زين الدين زيدان عابس في مواجهة فياريال

لم تعد المسألة مجرد فترة فراغ، ولم تعد مجرد كبوة للجواد، القضية أكبر من ذلك وتصل إلى حد الأزمة الخانقة، ريال مدريد لم يحقق سوى 9 انتصارات في 18 مباراة خاضها بالدوري الإسباني وبنسبة نجاح تصل إلى 50% فقط، وهو ما جعله تحت تهديد كبير بخسارة المركز الرابع المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

بطل أوروبا في الموسمين الماضيين يجد نفسه في الحضيض بعد أشهر قليلة حيث هزم اليوم أيضاً ضد فياريال بهدف نظيف، لا ننسى أنه خسر سابقاً صدارة المجموعة في دوري أبطال أوروبا، وأخفق أيضاً بالتفوق على فريقين من الدرجة الثانية والثالثة في كأس الملك في سانتياجو برنابيو في ظاهرة تحدث لأول مرة منذ عام 1930 !

كل هذا النتائج تؤكد بدون أدنى شك بأن الفريق في الحضيض، وحسب المتوقع والمنطقي بأن نتائجه ستسمر بالتراجع بدلاً من التحسن حسب المعطيات على أرض الواقع، وهو ما يفتح الباب للتساؤل، هل حان الوقت لرحيل زين الدين زيدان؟

الإجابة على هكذا سؤال صعبة جداً، فمن الناحية الأولى هناك مشاكل تكتيكية لا تحل في ريال مدريد بل تزداد بروزاً مباراة تلو الأخرى أهمها فقدان القدرة على منع المنافسين من شن الهجمات المباشرة والعامودية والمرتدة باتجاه المرمى، بالإضافة لفقدان الحلول في اختراق الدفاعات المنظمة بلعب كرة قدم جماعية ناجحة على الأرض.

أما المشاكل الأكبر فتتمثل في الكسل داخل الفريق، فقدان الرغبة في العطاء، تراجع مستوى معظم اللاعبين، تراجع الحالة البدنية، وكل ذلك يدل على قصور وخلل واضح في تدريبات الفريق، ناهيك عن المجاملات التي لا تتوقف من المدرب لبعض اللاعبين وإهماله التام للخيارات الأخرى الجيدة في الفريق التي لم تحصل على فرصتها.

Celta de Vigo v Real Madrid - La Liga

هذه السلبيات تجعل من زيدان المتهم الأول في ريال مدريد، وما دام يصر على عدم تعديل أي شيء بل يرفض الاعتراف بضرورة التغيير، فحينها يكون خيار رحيله منطقياً.

في ذات الوقت يجب أن نسأل، من سيكون البديل؟ تغيير المدرب وسط الموسم هو بالأساس فكرة سيئة لأنه ينم عن تخبط وفقدان القدرة على التخطيط السليم، فما بالك إن كان التغيير يحدث لأجل التغيير هناك أي بوادر على أن يأتي ذلك بنتائج إيجابية على الفريق؟!

المدربون المتاحون بالسوق حالياً لا يلبون طموح وشغف نادي كبير بحجم ريال مدريد، كارلو أنشيلوتي أكد عدة مرات أنه لن يعود إلى الريال كما لا يبدو فلورنتينو بيريز مستعداً لإعادته، أمام توماس توخيل فهو لم يثبت أنه مدرب ألقاب في بوروسيا دورتموند، ناهيك عن المشاكل الدفاعية التي لا حصر لها والتي عانى منها فريقه، مما يعني أن أحد أهم مشاكل الريال بتلقي الصفعات من المنافس في الهجمات المرتدة بكل سهولة لن تحل.

ريال مدريد أمام خيارين كلاهما مُر، الصبر على زيدان رغم أنه لا يوجد أي بوادر منطقية لتغيير الحال، أو تغيير المدرب والمخاطرة بخسارة المشروع بأكمله وبالتالي عدم تغيير حال الفريق.

يبدو أنه على فلورنتينو بيريز وكادره التضرع لله على ينقذهم من هذا الموقف الذي يعيدهم 12- 13 عام إلى الخلف.