اقتربت شهور الحسم التي ستشكل ملامح موسم ريال مدريد شيئاً فشيئاً، ليصبح الفريق مطالب أكثر بتقديم الأداء المقنع والأهم تحقيق الإنتصارات وتجميع النقاط حتى يستطيع التواجد في ساحة  السيبليس من أجل الإحتفال بنهاية سعيدة لهذا الموسم الشاق، ومع تراكم المباريات وزيادة ضغوط هذه الشهور الحاسمة يجد زيدان نفسه وكتيبته مطالبين بالقتال في ثلاث جبهات رئيسية من أجل ضمان الوصول لمنصات التتويج في البطولات التي لايزال ينافس عليها وعلى رأسها الليجا.

إيسكو لاعب خط وسط ريال مدريد

إيسكو لاعب خط وسط ريال مدريد

جبهة الأداء في الملعب والنتائج

لعلها ساحة المعركة الأهم التي يتوجب على زيدان ولاعبيه القتال فيها حتى النهاية وعدم إدخار أي قطرة عرق من أجل الإنتصار في معاركها الأسبوعية، خاصة أن الكرة فعلياً في ملعبهم والألقاب هنا تعتمد على أدائهم وحده دون الحاجة لإنتظار الهدايا من الآخرين، وهنا يجد زيدان أمامه عدة قضايا شائكة يجب أن يجد لها الحلول على رأسها المستوى المتذبذب لأهم نجومه أبرزهم بنزيما، نافاس وفاران ومارسيلو في بعض الأحيان، والإرهاق الذي يثقل كاهل خط وسطه. كذلك يتوجب عليه ايجاد الحلول التكتيكية في المباريات المعقدة التي لاتفك الكرات العرضية والثابتة شفراتها.

الفريق يمتلك الأسماء، والمقومات والإمكانيات لكنه يظهر ينتصر بصعوبة مؤخراً حتى لو فرض سيطرته في الملعب بالطول والعرض، أمام معضلة تضييع الفرص السانحة أو عدم القدرة على تقديم التنوع الهجومي المطلوب لفريق يمتلك في دكته أسماء قادرة على تقديم كل أنواع الإضافات الهجومية، لذلك على زيدان أن ينشط ذاكرة كتيبته الهجومية بأسلحة الهجمات المرتدة السريعة التي كانت في وقت سابق علامة مميزة لهجوم الريال، وبالتمريرات القصيرة والذكية في العمق التي كانت تنتج سيلاً من الأهداف ترهق الخصوم وتخفي أي تراجع دفاعي، بالإضافة لإستغلال مايتميز به ريال زيدان من إتقان العرضيات والكرات الثابتة.

جبهة الإعلام

zizo 111

هذه الجبهة التي يتوجب على إدارة ريال مدريد أن توليها الكثير من العناية في الوقت الحالي، السلوك الإحترافي الذي تمارسه إدارة الريال في هذه الفترة لايعود بالكثير من النفع خاصة أن الفريق يواجه حملة شرسة من منافسيه لتعكير الأجواء عليه في الليغا وحتى في الأبطال، من إتهامات بالمحاباة التحكيمية أو حتى الكرات الباردة أو الساخنة عند كل قرعة أبطال مهما كانت نتيجتها، والأدهى أن هذه الحملة نتج عنها شعور عام أن الريال يتلقى المساعدات عن قصد أو دون قصد، لذلك كانت القنوات الناقلة تدقق كثيراً في أي لقطة مثيرة للجدل تصب في مصلحة الريال، كما أصبح من النادر أن يتجرأ أحد الحكام أن يهب لرونالدو أي ركلة جزاء، والكثير من النقاط ضاعت على الكتيبة المدريدية بسبب الصرامة التحكيمية المبالغ فيها أو الهفوات والأخطاء دون أن يتواجد في بيئة ريال مدريد من يلقي الضوء عليها على عكس ماتفعله الفرق المنافسة والتي تسلط الضوء على الأخطاء التي تصب في صالح الفريق الأبيض، بل حتى الصحف الموالية لمدريد أصبحت ترتدي ثوب الحياد الزائد عن اللزوم لتدافع عن حقوق الغريم في المباريات ذات الجدل التحكيمي وتتجاهل الأخطاء التي تضر بنادي مدينتها المفضل.

ولعل اتجاه الإدارة لرفع شكوى ضد القنوات الناقلة لمباريات الريال يعد أذكى وأفضل تصرف فعلته الإدارة هذا العام، ويتبقى عليها أن تلفت انتباه الصحف الموالية من أجل الرد على الحملة الشعواء التي تشنها صحف الأندية المنافسة، خاصة إذا احتوت على الكثير من المبالغة أو الإدعاءات التي لا صحة لها، كما عليها أن تركز على كمية الأخطاء التحكيمية الكثيرة التي أضرت بالريال هذا الموسم، وندرة ركلات الجزاء الممنوحة للميرنغي بالرغم من صحتها.

C5oFHU0WgAETMdK

جبهة الجماهير

وهذه المعركة التي لا تنفخ أبواقها إلا عند تعثر الريال، لكنها أم المعارك خاصة في الأوقات الحاسمة من الموسم، ولعل راموس كان محقاً حين وجه رسالته للجماهير بأن الليجا في ملعبكم، فأهم المباريات التي ستحسم شكل الليجا بصورة كبيرة ستعقد في معقل الريال وبين جمهوره، لذلك دعمهم سيكون مطلب أساسي في قادم المواعيد، وكذلك في مباريات الأبطال القادمة.

الدعم من قبل الجماهير سيؤدي بلا شك لتحفيز نجوم مدريد لتقديم أفضل أداء ممكن، بدلاً من تكثيف الضغوط عليهم لتتكرر الأخطاء الفردية والهفوات أمام المرمى، وتحميهم من دخول النفق المظلم للخلافات والتوتر في غرف الملابس، حيث أن السلام الذي جاء للعاصمة مع قدوم محبوب الجماهير زيدان هو من صحح بوصلة هذه التشكيلة من اللاعبين وأعادهم لطريق الإنتصارات والألقاب، ويتوجب على الجماهير أن تحرص هي الأخرى على استمرار هذا السلام حتى لو تعثر فريقها مرة أو اثنتان وأن تكون وفية للنجوم الذين أسعدوها في الكثير من الأوقات، لا أن تدير ظهرها لفريقها بطريقة ناكرة للجميل عند أول هفوة.

هذه الجبهات الثلاثة ستلعب دوراً حاسماً في رسم معالم النهاية لموسم ريال مدريد الحكروي، لذلك يتوجب على الإدارة الفنية أن توليها الكثير من العناية حتى تستطيع الوصول للنهاية السعيدة المنشودة.

لمتابعة الكاتبة عبر الفيسبوك