أعلن نادي ريال مدريد الإسباني، تعاقده مع جولين لوبيتيجي كمدرب جديد للفريق الملكي لخلافة الفرنسي زين الدين زيدان، وذلك بعد أن وقع اختيار الإدارة الرياضية للنادي على مواصفاته التي يبدو وأنها تتماشى مع مُتطلبات الفريق المدريدي في الفترة المقبلة.

هذا الخيار رغم أنه لم يُقنع جزءاً لا بأس به من جماهير ريال مدريد، التي كانت تطالب بالتعاقد مع ماوريسيو بوتشيتينو، إلا أنه يبقى مبنياً على مجموعة من الأسس المعقولة التي تجعل منه أحد المرشحين الجيدين جداً للتكفل بالإدارة الفنية للنادي الملكي والتي عرفت نجاحات كثيرة منذ قدوم زين الدين زيدان، الذي قرر الخروج من الباب الكبير بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثه على التوالي.

ويستعرض لكم موقع سبورت 360 عربية، أبرز الأسباب التي دفعت ريال مدريد للتعاقد مع جولين لوبيتيجي كمدرب جديد للفريق الملكي:

فرض الإيقاع:

خلال مسيرته الاحترافية التي دامت 19 عاماً كحارس مرمى في صفوف الأندية الأسبانية، تألق لوبيتيجي في لوجرونيس ورايو فاييكانو، كما أمضى ثلاثة مواسم في برشلونة، حيث لعب 5 مباريات فقط، وخاض لقاءً وحيداً مع منتخب الكبار واستدعاه خافيير كليمينتي كحارس ثالث في نهائيات كأس العالم الولايات المتحدة 1994.

وبعد ظهوره الأول كمدرب في عام 2003 على مقاعد بدلاء رايو فاليكانو الذي شهد اعتزاله كلاعب، أشرف على تدريب ريال مدريد كاستيا وفي عام 2010 انتقل لتدريب الفئات العمرية في الاتحاد الأسباني، وطوال هذه الرحلة رافقت لوبيتيجي عبارة واحدة: “فرض إيقاع اللعب” في جميع المباريات، وفتحت له هذه القناعة أبواب نادي بورتو في منتصف عام 2014 بهدف صقل إحدى المجموعات الأصغر سناً والأكثر موهبة في تاريخ النادي البرتغالي.

وسيكون المدرب الإسباني مطالباً بفرض إيقاع اللعب أيضاً في ريال مدريد، حيث يتمتع الفريق الملكي حالياً بجيل رائع وتاريخي يضم كوكبة من النجوم الذين بإمكانهم السيطرة والتحكم في أطوار جميع المباريات الممكنة.

الحفاظ على الإرث:

من مميزات ذي الـ51 أنه عادة ما يأخذ الأمور الإيجابية من المُدربين الذين يخلفهم، ويحاول تطوير نقاط قوتهم، وهو أمر لا يقوم به كثيرون من المدربين الذي يهدمون كل العمل السابق ويبدؤون البناء من جديد.. لوبيتيجي مثلاً استفاد كثيراً من عمل فيسينتي ديل بوسكي في المنتخب الإسباني، واحتفظ بنقطة الاستحواذ، لكنه أضفى التوازن اللازم على خط الوسط، وأدخل بعض الأمور التي تتناسب مع لاعبي لاروخا، واعتمد في بعض المباريات على تكتيك “المهاجم الوهمي”.

الألقاب والإستمرارية:

في فترة قيادته الفئات العمرية الإسبانية، بصم لوبيتيجي على أحد الفصول الأكثر نجاحاً، إذ قاد لاروخا للتربع على عرش أوروبا في فئة تحت 19 سنة عام 2012، كما فاز بلقب بطولة أوروبا تحت 21 سنة عام 2013، حيث تألق لاعبون أمثال ألفارو موراتا (أفضل هداف) وتياجو ألكانتارا (أفضل لاعب).

وبالإضافة إلى ذلك، قاد المدرب المذكور منتخب إسبانيا الشاب في كأس العالم تحت 20 سنة في كل من كولومبيا 2011 وتركيا 2013.. وفي الأولى، تأهل إلى الدور ربع النهائي، حيث قضت البرازيل بقيادة أوسكار وكوتينيو بركلات الترجيح على أحلام الأسبان، وبعد ذلك بعامين، وبثوب أبطال أوروبا، سقطوا مرة أخرى في الدور ربع النهائي أمام أوروجواي في الشوطين الإضافيين.

القدرة على تطوير الشباب:

واحدة من أكبر النقاط البارزة في السيرة الذاتية لجولين لوبيتيجي هي قدرته على تطوير الشباب والحصول على أفضل النتائج منهم على مر الزمن.. في ريال مدريد سيحصل على الفرصة لتدريب بعض أفضل اللاعبين الشباب في العالم.

لاعبون أمثال داني سيبايوس، ثيو هرنانديز، أشرف حكيمي، ماركوس يورينتي، بورخا مايورال كلهم مواهب تحتاج لمدرب مثل لوبيتيجي، الذي نجح في هذه المهمة مع فريق بورتو حين قدم للعالم العديد من اللاعبين المميزين.

شخصية غير صدامية:

أبرز السمات في شخصية لوبيتيجي أنه مدرب غير صدامي مع لاعبيه، ودائماً ما يكسب احترامهم وحبهم، وهذه السمة كانت مميزة في زيدان أيضاً، وهذا أمر مهم لإيجاد الاستقرار في غرفة خلع ملابس ريال مدريد.

وعانى ريال مدريد مؤخراً قبل زيدان من وجود صدامات ومشاحنات بين المدربين وبعض النجوم وعلى رأسهم رونالدو وأيضاً في مواجهة وسائل الإعلام، لكن شخصية لاعب برشلونة السابق توفر الاستقرار الذي يُريده الفريق الملكي.

بيليه ملك بطولة كأس العالم .. فيديو