هناك تضارب في الأنباء حول المسؤول عن عدم دخول ريال مدريد في سوق الانتقالات الشتوية التي أغلقت يوم أمس الأربعاء، فبعض التقارير تؤكد أن المدرب زين الدين زيدان هو من لا يريد انتداب لاعبين جدد، بينما تؤكد تقارير أخرى أن الإدارة لا تريد إنفاق الأموال في منتصف الموسم.
وبين هذا وذاك، يوجد حقيقة واحدة، وهي أن ريال مدريد لم يتعاقد مع أي لاعب في يناير المنقضي، كذلك لم يتخلى عن أي لاعب في صفوفه، وهو ما آثار سخط الجماهير التي تطالب بتدعيمات جديدة بعد التعثرات العديدة التي سقط بها الفريق في الموسم الحالي.
ويمكن تلخيص العوامل التي منعت ريال مدريد من الدخول في الميركاتو لخمسة أسباب، وهي كالتالي:-
الهدوء والثقة أهم سلاحين يستخدمهما زيدان
السبب الرئيسي والمعروف لدى الجميع، هو أن زيدان لا يريد زعزعة استقرار الفريق في غرفة خلع الملابس، لذلك أراد الحفاظ على نفس المجموعة التي يملكها ووضع ثقته بها حتى نهاية الموسم، فانتداب لاعب جديد قد يثير استياء بعض اللاعبين الذي لا يشاركون بشكل منتظم، كما أنه سيشعر نجوم الفريق أن المدرب لم يعد يثق بهم.
زيدان يعلم أنه أحرز لقب دوري أبطال أوروبا بنفس الأسماء التي يملكها الآن، ويعلم أيضاً أنه بحاجة لمودريتش وكروس ورونالدو وجاريث بيل وسيرجيو راموس ..الخ لكي يهزم باريس سان جيرمان في دوري الأبطال، فتشكيلة ريال مدريد الأساسية ليست بحاجة ملحة لتدعيمات في هذا التوقيت بقدر ما هي بحاجة لاستعادة الانتصارات والثقة.
لا يوجد خيارات مغرية في يناير
ربما أليكسيس سانشيز هو اللاعب الوحيد الذي كان سيقدم إضافة لريال مدريد في الميركاتو الشتوي، لكن سياسة النادي واضحة في السنوات الأخيرة بعدم التعاقد مع لاعبين متقدمين في السن، والمهاجم التشيلي بلغ عامه 29، أما بالنسبة لأوباميانج فيبدو أن ريال مدريد غض النظر عن ضمه بسبب مشاكل اللاعب الكثيرة.
ريال مدريد لا ينقصه مواهب شابة فهو لديه مخزون وفير، ولا ينقصه لاعبي خبرة أيضاً، ما يحتاجه حقاً هو نجم من طراز عالي في خطي الهجوم والدفاع، والجميع يعلم أن الخيارات المطروحة لهؤلاء اللاعبين غير متاحة في منتصف الموسم، نتحدث عن إدين هازارد، باولو ديبالا، أنتوان جريزمان، نيمار، كيليان بمابي وغيرهم.
زيدان لا يريد التخلي عن أحد
التعاقد مع كيبا أريزابالاجا كان يعني رحيل كيكو كاسيا أو كيلور نافاس، والتعاقد مع مدافع ربما سيجعل ناتشو أو رافاييل فاران يطالبان بالرحيل، أما في وسط الملعب فلا يوجد أي مجال لإضافة لاعب جديد، بينما ضم مهاجم كان سيجبر زيدان على التخلي عن مايورال أو حتى كريم بنزيما، كذلك لن يوافق أسينسيو وفاسكيز على البقاء لو تم انتداب جناح جديد.
كل هذه الاحتمالات جعلت زيدان يؤجل كل شيء حتى الصيف القادم لكي لا يدخل في فوضى المفاوضات مع وكلاء أعمال لاعبيه، كما أنه لا يريد التخلي عن أي منهم في منتصف الموسم، وبالتالي وجد أن تجنب عقد صفقات جديدة هو القرار الأمثل.
التأني وعدم اتخاذ قرارات قد يندم عليها الجميع لاحقاً
نعم ريال مدريد هبط مستواه بشكل مخيف في النصف الأول من الموسم، لكن هذا لا يعني أن السبب الرئيسي هو عدم وجود دكة بدلاء أو حاجة الفريق لنجوم جديدة في التشكيلة الأساسية، فمن الصعب تقييم ما حدث خلال نصف موسم، ولذلك فضلت إدارة النادي والمدرب زيزو الانتظار حتى نهاية الموسم لتكون الصورة واضحة بشكل أفضل.
من الواضح أن هناك مخططات لعقد صفقات كبيرة في الصيف، لكن هذه الصفقات سوف تأتي بعد دراسة مطولة وليست بشكل عشوائي، وفي منتصف الموسم لا يوجد الوقت لكل هذا، لذلك قرر النادي عدم خوض معركة الانتقالات في الشتاء لكي لا يتخذ قرارات يندم عليها لاحقاً بالتخلي عن لاعب يتألق فيما بعد أو يتعاقد مع لاعب لا يقدم الإضافة المطلوبة.
التمسك بالمبدأ
لو دخل ريال مدريد السوق وانتدب لاعبين أو ثلاثة لتدعيم دكة البدلاء أو حتى التشكيلة الأساسية، هذا سيؤكد وجهة نظر الجماهير والصحافة بأن النادي أخفق في الميركاتو الصيفي الماضي، بينما يصر زيدان وبيريز على أنهما اتخذا القرارات الصحيحة بالتخلي عن لاعبين مهمين لعمق الدكة وتعويضهم بلاعبين شبان.
تابعنا على قناتنا في يوتيوب
