ريال مدريد بطل كأس العالم للأندية 2017

من كان يصدق بأن بطل أوروبا في الموسمين الماضيين ستكون انطلاقته في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا من الموسم الحالي بهذا السوء؟ حتى أشد المتشائمين من عشاق ريال مدريد وأشد المتفائلين من عذاله لم يتوقعوا سيناريو بهذا الانحدار الحاد في المستوى الفني والنتائج.

مر الآن ما يقارب الأربعة أشهر ونصف على انطلاق الموسم، ونستطيع القول أن الموسم انتصف تقريباً بانقضاء دور المجموعات من دوري الأبطال، ومرور 17 جولة على الدوري الإسباني، مما يمكننا من فتح باب التقييم الشامل للنصف الأول من الموسم.

مستوى فني متراجع هجومياً ودفاعياً

لا يوجد عاشق لريال مدريد مقتنع بمستوى خط هجوم الفريق في النصف الأول من الموسم، الانتقادات تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي لثلاثي BBC بالوقت الحالي، كريم بنزيما نال حصة الأسد من السخرية والهجوم والانتقادات، فيما نال جاريث بيل جزءاً منها أيضاً بسبب كثرة إصاباته، وحتى أن الانتقادات طالت أحياناً البرتغالي كريستيانو رونالدو في ظل تسجيله 4 أهداف فقط في الدوري الإسباني حتى الآن.

ريال مدريد سجل 30 هدف فقط في 16 مباراة من الدوري بمعدل 1.87 هدف في المباراة الواحدة، وهي نسبة منخفضة جداً إذا ما عرفنا بأن الفريق يصنع عدد مناسب جداً من الفرص يصل إلى 15 فرصة في المباراة الواحدة، وهو من أعلى الأرقام في أوروبا أجمع.

وفي الحقيقة، ليس استغلال الفرص السانحة للتسجيل هو المشكلة فقط، أو بالأحرى لم يعد هو المشكلة الوحيدة مثلما كان عليه الحال في نطلاقة الموسم، عمل خط الوسط والتجانس بين اللاعبين، والقدرة على التوغل والاختراق من الأطراف عبر الظهيرين جميعها أمور افتقر لها ريال مدريد في بعض المباريات الحساسة مثل مواجهة برشلونة، أتلتيكو مدريد، أتلتيك بيلباو، توتنهام هوتسبير، وربما يكون السبب ناجم عن حالة الإحباط التي تعتري معظم اللاعبين من مستوى المهاجمين.

طبعاً المشكلة لا تقتصر على الصعيد الهجومي، العمل الدفاعي ضعيف للفريق، مستوى كاسيميرو في انحدار شديد، فيما لا يقدم توني كروس ولوكا مودريتش وإيسكو ألاركون الإضافة المطلوبة دفاعياً، وحتى مستوى قلبي الدفاع في تذبذب، كذلك الأمر بالنسبة لحارسي المرمى كاسيا ونافاس، كل ذلك أدى لتلقي شباك الريال 14 هدف في الليجا، و 7 أهداف في دوري الأبطال خلال 6 مباريات فقط.

Al Jazira v Real Madrid CF - FIFA Club World Cup UAE 2017

نتائج غير مقنعة

حينما نعلم بأن ريال مدريد أهدر 17 نقطة في 16 مباراة خاضها بالدوري الإسباني سنعي أن مشاكل الفريق عديدة وتقوده للدخول في نفق مظلم، فخلال الموسم المنصرم بأكمله (38 مباراة) أهدر الريال 21 نقطة فقط !

ريال مدريد تلقى 3 هزائم في الدوري الإسباني ضد ريال بيتيس، جيرونا، وبرشلونة بثلاثة أهداف دون رد، كما سقط أمام توتنهام في دوري الأبطال بنتيجة 3-1 ، بل وتعادل في معقله مع المغمور فوينلايرادا بنتيجة 2-2 في إياب دور 32 من كأس الملك لتضاف إلى 4 تعادلات وقع فيها بدوري الأبطال والدوري.

الملفت هنا أن ريال مدريد بدأ الموسم بشكل ناري محققاً لقبي كأس السوبر الأوروبي وكأس السوبر الإسباني بأداء مقنع ونتائج إيجابية ضد العملاقين مانشستر يونايتد وبرشلونة، قبل أن تبدأ مرحلة السقوط الحر التي لم يوقفها الظفر بلقب كأس العالم للأندية، حيث تراجع للمركز الرابع على سلم ترتيب الدوري الإسباني بفارق 14 نقطة عن المتصدر برشلونة (مع امتلاك مباراة مؤجلة ضد ليجانيس) كما خسر صدارة المجموعة في دوري أبطال أوروبا لصالح توتنهام.

نسبة انتصارات ريال مدريد بلغت 65.5 % ، ورغم أنها ليست نسبة سيئة، لكنها لا ترتقي بأي حالٍ من الأحوال لنسبة الانتصارات المرتفعة التي حققها الفريق في الموسم الماضي.

Real Sociedad v Real Madrid - La Liga

أهداف النصف الثاني من الموسم

باعتبار أن ريال مدريد يبتعد عن المتصدر بفارق 14 نقطة أو بأفضل الأحوال 11 نقطة في حال الفوز بالمباراة المؤجلة في الدوري الإسباني، فإن هدف تحقيق اللقب يبدو صعب المنال، لكن هذا لا يعني أن يرفع الفريق راية الاستسلام، رجال زيدان مطالبين بردة فعل كبيرة بعد الهزيمة في الكلاسيكو بثلاثية لعدة أسباب:

أولاً حتى يبقوا على آمالهم الطفيفة بحصد اللقب، وثانياً حتى يؤكدوا أنهم فريق لا يهزم بسهولة في صراع تحقيق اللقب، وثالثاً حتى يردوا اعتبارهم في الموسم، ورابعاً حتى يتقدموا للمركز الثالث ثم الثاني لضمان التأهل مباشرة إلى دوري أبطال أوروبا كأضعف الإيمان وتجنباً لأي مفاجآت.

في ذات الوقت من المفترض أن لا يتهاون ريال مدريد بالموسم الحالي في كأس ملك إسبانيا باعتبار أن الفريق بعيد نسبياً عن المنافسة الفعلية على لقب الليجا، لذلك الوصول للنهائي وتحقيق اللقب هو مطلب أساسي في النصف الثاني.

على صعيد دوري أبطال أوروبا تبدو المهمة صعبة خصوصاً أنه لا يوجد فريق قادر على تحمل الضغط النفسي لهذه المسابقة لتحقيق لقبها عدة مواسم متتالية، لكن بجميع الأحوال سيكون هدف ريال مدريد تخطي عقبة باريس سان جيرمان المرشح لحصد اللقب في ثمن النهائي، ثم محاولة الوصول لنصف النهائي على أقل تقدير، وطبعاً سيبقى خيار الوصول للنهائي ثم تحقيق اللقب مطروحاً لدى زيدان ولاعبيه.