فقد نادي ريال مدريد نقطتين ثمينتين بعدما تعادل مع مضيفه سيلتا فيجو بنتيجة التعادل 2/2 ، في المباراة التي جمعتهما على ملعب بالايدوس ، ضمن الجولة 18 من مسابقة الدوري الإسباني .

وإليكم تحليل هذه المباراة ..

لاعبو ريال مدريد مؤمنون داخل قرارة أنفسهم بأن الليجا قد حُسمِت ، هذه حقيقة جسّدها لنا أداء الفريق اليوم ، وقد لا أبالغ لو قلت أني شاهدت اليوم أسوء نسخة دفاعية لريال مدريد في السنوات الأخيرة .. لكن كيف ذلك ؟ دعونا نوضح الأمور في ما يلي من هذا التحليل .

أولاً .. السبب الأول يتعلق بابتعاد كاسميرو عن مستواه وعودته للقيام بأخطاء ساذجة لا تليق بالسمعة التي كونها لنفسه في آخر سنتين .. اللاعب البرازيلي لم يكن موفقاً في تحركاته وتمركزه ، وهو ما جعل السيلتا يقترب أكثر من مرمى ريال مدريد ويحاصره في مناطقه في بعض الفترات ، وهو ما جعلنا نشاهد فرصاً بوثيرة كبيرة على مرمى كيلور نافاس .

ثانياً .. التقدم المبالغ فيه لظهيري الجنب شكل مشكلاً حقيقياً في دفاعات ريال مدريد ، وهنا أحب أنوه للمسافة الكبيرة التي تظهر في المناطق التي تسمى تكتيكياً بالـ ” قنوات ” وهي المساحات التي تتواجد بين قلب الدفاع والظهير الذي بجنبه .

ثالثاً .. خط وسط من دون أي فاعلية على مستوى الضغط والافتكاك ، وعندما يكون خط الوسط سيئا من النواحي الدفاعية فإن منظومة الدفاع كلها تضرب وتمرض .

Celta de Vigo v Real Madrid - La Liga

نمر الآن لغياب عامل الحسم الذي كان ينقذ زيدان في الأوقات الصعبة ، والإشارة إلى عامل التوفيق الذي مكنه من تحقيق انتصارات وبطولات في اللحظات الأخيرة ، لم يعد له أي أثر ، وكأن ” حظ زيدان ” أصابته عين الحسود منذ الفوز بكأس السوبر المحلية ، وهي البطولة التي يراها كثير من النقاد بطولة “نحس” ، كون الفريق لم يسبق له أن خرج ببطولة من موسم افتتحه برفع كأس السوبر الإسبانية ، باستثناء ما حدث في موسم 1998 عندما فاز مع يوب هاينكس بمسابقة دوري أبطال أوروبا .

صحيح أن التحكيم كان فيه الكثير من الجدل في مباراة اليوم وأعرف جيداً أن بعضكم سيلومني على عدم الحديث عنه في تحليلي هذا ، لكني سأبرر ذلك بالتالي : أنا هنا أقوم بتحليل فني لا تحليل تحكيمي ، وهذا الأخير يجب أن يعود لأهل الاختصاص التحكيمي الذين لا يُمكن أن أدعي أن أكون منهم .

أكبر مُشكلة عانى منها سيلتا فيجو اليوم هي الكرات في ظهر مُدافعيه عند خروج ريال مدريد من مناطقه بشكل صحيح .. رجال إينزو يُدافعون بخطوط متقدمة جداً ، وعند تمكن الميرنجي من تخطي خط الوسط ، فإنهم يجدون مساحات شاسعة ، وما لقطة هدفي جاريث بيل سوى أقرب مثال وأكبر دليل .

في نهاية المطاف ، لا يُمكن سوى أن نشيد بالروح التي ظهر بها سيلتا فيجو أمام كتيبة زين الدين زيدان اليوم ، أصحاب الأرض قاتلوا كثيراً ولعبوا بحدة جيدة جداً ، ولم يُسلّموا الأمور لريال مدريد بسهولة أبداً .. حدة ضغط أصحاب الأرض تبقى من الأمور المميزة التي تطبع بها هذا الفريق والتي تجعل منه أحد أصعب الفرق مراساً ، خاصة على أرضه .