خرافة .. ريال مدريد يعاني بسبب خسارة العمق في دكة البدلاء

رامي جرادات 16:06 19/10/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مع كل تعثر لريال مدريد، ومع كل فرصة يتم إهدارها من المهاجمين أو لاعبي خط الوسط، تخرج أصوات تعزي سبب تراجع الفريق إلى غياب العمق في دكة البدلاء مقارنة بما كان عليه الحال في الموسم الماضي.

    ريال مدريد استغنى عن 6 لاعبين في الميركاتو الماضي معظمهم لهم وزن ثقيل في عالم كرة القدم، وهم ألفارو موراتا، بيبي، خاميس رودريجيز، فابيو كوينتراو، دانيلو وماريانو دياز، في حين استقطب الفريق لاعبان فقط هما ثيو هيرنانديز وداني سيبايوس، وتم استعادة ثلاثة لاعبين من الإعارة وهم بورخا مايورال، ماركوس يورنتي وخيسوس فاييخو، بالإضافة إلى تصعيد أشرف حكيمي.

    والسؤول المطروح الآن؛ هل يعاني ريال مدريد بسبب القرارات التي قامت بها الإدارة والمدرب زين الدين زيدان خلال الميركاتو ؟ ولكي نجيب على هذا السؤال يجب أن نتطرق لعدة نقاط.

    من كان مؤثراً في الموسم الماضي؟

    جماهير ريال مدريد غاضب لأن دكة البدلاء لم تعد بنفس العمق التي كانت عليه في الموسم الماضي، والبعض يرى أن الجودة انخفضت إلى حد كبير، لكن في الحقيقة هذا كلا غير منطقي على الإطلاق، لأن جميع هؤلاء اللاعبين لم يكن لهم أي دور في الموسم المنصرم باستثناء موراتا.

    فابيو كوينتراو كدنا ننسى في بعض اللحظات أنه عاد من الإعارة بسبب الإصابات المتلاحقة التي تعرض لها، والحال نفسه ينطبق على بيبي الذي خاض 12 مباراة فقط طوال الموسم، أما دانيلو فالجميع كان يهاجمه ويتمنى رحيله بسبب مستواه السيء، كذلك بالكاد كنا نشاهد ماريانو يشارك، في حين أن خاميس لم يقدم أي إضافة تذكر باستثناء حسم 3 نقاط في الليجا فعلها داني سيبايوس خلال أول مشاركة له كأساسي مع الفريق.

    اللاعب الوحيد الذي تأثر ريال مدريد برحيله فعلاً هو موراتا، فمهاجم تشيلسي كان عنصراً حاسماً في العديد من المباريات، وكان يتوجب على زيدان تعويضه بمهاجم آخر حتى لو كان بشكل مؤثت، لأن مايورال يبدو أنه غير مستعد لهذا التحدي رغم تألقه في المباريات التي خاضها.

    كيف يتعثر ريال مدريد؟

    في كرة القدم النتائج هي ما تشكل آراء الجماهير والمحللين على حدٍ سواء، لكن في الحقيقة أن ريال مدريد لم يكن كارثياً كما يحاول البعض تصوير الأمر، وكان يستحق الفوز بجميع المباريات التي تعثر فيها بالليجا لو نظرنا إلى السيطرة وعدد الفرص التي خلقها كل فريق.

    أما بالنسبة لمواجهة توتنهام فالفريق قدم أداء جيد نسبياً، لكنه كان يعاني من مشاكل دفاعية، بالإضافة إلى المشكلة الرئيسية هذا الموسم وهي إهدار الفرص، عدا على أنه يواجه خصم قوي جداً ومدرب محنك، فلا يمكن اعتبار هذه النتيجة بالنكسة.

    ما هي مشكلة ريال مدريد إذاً ؟

    المشكلة تكمن في عدة عوامل، أهمها هي إهدار الفرص السهلة، وهنا لا أتحدث عن بنزيما وحده، فهناك كريستيانو رونالدو يضيع أيضاً فرص سهلة، كذلك أهدر إيسكو وجاريث بيل أكثر من فرصة في أوقات حاسمة.

    أما العامل الثاني الذي يؤثر على نتائج الفريق هو أن ريال مدريد بدأ الموسم باستهتار كبير بعد الهالة الإعلامية التي حصل عليها من فوزه بكأس السوبر الأوروبي والإسباني أمام فريقين من الأقوى في أوروبا، وهي حالة يمر فيها أي فريق بعد فترة نجاح مطلقة كهذه، لكن مثل هذه المشاكل تستطيع الفرق الكبيرة التعامل معها، وتكون في العادة مجرد فترة فراغ مؤقتة.

    الخلاصة

    نعم، ريال مدريد خسر 6 أسماء رنانة في كرة القدم، لكنهم في الحقيقة لم يكونوا مؤثرين، والخطأ الوحيد هو التخلي عن موراتا دون ضم بديل له، لكن حتى مسألة رحيل موراتا لا علاقة لها بتعثرات الريال هذا الموسم لأنها جاءت بالأساس أمام فرق متواضعة، وتشكيلة ريال مدريد الحالية مهما كانت هي أفضل من الفرق التي واجهها حتى الآن في الليجا.

    صحيفة ماركا نشرت اليوم إحصائية تؤكد أن ريال مدريد أقل فريق في أوروبا يحول الفرص إلى أهداف بواقع 14% فقط رغم أنه أكثر فريق يخلص فرص أيضاً، ومثل هذه الإحصائيات تشرح ما يعاني منه الفريق، فالأداء لم يتغير عن الموسم الماضي بشكل كبير، لكن ما ينقص هو العزيمة والروح والتركيز أمام المرمى، وهذه العناصر سيستعيدها الفريق حتماً في الفترة القادمة لسببين، الأول أنه من المستحيل أن يواصل لاعبين كبار إهدار الفرص بهذا الشكل، والسبب الثاني يتلخص أن اللاعبين بدأوا يتعرضوا للانتقادات والهجوم، وهو أمر كفيل بأن يعيد شحن معنوياتهم كما حدث تماماً في منتصف الموسم الماضي.

    بالتأكيد هذا لا يعني أنه لا يوجد مشاكل تكتيكية يتحمل مسؤوليتها زيدان في المقام الأول، وبعض اللاعبين أيضاً، لكن هذه المشاكل كانت موجودة أيضاً في الموسم الماضي، لكن قوة الفريق الهجومية وسيطرته الكبيرة في خط الوسط كانت  تخفيها.

    تابع الكاتب على فيسبوك