واصل ريال مدريد انطلاقته المميزة في بطولة الدوري الإسباني، بتغلبه على ضيفه ليجانيس، بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، في اللقاء الذي احتضنه ملعب سانتياجو بيرنابيو مساء اليوم السبت، ضمن فعاليات الجولة الثالثة من مسابقة الليجا المحلية.

وإليكم ما خرجنا به من ملاحظات في هذا اللقاء..

قدّم ريال مدريد مباراة مُحترمة كان متفوقاً في جل أطوارها، حيث بدا أن اللاعبين بدؤوا يستوعبون أكثر خطط جولين لوبيتيجي وهو ما انعكس على انتشارهم على أرضية الميدان وعلى تحركات اللاعبين، لكن في المقابل، عانى الفريق الملكي من بعض الشوائب خاصة بعد هدف جاريث بيل، الأمر الذي جعل ليجانيس يتقدم للأمام ويسجل هدف التعادل عن طريق ضربة جزاء.

ريال مدريد اتسم ببطء شديد في تحضير الهجمات خلال النصف الأول من المباراة، وربما ذلك راجع شيئاً ما إلى رغبة الفريق الملكي في اقتناص النقاط الثلاث بأقل مجهود ممكن، وهو ما يفسر ظهور نوع من التراخي خاصة بعد هدف جاريث بيل.. أما السبب الذي أرجحه شخصياً، فهو غياب الحلول في الثلث الهجومي ما جعل ريال مدريد عاجزاً عن مغالطة التكتل الدفاعي للفريق الضيف والذي كان يُدافع برباعي ثابت داخل منطقة الجزاء وستة لاعبين حولهم.

هناك سبب ثانٍ وهو القصور الهجومي التي اتصف به لاعبو خط الوسط.. تمركز مودريتش وكروس المتأخر نسبياً كان يجعل ريال مدريد دون حلقة وصل بين الخطوط، فكان الفريق يضطر للقيام بتمريرات طويلة تنتهي في غالب الأحيان عند دفاع أصحاب الأرض، باستثناء تلك التي أرسلها راموس إلى كارفاخال وجاء منها هدف جاريث بيل.

أما السبب الثالث، فهو التسرع الكبير الذي شاب أداء ريال مدريد، فالفريق لم يتحلّ بالصبر الكافي من أجل خلخلة دفاع ليجانيس عن طريق الهجمات المنظمة.. الفريق الضيف كان منتشراً بشكل جيد، وهو ما جعل مهمة رفاق بيل في الوصول للمرمى معقدة نوعاً ما، لكن رجال لوبيتيجي سقطوا في فخ التسرع والرغبة في القيام بالتمريرات الحاسمة بأسرع وقت ممكن، فارتكبوا تمريرات خاطئة، كما أن جل تحركاتهم كانت مقروءة بالنسبة لمُدافعي الفريق الخصم.

الشوط الثاني عرف معطيات جديدة، فقد قام ريال مدريد بتسريع رتم المباراة من خلال نقل الكرة وتحويل مسارها بشكل مفاجئ من اتجاه للآخر، بالإضافة إلى حلول التسديد من بعيد، وهو أمر لم يقم به الفريق أبداً في الشوط الأول من المُباراة خاصة وأنه كان يعتمد على العرضيات في جل هجماته في الوقت الذي كانت فيه الزيادة العددية داخل منطقة الجزاء، غائبة تماماً.

الرفع من نسق ريال مدريد صعّب المهام الدفاعية للفريق الضيف كثيراً، وقلل من حظوظهم في منع مهاجمي الفريق الملكي للتوغل إلى منطقة الجزاء وأيضاً عطل هجماتهم المرتدة خاصة وأنهم كانوا مُطالبين بالجري وراء الكرة بشكل أكبر وبالتالي فقدان الكثير من طراوتهم البدنية وعدم القدرة على مجاراة أصحاب الأرض.

البداية القوية التي بصم عليها ريال مدريد في الشوط الثاني، كانت وراءها عوامل أخرى غير التي ذكرناها في الفقرتين السابقتين، فقد تحسن أداء الثنائي لوكا مودريتش وتوني كروس الأمر الذي مكنهما من التقدم للأمام وإعطاء حلول إضافية لفريقهما، وهو ما ظهر جلياً في الهدف الثالث الذي سجله كريم بنزيما، علاوة على الاخترقات المميزة التي قام بها ماركو أسينيسيو وهي أمور غابت عن ريال مدريد في الشوط الأول كما أشرنا إلى ذلك سابقاً.

وكنقطة نهاية، أعتقد أن غياب إيسكو عن التشكيل الأساسي مبرر ومفهوم، إذ إن أسينسيو يتفوق عليه بوضوح في الشق الهجومي، خاصة في التمركز خارج منطقة الجزاء والتسديد وتذويب الكتل الدفاعية للخصوم، كما أنه يتعامل بشكل أفضل مع دور صلة الوصل بين الوسط والهجوم فيما يُعتبر لاعب ملقا السابق، بطيئاً في الربط بين الخطوط ولا يظهر سوى في المباريات التي تكون فيها المساحات شاسعة.