يزداد الحديث كل عام عن خليفة كريستيانو رونالدو في ريال مدريد، اللاعب الذي سيعوض النجم البرتغالي في قادم السنوات، لكن يتضح كل موسم بأن الوقت ما زال مبكراً على رحيله ما دام يسجل عدد هائل من الأهداف لصالح الفريق في مختلف البطولات.
في ذات الوقت فإن ريال مدريد لا يستطيع الاستمرار على هذا المنوال، الاعتماد بشكل كلي على أهداف رونالدو أمر لم يكن في صالح الفريق خلال الموسم الحالي وكلفه خسارة لقب الدوري الإسباني لأن البرتغالي لم يكن في قمة مستواه خلال مرحلة الذهاب.
لذلك يجب على ريال مدريد أن يبحث عن معاون لرونالدو ومكمل له في أرض الملعب، نجم قادر على أخذ الأمور على عاتقه تهديفياً وهجومياً حينما لا يكون البرتغالي في أفضل حالاته، وهو دور أخفق جاريث بيل وكريم بنزيما في تقديمه.
المهاجم الفرنسي قيل أنه كان قريباً من ريال مدريد في صيف 2017، لكنه فضل في نهاية المطاف الانتقال إلى باريس سان جيرمان بسبب عدم حصوله على ضمانات كافية للعب أساسياً في الريال.
مبابي من اللاعبين الشبان مما يجعله مرناً للعب بجانب رونالدو والاستفادة منه خصوصاً أن البرتغالي يعد قدوته في الملاعب. وما يعزز هذه الفكرة أن كيليان استطاع اللعب بجانب رأسي حربة تقليديين في موناكو وباريس بدون أية مشاكل، أولاً فالكاو ثم كافاني، وذلك بسبب قدرته على اللعب في أكثر من مركز في خط الهجوم عطفاً على سرعته وتميزه بمواجهات رجل لرجل.
مشكلة التعاقد معه تكمن في أمرين، باريس لن يسمح للريال بالحصول على خدماته، ثم أن سعره سيبلغ 180 مليون يورو على الأقل.
يطمح النجم الأرجنتيني بأن يتقدم خطوة إضافية في مسيرته الاحترافية للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية، وهو أمر يراه البعض يعيق عملية انسجامه بجانب رونالدو في حال انتقل إلى ريال مدريد.
لكن الحقيقة ليست كذلك، رونالدو يعيش آخر سنواته في عالم الاحتراف، وربما لن يستطيع المواصلة في الريال لما بعد سن 35 عام، وحينها يكون باولو في سن مثالي للمنافسة على الكرة الذهبية إن امتلك القدرة لفعل ذلك.
من الناحية التكتيكية فيتميز باولو بقدرته على اللعب بجانب رأس الحربة، أو خلفه، أو على أحد الجناحين بشكل جيد ومناسب، وهو ما أثبته في يوفنتوس حيث يتواجد بجانب جونزالو هيجواين بدون أية مشاكل، ودون أي يعيق أياً منهما الآخر عن تسجيل الأهداف وتهديد المرمى.
مشكلة التعاقد معه تكمن في سعره المرتفع، فمن المتوقع أن لا يتخلى عنه يوفنتوس بمبلغ يقل عن 150 مليون يورو.
نجم أتلتيكو مدريد الإسباني استطاع العودة لقمة مستواه خلال عام 2018، وهو ما يجعله مرشحاً بقوة للانتقال إلى أحد كبار أوروبا.
جريزمان يمتلك القدرة على اللعب كمهاجم ثاني خلف رأس الحربة، مما يمنحه فرصة اللعب بجانب كريستيانو رونالدو والتكامل معه بدون مشاكل، هذا بالضبط ما يفعله في أتلتيكو مدريد مع دييجو كوستا أو كيفين جاميرو.
جريزمان لا يبدو سعره مرتفعاً في ظل أسعار الزمن الحالي حيث تبلغ قيمة فسخ عقده 100 مليون يورو، لكن صعوبة التعاقد معه تكمن في أنه يلعب للغريم أتلتيكو مدريد الذي لن يرغب ببيع أي لاعب لريال مدريد.
ربما لا يكون في صالح النجم المصري أن يلعب بجانب رونالدو لأنه حتماً سيصبح النجم الثاني في الفريق حينها وهو شيء لا نرغب به كعشاق له، لكن في ذات الوقت لا نستطيع الحديث عن المهاجمين القادرين على اللعب بجانب البرتغالي بدون ان نذكره.
محمد صلاح يؤدي دور الجناح الهجومي الأيمن في ليفربول، أو المهاجم الثاني، أو رأس الحربة الوهمي، وبمعنى أصح هو يملك القدرة على اللعب بجانب أو خلف رونالدو بدون أن يعيق أي منهما الآخر بسبب اختلاف خصائص لعبها، فصلاح يتميز بالمراوغة والقدرة على الانطلاق بشكل قطري من الجناح الأيمن إلى عمق منطقة الجزاء، ورونالدو يتميز بقوته البدنية والقدرة على الانطلاق من الجناح الأيسر لعمق منطقة الجزاء، فيما لن يؤثر صلاح على رونالدو في استغلال الكرات الهوائية.
المشكلة في هذه الصفقة تكمن في أمرين، أولاً ليفربول لن يتخلى عن صلاح بسهولة بعد أن خسر كوتينيو لصالح برشلونة، وثانياً صلاح أصبح ماكينة أهداف ولا يقل بشيء عن رونالدو في هذا الشأن وهو أمر سيؤدي لتضارب المصالح بين اللاعبين.
من الظلم الحديث عن لاعبين من خارج ريال مدريد دون الالتفات لما يملكه النادي، أسينسيو من أبرز اللاعبين القادرين على تسجيل الأهداف بغزارة لو منح الفرصة للعب بحرية أكبر، كما أنه يبدو متفاهماً بجانب البرتغالي رونالدو وإن كان يتصف أداؤه بالفردية أحياناً.
أسينسيو يملك القدرة على اللعب كجناح هجومي أيسر، أو مهاجم ثاني، وهي ميزات تجعله يتكامل مع رونالدو سواء في الكرات العرضية، أو البينية، كما تمنح الريال تناغم جيد في خط الهجوم خصوصاً أن الكرات الهوائية ستبقى من نصيب رونالدو، وتسجيل الأهداف بغزارة سيبقى مهمته الدائمة، فيما سيلعب ماركو دور المساعد له في هذا الجانب.
