رونالدو يقرر البقاء .. سيناريو متكرر منذ الرحيل عن مانشستر يونايتد

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • رونالدو بقميص مانشستر يونايتد وريال مدريد

    لم يكن تقرير صحيفة أ بولا البرتغالية في السادس عشر من يونيو الماضي 2017 مستغرباً لدى البعض وإن فاجأ وصدم الكثيرين. “رونالدو قرر الرحيل” هكذا عنونت الصحيفة على غلافها صبيحة ذلك اليوم، قبل أن تفصل أقوالها بحديث أجراه رونالدو مع زملائه في منتخب البرتغال قائلاً لهم “سأرحل عن ريال مدريد، قرار لا رجعة فيه”.

    لكن القرار الذي لا رجعة فيه أصبح في طي النسيان، فما هي أيام قد مرت حتى قيل بأن رونالدو تراجع عن قراره وقرر البقاء في ريال مدريد بعد تصريحات فلورنتينو بيريز نحوه والتي وضح خلالها تمسك النادي الشديد بخدماته وتقديرهم له، وهو ما أشعر البرتغالي بالراحة في فترة كان يعاني خلالها من فتح ملف تهربه من دفع الضرائب.

    فيما أنهت صحيفة ماركا الجدل بشكل نهائي حينما نشرت تصريح للبرتغالي صباح اليوم الثلاثاء أكد من خلاله على نيته البقاء في ريال مدريد “أريد الفوز بالألقاب مجدداً مع النادي الذي أنتمي له”.

    وحينما نعود إلى البداية سنجد القول “لم يفاجئ الكثيرين” الأمر لا يتعلق بأن رونالدو يريد الرحيل بالفعل، بل لأن هذه الأنباء أصبحت اعتيادية بين الحين والآخر.

    ليست المرة الأولى .. رونالدو له سوابق في المسألة

    لم تحمل سنوات رونالدو الأولى في ريال مدريد أية ضجة إعلامية، فرغم خروجه خالي الوفاض من الألقاب موسم 09\2010 ثم تحقيقه لقب كأس الملك فقط موسم 10\2011 وبعدها الفوز بلقب الدوري الإسباني فقط موسم 11\2012 ، مع الإخفاق في تحقيق الكرة الذهبية والتعرض للهزيمة أمام منافسه ليونيل ميسي طوال هذه الفترة، رغم كل ذلك لم نشهد أي حملة قوية تتحدث عن رغبة البرتغالي في الرحيل.

    لكن فترة الهدنة الطويلة الأمد نسبياً، والتي استمرت أكثر من 3 أعوام متتالية انتهت مع بداية موسم 12\2013 ، ففي وسط الأزمة التي كان يمر بها ريال مدريد والخلافات التي خلقها جوزيه مورينيو في غرف خلع الملابس خرج رونالدو بتصريح صادم بعد تسجيله الهدف 150 بقميص فريقه قائلاً في بداية سبتمبر “لم أحتفل بالهدف لأنني حزين. المسألة احترافية، ريال مدريد يعلم السبب”.

    تصريح رونالدو أشعل الأجواء في إسبانيا وخارجها، بعض الصحف ذهبت للحديث حول نيته الرحيل عن النادي في نهاية الموسم، فيما ذهب آخرون للحديث عن رغبته في نيل أجر سنوي أعلى بعد 3 سنوات من بقائه في النادي، ألفريدو ريلانو رئيس تحرير صحيفة أس من تبنى التوجه الأخير.

    لكن رونالدو سرعان ما خرج عن صمته محاولاً إنها الجدل بالقول “ستعلمون يوماً ما بأن المسألة لا تتعلق بالأموال. على أية حال أؤكد لجماهير ريال مدريد بأنني سأقدم كل ما لدي حتى نستطيع تحقيق جميع الألقاب خلال الموسم”.

    رغم تصريح رونالدو وتوضيحه بعد ذلك بأنه لا يفكر في الرحيل، إلا أن الصحف لم تتوقف عن الحديث حول مستقبله طوال الموسم، صحيفة ماركا نشرت تقريراً آخر في ديسمبر نهاية عام 2012 تحدثت خلاله عن غضب كريستيانو الشديد من إدارة النادي وشعوره بعدم الحصول على التقدير الكافي مثلما يحصل عليه ليونيل ميسي نجم برشلونة.

    أسباب رونالدو في تلك الفترة ربما لم تتعلق بالأموال فقط، بل في إهمال فلورنتينو بيريز له وعدم شن حملات إعلامية لصالحه لكي تساعده على الفوز بالجوائز الفردية، كما أبدى حزنه من عدم تواجد بيريز أو أحد المقربين منه في حفل تسليم جائزة أفضل لاعب في أوروبا 2012 على عكس ما حدث مع لاعبي برشلونة، أندريس إنييستا وليونيل ميسي.

    بيريز تحرك سريعاً، أجرت عدة مقابلات صحفية أكد خلالها على رغبته الشديدة بالحفاظ على رونالدو ضمن صفوفه وأكد على أنه واجهة مشروع النادي لسنوات طويلة، كما ضمن استمراره لجماهير ريال مدريد بتصريح واضح لصحيفة ماركا.

    موقف رونالدو تغير مع مرور الوقت خصوصاً مع مفاتحته بنية النادي تمديد عقده، ورغم إشعال البرتغالي لقضية رحيله مجدداً بالقول في بداية صيف 2013 “كل الأنباء التي تتحدث عن تمديد عقدي كاذبة” ، إلا أنه وقع على العقد الجديد بالفعل في سبتمبر من نفس العام، وأعلن خلالها رغبته بالاعتزال مرتدياً ريال مدريد.

    رونالدو رفقة بيريز بعد تمديد عقده عام 2013

    لكن القضية لم تهدأ طويلا، بعد عامين فقط، وبالتحديد في أكتوبر عام 2015 اشتعلت مجدداً بتقرير من صحيفة ماركا التي تحدثت عن غضب رونالدو الشديد من ريال مدريد والتي يمكن أن تقوده للرحيل عن النادي.

    القصة تتعلق هذه المرة بإقالة كارلو أنشيلوتي، رونالدو قدم الدعم للمدرب الإيطالي والتقط صورة معه في نهاية موسم 14\2015 وقال فيها “أتمنى العمل معك في الموسم المقبل” لكن هذا التمني واجهه فلورنتينو بيريز بقرار صادم حينما أقال الإيطالي وعين مكانه رافاييل بينيتيز.

    علاقة رونالدو وبينيتيز بدت متوترة منذ اليوم الأول، رافا شخصيته مختلفة عن أنشيلوتي وهو شخص منفر للاعبين بشكل عام وحينما يأتي بعد مدرب محبوب جداً من اللاعبين تصبح المشكلة أعمق.

    وفي الحقيقة ليست شخصية المدرب هي السبب فقط في غضب رونالدو ورغبته بالرحيل، القصة تتعلق أيضاً بتوجه رافاييل بينيتيز إلى معسكر منتخب ويلز لمقابلة جاريث بيل في الصيف، ثم منحه دور صانع الألعاب خلف المهاجم مما حد من قدرة كريستيانو على الوصول إلى المرمى وهو ما اعتبره أمراً يدعو للغضب باعتباره المهاجم الأول في الفريق.

    مسألة تمديد العقد لم تغب عن بال أحد حينها أيضاً، فخلال شهر أكتوبر أيضاً انتشرت شائعات حول نية برشلونة تمديد عقد نجمه ليونيل ميسي وذلك بعد تمديده في عام 2014، فيما لم يكن رونالدو قد فاتحه أحد بتمديد العقد منذ عام 2013.

    قضية رحيل رونالدو اشتعلت حينما عانق لوران بلان مدرب باريس سان جيرمان إثر انتهاء مواجهة الفريقين وهمس بأذنه ببضعة كلمات، بعض الصحفيين توقعوا أن يكون رونالدو قد أخبره بنيته الانتقال إلى صفوف باريس في صيف 2016 خصوصاً مع تأكيد العديد من الصحف بأن نادي العاصمة الفرنسية تفاوض سراً مع البرتغالي على الانتقال إلى صفوفه صيف 2015.

    لكن ريال مدريد تحرك بعد ذلك، أولاً أقيل رافاييل بينيتيز من منصبه وعين مكانه زين الدين زيدان مطلع عام 2016 الذي قال في أول تصريح صحفي بعد فوز ميسي بالكرة الذهبية “كريستيانو رونالدو هو أفضل لاعب في العالم” وهو ما مهد لإقامة علاقة وطيدة بين المدرب واللاعب، ثم بدأ النادي مفاوضات تمديد عقد اللاعب التي كللت بنجاح في نوفمبر من نفس العام، ليبقى رونالدو مجدداً في ريال مدريد حتى عام 2021.

    في الصيف الحالي أتت أنباء رحيل رونالدو سريعاً وبعد أشهر قليلة من تمديد عقده، لكن ربما يكون أجر ميسي الفلكي والذي يفوق أجره السنوي بواقع 15 مليون يورو هو السبب في كل هذه المعمعة، أو أن رونالدو مستاء من تعامل الصحف ومصلحة الضرائب معه في القضية التي فتحت مؤخراً وكأنه “مجرم”.

    رونالدو يوقع على عقده الجديد رفقة بيريز عام 2016

    ليس فقط في ريال مدريد .. حدث ذلك في مانشستر يونايتد أيضاً والقصة انتهت برحيل البرتغالي

    ربما نظن بأن قضية رحيل رونالدو والشائعات التي ارتبطت بها حدثت في عدة مناسبات في ريال مدريد فقط، لكن الحقيقة غير ذلك، حيث سبق أن حدث ذات الأمر حينما أعلن رونالدو بتصريح ناري في يونيرو (حزيران) 2008 عن رغبته بالرحيل عن مانشستر يونايتد عبر القول “أريد اللعب في ريال مدريد، لن أخفي ذلك، لكن فقط في حال حصل اليونايتد على المبلغ الذي يريده”.

    تصريح رونالدو أتى كالصاعقة على رأس السير أليكس فيرجسون وعائلة جليزر مالكة مانشستر يونايتد، الأمر الذي دفعهم للتحرك سريعاً لمحاولة إقناع اللاعب بالبقاء عبر منحه وعد بتحسين أجره، رونالدو كان يتقاضى 120 ألف جنيه استرليني أسبوعياً بناءً على العقد الذي أبرمه في إبريل 2007 فيما يقال بأن ريال مدريد عرض عليه 189 ألف جنيه أسبوعياً.

    لكن يبدو أن مشكلة رونالدو لم تكن الأموال فقط، النجم البرتغالي صرح مجدداً في يوليو قائلاً “أتفق مع السيد بلاتر حول ما قاله. أنتم تعرفون ماذا أريد، أتمنى أن يحصل ذلك في أسرع وقت ممكن” تصريح أتى بعد أن قال رئيس الفيفا في قضيته “يجب على النادي أن يسمح للاعبه باختيار ما يريده، يجب أن لا يجبروه على البقاء رغماً عن إرادته”.

    رغم كل ما ذكر، استطاعت إدارة مانشستر يونايتد بقيادة فيرجسون أن تكسب المعركة مؤقتاً ونجحت في إقناع رونالدو بالبقاء لموسم إضافي، اللاعب صرح حينها بأنه سعيد في مانشستر يونايتد وهو أراد الانتقال لريال مدريد لأسباب شخصية تتعلق برغبة عائلته التي تسكن في البرتغال بأن يكون بالقرب منهم بالإضافة إلى رغبته في الحصول على تحدي جديد، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن والدته تحب ريال مدريد وهي لها تأثير كبير في حياته.

    لكن يبدو أن بقاء رونالدو كان مؤقتاً ولمدة عام واحد فقط على عكس ما يحصل في ريال مدريد، فبعد رحيل رامون كالديرون عن ريال مدريد ومجيء فلورنتينو بيريز، استطاع الأخير حسم الصفقة مقابل 94 مليون يورو لينتقل البرتغالي إلى البرنابيو صيف 2009.

    الاتفاق المؤقت بالبقاء في اليونايتد لموسم إضافي وضحه رونالدو في تصريح عام 2008 “لا أريد أن أخلق مشكلة بين الناديين” وأكد عليه كارلوس كيروش مساعد فيرجسون في عام 2014 بالقول “فيرجسون طلب من كريستيانو البقاء لموسم إضافي مقابل السماح له بالرحيل في الصيف التالي” .

    رونالدو يرفع كأس دوري أبطال أوروبا بقميص مانشستر يونايتد

    إذاً ما الفرق بين أنباء رحيله عن اليونايتد وأنباء رحيله عن مدريد؟ ومتى نعرف بأنه سيرحل بالفعل؟

    في الحقيقة الفرق واضح جداً، في ريال مدريد لم يصرح رونالدو على الإطلاق بأنه يريد الرحيل والانتقال لنادي محدد وبالإسم، ربما قال في بعض المناسبات بأنه يتمنى العودة لمانشستر يونايتد يوماً ما، لكنه لم يحدد أي موعد لحدوث ذلك، المسألة كانت دائماً تتمحور حول تحليلات الصحف، والأنباء المسربة من قبلهم.

    لكن في اليونايتد الأمر مختلف، رونالدو صرح في بداية الصيف علانية برغبته في الرحيل وكرر نفس التصريح عدة مرات، وحتى حينما قرر البقاء أقر بأنه يرغب في الانتقال إلى الريال لأسباب شخصية وعائلية.

    لذلك، إن أردنا التفريق بين الأنباء التي ربما تنتهي برحيل اللاعب أو بقائه فحينها يجب انتظار تصريح واضح منه، رونالدو يملك شخصية قوية جداً ويعتبر من أساطير اللعبة، لذلك إن كان يرغب بالرحيل بالفعل فلن يخشى الإفصاح عن ذلك علانية.

    إن لم تسمع تصريح من رونالدو فحينها اعرف أنك أمام قضية مختلفة، ربما تتعلق بالنفوذ، المال، العاطفة، أو أي شيء آخر، لكنها حتماً لن تؤدي إلى رحيله.