مرة أخرى يفشل فيها الريال في استغلال الظروف والموسم السيء لبرشلونة وبدل أن يكبده خسارة فادحة تاريخية إذ به يخرج بخسارة جديدة تحبط جمهوره ومتابعيه.

لم يعد برشلونة خارقاً كما كان، بل أنه خسر بالثلاثيات والرباعيات من أكثر من فريق هذا الموسم وفي مختلف البطولات، لكنه لايزال يشكل عقدة لغريمه في العاصمة، فلو انتصر عليه الريال فإنه يكون انتصاراً ضئيلاً بفارق هدف أو بالكثير هدفين حتى لو كان الطرف الأفضل وسيطر على مجريات اللقاء، وفي أغلب المرات يتلقى هزيمة على عكس معطيات الورق وظروف ماقبل المواجهة، أما الإنتصارات العريضة و النظيفة فهذا شيء لم يحدث منذ سنوات عدة وأغلب لاعبي هذا الجيل لم يعش هكذا فرحة، فلم هذه العقدة؟!

لعل كل من تابع مجريات اللقاء الأخير يدرك أن السبب الرئيسي في ضياع النقاط الثلاثة هو متلازمة إهدار الفرص المستمرة، بل أن وضعية الريال الصعبة حالياً في الدوري سببها من الأساس فشل مهاجمي الريال في حسم اللقاءات التي يتقدم بها منذ البداية ليتعثر في النهاية.

38554409_401

ويبدو أن فشل النادي المدريدي في الحصول على أكثر من بطولة دوري يتيمة في آخر ثمانية أعوام يفضح حقيقة القوة الهجومية لنادي العاصمة الأسبانية، حيث أن بطولة الدوري تطلب نجاعة هجومية وقدرة على قتل المباريات في بدايتها، بل إن هذا الفشل يفضح حقيقة خرافة ال BBC الهجومية الضارية، حيث كان مستوى رونالدو الخارق هو من يحمل هذا الثلاثي على عاتقه، وما أن تراجع مستواه وبدأ يدخل في نظام المداورة حتى تراجعت ارقام هذا الثلاثي بشكل مرعب، ليتضح للجميع أن قوة ال BBC لم تكن سوى انعكاس لمستوى رونالدو وحده.

بيل الذي اعتاد الغياب في كل اللقاءات الكبيرة ولفترات كبيرة من الموسم بسبب الإصابة، وعند عودته يترقب الجميع بصبر لا حدود له عودته لمستواه وما أن يبدأ في ذلك حتى يكون الموسم قد شارف على نهايته، أما بنزيما، فالجميع يعلم أن الريال يحتاج لمهاجم قناص يسجل من أنصاف الفرص سواء كان نجم الفريق رونالدو في الملعب أم لا، وسواء كان الخصم برشلونة أم خيخون، فلو كان الريال يضع بطولة الدوري بين عينيه حقاً عليه أن يدرك أنه يحتاج لأكثر من هداف رئيسي في الفريق، وبنزيما مهما كانت مساهماته قوية إلا أن تذبذب مستواه وخموله لن يؤدي سوى لتذبذب مستوى الفريق وغيابه عن حمل بطولة الدوري.

برشلونة

برشلونة

في المقابل يتمتع برشلونة بميزة هامة ألا وهي ثلاثي صارم كل فرد فيه قادر على تغيير مجريات اللقاء، وبالرغم من تراجع مستوى سواريز مؤخراً وإهداره للفرص، لكن تواجد ميسي ونيمار قادر على تغطية تراجعه المؤقت، بل وجود هذا الثنائي منح ميسي قدرة تغيير مركزه وفق مجريات اللقاء، ليحظى برفاهية العودة لخط الوسط وبدء الهجمة وتمويل رفاقه بالتمريرات العبقرية التي تجعلهم في مواجهة المرمى.

وعلى نفس السياق يتعين على الإدارة الفنية لريال مدريد أن تستغل نضوج رونالدو وخبرته في التمرير وصناعة اللعب بالإضافة لكونه مهاجم قناص بأن توفر له مهاجمين من الطراز الأول، لتتغير مسؤولياته من مجرد التهديف الغزير ليصنع اللعب لزملائه ويفيدهم بخبرته بالتمركز سواء للتسجيل أو فتح المجال لزملائه القناصين الآخرين.

امتلك ريال مدريد في السنوات الماضية تشكيلات قوية قادرة على الهيمنة على أكثر الدوريات قوة وهزيمة أكبر أندية أوروبا، ولعل تحقيقه للقبي أبطال في الأعوام الأخيرة هو خير دليل على ذلك، لكنه فشل في استغلالها من أجل تحقيق الألقاب المحلية التي تحتاج لإستمراية في العطاء والتألق الهجومي، لذلك ومن أجل استغلال المواهب والتشكيلة الواعدة التي يمتلكها الريال حالياً ومن أجل عدم إهدارها؛ يتعين على الإدارة أن تضع نصب عينيها مهمة جلب مهاجمين قناصين بجوار رونالدو، حتى يستطيع الفريق ضمان بطولة الدوري وحسمها منذ البداية خاصة إذا كان غريمة لايتمتع بصحة فنية عالية كما هي الحال في هذا الموسم. وحتى يستطيع استغلال تفوقه الفني والنفسي أمام غريمه ليحقق الإنتصارات الكبيرة أمامه ويرد شيء من اعتباره أمام جماهيره، وحتى يحقق حلم الثلاثية الذي لايزال يراود عشاقه بكل شغف.

لمتابعة الكاتبة عبر الفيسبوك