نادوه بالمنتهي وانعتوه بالمحظوظ .. فهما مشغولان بصنع التاريخ

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • زيدان يعانق رونالدو

    في عالم كرة القدم يوجد نجوم عظماء، ويوجد لاعبون قدموا الكثير في اللعبة، في عالم كرة القدم دائماً هناك أساطير تولد، كما يوجد في عالم هذه الساحرة المجنونة كريستيانو رونالدو، رجل يختزل تاريخ دوري أبطال أوروبا في أحرف اسمه.

    لم أشاهد لاعب تعرض لهذا الحجم من الضغوطات، والانتقاد، والسخرية، والإهانة في الكثير من الأحيان، ثم يعود أقوى من السابق دائماً، لم يأتي لاعب جمع كل هذا الكم من الكارهين والشامتين به واستطاع أن يرد عليهم باستمرار بهذه القوة.

    لطالما قالوا عنه أنه لا يسجل في شباك الفرق الكبرى، لا يتألق في المباريات الهامة، لا يحقق ألقاب مع منتخب بلاده، لا يستحق الجوائز الفردية، ودائماً ما يأتي الرد المزلزل من قبله على كل شيء ينتقص من نجاحه، لهذا رونالدو حالة استثنائية في ملاعب كرة القدم، بل هو رجل يقدم نموذج مبهر في النجاح في شتى مجالات الحياة.

    ريال مدريد بطل دوري الأبطال

    ريال مدريد بطل دوري الأبطال

    “المُنتهي” أنهى على كل شيء في الموسم الحالي، أنهى على آمال بايرن ميونخ، أتلتيكو مدريد، ويوفنتوس، ثلاثة من أصل أفضل 5 فرق تلعب الكرة في دوري الأبطال خلال الموسم الحالي، مثلما أنهى الصراع على لقب الليجا في الأوقات الحاسمة مسجلاً الأهداف في الوقت الصعب. إنه من ينهي الصعاب ويجعلها سهلة لريال مدريد، بل من ينهي على رغبة الكثيرين في متابعة مباريات الريال بالتحديد.

    وبجانبه يقف الرجل “المحظوظ” الذي ما زال الكثيرون لا يؤمنون بقدراته، لكنه بكل ثبات وهدوء يحقق اللقب تلو الآخر وكأن كل ما يقال عنه لا يعنيه، لا يصل لمسمعه، ولا يزيده سوى الثبات على أفكاره، بل والإصرار عليها مرة تلو الأخرى حتى يحقق النجاح المنشود.

    من حق أي شخص انتقاد المدرب لفكرة معينة، أنا مثلاً انتقدت زيدان في العديد من المناسبات، لكن ما أراه أنه ليس من حق أحد التقليل من إنجاز أو نجاح أي شخص بكلمات وصفات هو نفسه لا يقتنع بها.

    zidane

    سيكتب التاريخ أن زيدان المحظوظ أنهى عقدة أندية أوروبا أجمع في عدم القدرة على الحفاظ على لقب دوري الأبطال، سيكتب التاريخ أن زيزو في عام ونصف فقط من عالم التدريب حقق لقبين لدوري الأبطال، وسيكتب التاريخ أنه أعاد ريال مدريد إلى قمة الدوري الإسباني مرة أخرى، مثلما سيكتب التاريخ أنه أقصى بايرن ميونخ وأتلتيكو مدريد وهزم يوفنتوس في الطريق نحو الثانية عشر.

    قولوا عنهما ما شئتوا، المُنتهي، الفقاعة، كريستينا، المتسلل، المحظوظ، الدرويش، ضعوا العبارات وأكثروها، وهم بدورهما سيواصلان السيطرة على اللعبة وسيستمران في قهر المستحيل وصنع التاريخ، هما سيواصلان نسج حكايتهم الأسطورية ليعلما الأجيال كيف يكون المجد في لعبة كرة القدم.