مارسيلو يعانق إيسكو

حينما تكون المباراة مغلقة، الخصم يتمركز بشكل ناجح، وفريقك لا يجد المنفذ للمرمى، فحينها تكون بحاجة للحظات عظيمة من لاعب عبقري يعرف جيداً كيف يصل للشباك، لاعب يوفر الحل الذي لا يستطيع الفريق توفيره كمجموعة، هنا يأتي دوري إيسكو ألاركون، الحل السحري لمشاكل ريال مدريد المستعصية.

من تابع مواجهة سبورتينج خيخون اليوم ضد ريال مدريد بكل تأكيد لاحظ أن المشكلة المستعصية التي تواجه الريال والمتمثلة بعدم القدرة على لعب كرة القدم بين خطوط المنافس، عدم القدرة على اختراقه بتمريرات بينية، عدم القدرة على التوغل نحو منطقة جزاء بشكل عامودي، واللجوء باستمرار لسلاح الكرات العرضية.

هذه المشاكل تعود إلى فلسفة عمل زيدان التي تركز على قدرات اللاعبين وتعمل على استغلالها، لذلك هو يرى بأن فريقه مميز في الكرات العالية مما جعله يركز منذ يناير عام 2016 على تطوير هذا السلاح، وبالتالي انعكس ذلك سلباً على أداء الفريق الجماعي في لعب كرة القدم من العمق.

الريال يقدم أداء مميز بين الحين والآخر في لعب كرة القدم على الأرض، لكن “يستسهل” عملية التسجيل من الكرات العالية حينما يكون متأخر بالنتيجة، أو الخصم مغلق للمنافذ نحو مرماه بشكل جيد.

https://twitter.com/VideosFutbolFG/status/853287370325725184

ضد خيخون اليوم كان الريال بحاجة لسلاح آخر، سلاح يأتي للخصم في المكان الذي لا يتوقعه، وهو ما تمثل في إيسكو الذي سجل هدفين بمجهود فردي مميز ومن عمق الملعب، وليس عبر استغلال كرات عرضية مثلما عودنا الريال.

إيسكو وفر السلاح الذي ينقص الريال اليوم، الجرأة في التوغل نحو عمق الملعب، الجرأة في التسديد، والقدرة على المراوغة والتحكم بالكرة تحت الضغط. في كلا الهدفين طلب الكرة في العمق من زملائه أثناء حصاره من عدة لاعبين وهو ما يناقض فلسفة الفريق الأبيض خلال الموسم الحالي، وضد خيخون بالتحديد، مما يوضح مدى ثقة اللاعب بقدراته، ومدى قدرته على توفير حل هجومي ينقص فريقه.

لولا إيسكو اليوم أشك بأن الريال كان سيحقق الانتصار حتى لو اشترك جاريث بيل وكريستيانو رونالدو، لأن الفريق سيبقى يعتمد على نفس سلاح الكرات العالية العرضية والذي ليس شرطاً أن يجلب لك الأهداف ويحسم لك المباريات في الوقت القاتل مرة تلو الأخرى.

إيسكو اللاعب الذي يوفر الإضافة الحقيقية لريال مدريد في وسط الملعب أو بالقرب من المرمى، هو الرجل الذي يأتي بلحظات إبداع عبقرية ويخرج عن النص ليقدم لفريقه ما ينقصه حقاً.