي السوق بدون أن يعوض نجمه رونالدو بشكل فعلي.

    مسألة عدم تعويض رونالدو بلاعب من طراز “سوبر ستار” حيرت الكثيرين، فالريال عانى في الموسم الماضي رغم امتلاكه كريستيانو، فكيف يغامر بعدم تعويض نجمه الأول في السنوات الأخيرة إذاً ؟ المسألة بصراحة تعود لثلاثة أسباب، لا يوجد أي من هذه الأسباب متقدماً على الآخر، كما أنه لا يجوز فصل أي سبب عن الآخر، فهي تكمل بعضها البعض كآلية عمل واحدة جعلت الريال يتصرف بهذه الطريقة في السوق.

    Mariano (5)

    1- مثلما قالت صحيفتا ماركا وأس: لا يوجد نجوم قادرين على تعويض رونالدو ومتاحين بالسوق.

    النجوم المميزين القادرين على تعويض رونالدو هما نيمار أو مبابي من وجهة نظر فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد. كلا اللاعبين يرفض باريس التخلي عنهما، وكلا اللاعبين لا يريدان مغادرة نادي العاصمة الفرنسية، لذلك يفضل بيريز الانتظار لصيف 2019 لمحاولة التعاقد مع أحدهما على جلب هاري كين أو إيدين هازارد مقابل 200 مليون يورو.

    مسألة تعويض رونالدو لا يمكن حصرها بالتعاقد مع لاعب جديد بناءً على أدائه الفني فقط، بل بمدى قدرة النادي على الاستفادة من صورة اللاعب الجديد ونجوميته لاستعادة المبلغ المدفوع فيه عبر الإعلانات وحقق بيع الصورة والصفقات التي سيبرمها النادي من خلال الاعتماد على نجوميته وشعبيته، بل وتوفير الأجر المدفوع له من خلال ذلك أيضاً، وهو بالضبط ما كان يحصل مع رونالدو.

    لذلك إن كان هاري كين قادراً على تعويض رونالدو على صعيد الأهداف، فإنه لن يكون كذلك على الصعيد الاقتصادي لاستعادة مبلغ 200 مليون يورو بالإضافة لأجره السنوي، وكذلك الأمر بالنسبة لبقية اللاعبين الذين تم تداول أسمائهم من قبل الصحف، على عكس نيمار الذي يمثل قيمة اقتصادية كبيرة، أو مبابي الذي ما زال يافعاً وبإمكان النادي جعله نجم شباك التذاكر الأول في عالم كرة القدم معتمدين على قدراته الفنية المميزة والقابلة للتطور.

    14962532030614

    2- الانشغال بتطوير ملعب سانتياجو برنابيو

    ريال مدريد قرر البدء ببناء ملعبه الجديد والذي سيشمل على عدد إضافي للمقاعد وفندق ومتجر للتسوق. تكلفة المشروع ستصل إلى 400 مليون يورو والنادي سيمول جزءاً كبيراً من الأموال عبر وضع اسم الراعي بجانب اسم الملعب. رغم ذلك سيميل ريال مدريد أكثر لادخار أمواله حتى يغطي جزءاً من قيمة المشروع لكي لا يتورط في سداد ديون أكبر طويلة الأجل مما يؤثر على قدرات النادي اقتصادياً. حدث ذلك مع الأندية التي طورت ملاعبها مثل بايرن ميونخ، آرسنال، يوفنتوس، وحالياً توتنهام.

    وربما يتساءل الكثيرون، لماذا برشلونة لم يقلل إنفاقه في السوق في ظل تطوير ملعبه هو الآخر؟ في الحقيقة المسألة تعود إلى بيع نيمار دا سيلفا مقابل 222 مليون يورو العام الماضي، بالإضافة طبعاً إلى اختلاف ظروف الناديين، فكما قلنا بالبداية بأن العوامل الثلاثة تتشابك فيما بينها لتكوين الصورة الكلية حول ريال مدريد، وهو ما يقودنا للسبب الثالث. لا ننسى بأن برشلونة لم ينفق سوى 125 مليون يورو هو الآخر، أي أنه لم يبرم صفقات قياسية كما يظن البعض.

    F6D3F2A3-13ED-4725-86B2-791608D633C1

    3- ريال مدريد يفكر بتجديد صفقات الرعاية قبل التوجه لضم نجم سوبر

    حتى نفهم العلاقة فيجب الإشارة إلى أن مانشستر يونايتد تعاقد مع بول بوجبا بمبلغ ضخم بالاتفاق مع أديداس التي تدخلت بشكل مباشر في الصفقة بعد أن قدمت صفقة رعاية ضخمة للنادي مقابل 90 مليون يورو سنوياً، أديداس أرادت وجه إعلامي يكون واجهة لها في صفقتها الجديدة. هذا أيضاً فعله برشلونة بعد نجاحه في عقد صفقة الرعاية الضخمة مع راكوتين، حيث اتجه للتعاقد مع نجوم بارزين مثل ماركو فيراتي لكنه فشل في مسعاه ليتجه صوب فيليب كوتينيو وعثمان ديمبيلي.

    صفقات الرعاية تؤثر بشكل مباشر في تحرك النادي بالسوق لسببين، أولاً الشركة الراعية أحياناً تساهم في اختيار الواجهة الإعلامية الجديدة لها في النادي الذي تقوم برعايته إن كان المبلغ المنفق ضخماً، وثانياً الأندية تلجأ لاستخدام ورقة التعاقدات الجديدة للتفاوض على مبلغ أعلى مع الشركات الراعية، بحيث تطلب منها زيادة المبلغ المعروض في الصفقة لتمويل الصفقات التي ينوي النادي إبرامها، أو تطلب منها تقديم عرضاً أفضل بحجة نية النادي جلب نجوم جدد يساهمون في زيادة أرباح الشركة الراعية.

    لا ننسى أن ريال مدريد كان دائماً يجلب نجوم من أعلى طراز بعد صفقات الرعاية الضخمة. فبعد التعاقد مع سيمينز مقابل مبلغ قياسي (17 مليون يورو سنوياً) عام 2002 قام بيريز على الفور بجلب  البرازيلي رونالدو، ثم ديفيد بيكهام، ثم مايكل أوين. وحينما مدد عقده مع أديداس مقابل 32 مليون يورو سنوياً نهاية عام 2012 ثم تعاقد مع طيران الإمارات في صفقة قياسية مقابل 30 مليون يورو عام 2013، قام بضم جاريث بيل كأغلى صفقة في العالم، ثم ضم خاميس رودريجيز وتوني كروس.

    ومن المتوقع أن يمدد ريال مدريد عقده مع طيران الإمارات في صفقة قياسية مقابل 70 مليون يورو سنوياً وسوف يتم الإعلان عن الصفقة قريباً، كما من المتوقع أن يمدد تعاقده مع أديداس في صفقة قياسية مقابل 105 مليون يورو (بعض المصادر تقدر الصفقة بقيمة 150 مليون يورو سنوياً)، كل هذا من المفترض أن يحدث خلال موسم 18\2019، لذلك من المفترض أن يبرم النادي صفقات ضخمة صيف 2019.