هل هازارد قادر على تعويض رونالدو في ريال مدريد ؟

رامي جرادات 18:56 22/07/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • من الواضح أن جماهير ريال مدريد غير راضية عن تعويض كريستيانو رونالدو بالتعاقد مع إدين هازارد نجم تشيلسي، فهم يروا أن الدون لا يمكن تعويضه بنجم واحد فقط من الطراز الرفيع ولا بد من إبرام أكثر من صفقة كبيرة.

    وبحسب المؤشرات الحالية، فإن ريال مدريد لن يتعاقد مع كيليان مبابي ونيمار، حيث أكد كلاهما البقاء في باريس سان جيرمان، ولم يعد هناك سوى التوقيع مع إدين هازارد الذي ألمح في أكثر من مناسبة لرغبته بالرحيل عن تشيلسي، بينما لا توجد العديد من المصادر التي تتحدث عن رغبة النادي الملكي بالتعاقد مع رأس حربة صريح مثل ماورو إيكاردي أو هاري كين أو حتى روبرت ليفاندوفسكي.

    المعطيات الحالية تقول أن هازارد هو بديل رونالدو الوحيد في ريال مدريد، ولن يكون هناك نجم آخر، وهذا ما أثار قلق جماهير ريال مدريد التي ترى أن النجم البلجيكي لاعب رائع، لكن لا يمكنه تعويض الدون كونه ليس هدافاً.

    ونحن بدورنا في موقع سبورت 360 سوف نحاول تحليل مسألة تعويض رونالدو بهازارد، فهل يمكنه ذلك أم أن ريال مدريد سيتراجع في الموسم القادم ؟

    لا يمكن القياس على عدد الأهداف

    مقارنة عدد أهداف رونالدو بهازارد أمر غير منصف أبداً بالنسبة لنجم تشيلسي، وذلك يعود لاختلاف الفريقين اللذان يلعبان بهما، فأولاً زملاء هازارد ليسوا بقوة لاعبي ريال مدريد، وثانياً أن عدد أهداف الريال يفوق بكثير عدد أهداف البلوز، ثالثاً أن هازارد دائماً ما يلعب مع رأس حربة صريح على عكس رونالدو الذي كان يلعب برفقة كريم بنزيما المعروف عنه بأن وظيفته الأساسية هي خدمة الفريق وليس التسجيل، أما السبب الرابع يتلخص في أن رونالدو أقرب إلى المرمى من هازارد، فحتى عندما كان صاروخ ماديرا يلعب كجناح أيسر كان يدخل إلى العمق كثيراً ويتحول إلى مهاجم.

    لو كان لا بد لنا من مقارنة هازارد برونالدو، فيجب أن تتم المقارنة عندما كان صاروخ ماديرا في مانشستر يونايتد وليس عندما انتقل إلى ريال مدريد، فالظروف حينها ستكون متشابهة إلى حد كبير.

    هازارد سجل 89 هدف مع تشيلسي خلال 6 سنوات خاض خلالها 300 مباراة في مختلف البطولات،  بينما سجل رونالدو 118 هدف في نفس المدة رفقة مانشستر يونايتد، ورغم أن الأخير يتفوق بـ27 هدف، لكن هذا الفارق ليس كبيراً، خصوصاً مع الأخذ بعين الاعتبار أن تشيلسي فريق دفاعي بالأساس ومانشستر يونايتد كان فريقاً هجومياً في عهد رونالدو.

    هل يمكن تحويل هازارد إلى رونالدو ؟

    بمجرد وصول هازارد إلى ريال مدريد سيحصل على عدة مزايا أهمها أنه سيلعب في فريق يصنع ضعف الفرص التي يصنعها تشيلسي في كل مباراة، والميزة الأخرى انه سيلعب بجوار لاعبين أفضل من حيث الجودة في جميع الخطوط، كما أن أدواره الدفاعية ستكون أقل بكثير من الأدوار التي كان يقوم بها مع الفريق اللندني أو حتى مع منتخب بلجيكا، فكل هذا من شأنه أن يساعده على رفع معدله التهديفي.

    كما يمكن أن يعدل جولين لوبيتيجي دور هازارد في الملعب ويجعله أكثر قرباً من المرمى، ليس كمهاجم صريح أو مهاجم وهمي، بل كجناح هجومي بحت مثل نيمار في باريس سان جيرمان أو رونالدو في مواسمه الأولى في ريال مدريد، حيث أن النجم البلجيكي أشبه بجناح في خط الوسط مع تشيلسي باستثناء الموسم الأخير ربما والذي سجل فيه 17 هدف.

    أمور تنقص هازارد لكنها ليست مشكلة

    ما كان يميز رونالدو أنه لاعب متكامل من الناحية التهديفية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو قادر على التسجيل من أي وضعية، وفي أي ظرف، ومن أي موقف، بينما لا يملك هازارد هذه الصفات، فأسلوبه بالتسجيل مختلف تماماً عن الدون.

    على سبيل المثال، هازارد لا يمكنه الارتقاء بين مدافعين ووضع الكرة بالشباك، ولا يمكنه أيضاً التسديد من مسافات بعيدة إلا في حالات نادرة، كما أنه غير متخصص بتنفيذ الركلات الحرة، وهذا يجعل البعض يشكك بقدرته على الاقتراب من معدل رونالدو التهديفي في الموسم الذي يبلغ 50 هدف.

    لكن في الواقع هذه لن تكون مشكلة كبيرة، فبإمكان هازارد تسجيل عدد كبير من الأهداف بطريقته الخاصة، فهناك ليونيل ميسي على سبيل المثال نادراً ما يسجل بالرأس، ولم يكن بارعاً في البداية بتنفيذ الركلات الحرة ولا حتى بالتسديد من مسافات بعيدة، ورغم ذلك كان يحقق أعداد مجنونة تهديفياً في كل موسم.

    الشيء الحقيقي الذي ينقص هازارد

    في الحقيقة لا ينقص هازارد وحده، بل ينقص جميع لاعبي العالم، فما يميز رونالدو وميسي على بقية اللاعبين العقلية التي يتمتعان بها بعيداً عن فكرة الاستعداد البدني والموهبة، فهذان اللاعبان لا يرضيان بأن يتفوق عليهما أحد ويحاولان بشكل مستمر التطور والتفوق على أنفسهما قبل الآخرين.

    هذه العقلية كانت غائبة عن هازارد طوال فترة تواجده في تشيلسي، ورغم أن التواجد في ريال مدريد قد يغير منظوره في كرة القدم، إلا أن هذا الفكر يكون متأصل بشخصية اللاعب ومن الصعب اكتسابه بعد بلوغ 27 عام، أو على الأقل لا يمكن الوصول للعقلية المثالية التي يتحلى بها الدون والبرغوث في هذا السن.

    بالنهاية .. من قال أن هازارد مطالباً بتسجيل 50 هدف !

    التقارير الرقمية التي تنشرها وسائل الإعلام تكون خادعة ومضللة للمتابعين، فمثلاً صحيفة موندو ديبورتيفو ادعت اليوم أن ريال مدريد لن يتمكن من منافسة برشلونة لأنه سيخسر 50 هدف في الموسم على اعتبار أن رونالدو لم يعد موجوداً بالفريق، وهو ما أشارت إليه صحيفتي آس وماركا بالعديد من التقارير لكن بأسلوب مختلف.

    وهنا يجب أن نطرح سؤالاً مهماً، هل ريال مدريد سيلعب بـ10 لاعبين في الموسم القادم ؟ بالتأكيد لا، سيكون هناك لاعباً آخر بدلاً من رونالدو سواء أكان هازارد أو لاعب آخر، وإن حافظ الفريق على مستواه في السنوات الماضية فسيبقى يصنع نفس عدد الفرص، وإن لم يكن هناك الدون لوضع الكرة بالشباك سيتواجد لاعب آخر.

    ربما يقل بالفعل عدد أهداف ريال مدريد بعد رحيل رونالدو، لكن ليس بفارق 50 هداف كما تدعي التقارير الصحفية لأن هذه الأهداف سوف تتوزع على بقية اللاعبين، والدليل أن الفريق كان يسجل عدد كبير من الأهداف في المباريات التي يغيب فيها صاروخ ماديرا، فالقوة الهجومية التي يتمتع به النادي الملكي لا تقتصر على رونالدو ولا غيره، فهي فلسفة نادي بدأت منذ أكثر من قرن، وبما أن هناك جودة بالأفراد فلن تتوقف أبداً، فحتى مع جوزيه مورينيو المعروف أنه مدرب دفاعي كان يخرج الفريق في كل موسم بعدد هائل من الأهداف، بل أنه يفوق عدد الأهداف التي سجلها الفريق في عهد زين الدين زيدان.