زيدان (2): عوامل النجاح في قيادة ريال مدريد نحو الألقاب

خالد مقلد 23:02 07/06/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • بعد النجاح الباهر الذي حققه فريق ريال مدريد تحت قيادة زيدان ، كان لابد من النظر عن أهم العوامل التي من خلالها تم تحقيق هذا النجاح ، فلا ينكر أحد أن زيدان قد أضاف كثيرا لريال مدريد منذ توليه قيادة الفريق ، ونحن هنا سنبين هذه العوامل بالتفصيل على حلقات متتابعة لانه يصعب جداً حصر كل هذه العوامل في مقال أو أثنين ، وسيتم عرض حلقة من سلسلة هذه الحلقات كل يوم .

    الحلقة الثانية : التكتيك

    لا يمكن لأحد أن ينكر نجاح زيدان مع ريال مدريد تكتيكياً بأفضل طريقة ممكنة ، بل أن فريقه كان أفضل فريق قدم مستوى تكتيكي في العالم خلال هذا الموسم المنصرم ، حيث أمتلك مرونة تكتيكية عالية جدا ، ونجح في تطوير الفريق من الناحية التكتيكية بأفضل طريقة ممكنة ، كما نجح في التفوق تكتيكيا على كل الخصوم الذين واجههم ، ونحن سنبين هنا أهم عوامل نجاحه في هذا الأمر .

    – المرونة التكتيكية

    أن كنا نريد البحث عن فريق في العالم قام باللعب بكل خطط اللعب خلال موسم واحد فبالتأكيد سيكون هو ريال مدريد زيدان ، ونحن هنا لا نتحدث عن جمالية في الأداء خلال كل خطط اللعب التي طبقها ، ولكننا نتحدث عن قدرة رائعة جدا أمتلكها فريق زيدان لم يمتلكها أحد غيره رغم سوء الأداء في بعض المباريات وخاصة في الدور الأول ، فلقد لعب بأكثر من طريقة مختلفة ونجح في معظمها وقدم أدائاً جيداً ، وأيضا أمتلك مرونة عالية جداً في تغير أسلوب اللعب خلال المباريات ، ونجح أيضا في تغيير أسلوب اللعب أكثر من مرة خلال مباراة واحدة ، رغم علم الجميع بخطورة التغيير التكتيكي خلال المباريات ، وهو لم يكن يقم بذلك لولا ثقته في لاعبيه وقدرتهم على تطبيق فلسفته مهما كانت وبأفضل طريقة ممكنة ، بحيث تمكن من خلق منظومة لعب تناسب جميع اللاعبين لديه وأستخدامهم جميعياً بأفضل طريقة ممكنة وتغيير أسلوب اللعب أكثر من مرة وكيفما أراد .

    – التطور التكتيكي 

    لقد تطور فريق ريال مدريد تحت قيادة زيدان بأفضل طريقة ممكنة ، فلمسته كانت واضحة جداً على أداء الفريق من خلال تكتيكيات اللعب التي طبقها الفريق ، حيث أصبح الفريق يمتلك قوة في عملية بناء الهجمة والتحضير من الخلف بأفضل طريقة ممكنة ، كما أنه أمتلك معدل أستحواز كبير جداً بحيث أصبح من أفضل الفرق في معدل الأستحواز ، كما أنه قام بزيادة حيز السيطرة على الكرة والتحكم في رتم المباريات كيفما أراد ، ونجح أيضا في تطبيق فلسفة الكتلة بحيث كان يتحرك فريقه دفاعيا وهجوميا كمجموعة واحدة ، كما إمتلك أيضا سرعة وقدرة عالية في التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم والعكس .

    18920637_10155460392757164_3405791736487662594_n

    ولقد أمتلك أيضا قوة رائعة في عملية الأنتشار والكثافة العالية في اللعب ، وأمتلك قوة ضاربة في عملية التحرك بكرة وبدون كرة ، كما نجح في تطوير خطوطه الثلاثة بأفضل طريقة ممكنة ، بحيث أمتلك دفاع قوي ورائع ، واطراف رائعة جدا هجوميا ودفاعيا ، وأمتلك أفضل خط وسط في العالم بمعدل خرافي في الباص والاستحواز وصناعة الفرص وتسجيل الاهداف بالأضافة إلى قطع الكرات ، بالأضافة الى قوة خط هجومه القاتلة وتسجيله الأهداف من كل الطرق بقيادة رونالدو ، فلقد نجح زيدان في خلق منظومة تكتيكية قوية جدا يصعب التفوق عليها أو أختراقها ، وما حققه الفريق من أرقام خير دليلا على ذلك .

    – الواقعية التكتيكية

    يعلم الجميع أن زيدان من رواد المدرسة الواقعية ، وأظن أن ذلك كان له أثر كبير في نجاحه ، حيث واجه جميع الفرق بأساليب لعب مختلفة كلية ، بحيث كان يحضر فريقه لكل مباراة بما تحتاجه ، وبذلك كان يمتلك أفضلية في التعامل مع كل المباريات مهما كانت ومع أي فريقاً كان ، بحيث كان يواجه الفرق بحسب ما كانت تحتاج أن تتم مواجهتها به رغم أختلاف طرق اللعب بين هذه الفرق ، وبكونه من المدرسة الواقعية أعطى له مميزات تجاه خصومه ، حيث لم يكونوا يتوقعوا بأي طريقة من الممكن أن يلعب أو بمن سيلعب ، بالأضافة إلى إمتلاكه عنصر المفاجأة دائما في يده تجاه جميع الخصوم كما حدث في لقاء أتليتكو في الكالديرون ، وبسبب ذلك أيضا كان أنجح من خصومه في ردة الفعل خلال المباريات كما حدث في لقائه ببايرن ميونخ ذهابا وأيابا ، فلقد نجح في التفوق على كل المدربين الكبار تكتيكيا خلال المواجهات المباشرة حتى ولو لم يتفوق في النتيجة ، حيث نجح في التعامل مع رتم المباريات حسب نسقها وإستغلال كل شئ حسب وقته وهذا من أهم عوامل نجاحه .