إيسكو رفقة لويس إنريكي

“أنا سعيد في ريال مدريد وأريد البقاء معه، لكن حياة اللاعب قصيرة وأرغب في نيل عدد أكبر من الدقائق لذلك سأحد مستقبلي خلال الصيف” هكذا كانت كلمات إيسكو ألاركون ضمن اخبار ريال مدريد بعد مشاركته ضد إسبانيول، نجم ريال مدريد وضح رغبته في البقاء ضمن صفوف الفريق، لكنه وضع شروط لحدوث ذلك.

تصريحات إيسكو التي لا يستبعد فيها الرحيل عن ريال مدريد ليست الأولى له، فقد شدد في بداية الموسم على رغبته في نيل عدد أكبر من دقائق اللعب، كما أبدى استيائه من عدم تقديم أي عرض له لتمديد عقده الذي ينتهي صيف 2018.

مشكلة إيسكو أنه لا يجد مكاناً أساسياً في تشكيلة ريال مدريد ومن الصعب أن يجد هذا المكان في الأشهر القليلة المقبلة، حيث يحتل كاسيميرو وتوني كروس ولوكا مودريتش المراكز الأساسية، فيما يعتبر إيسكو بديل ضمن مجموعة بدلاء يفاضل بينهم زيدان حسب المركز الذي يريد إجراء المداورة فيه ونوعية الأداء الذي يرغب في تقديمه مثل ماركو أسينسيو، خاميس رودريجيز، ماتيو كوفاسيتش.

النجم الإسباني بدأ 11 مباراة كأساسي خلال الموسم الحالي وهو رقم منخفض بالنسبة للاعب من المفترض أن يصبح أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم في حال منح الفرصة الكافية والمستمرة لإثبات قدراته. هذه العوامل جميعها تجعل رحيله عن ريال مدريد أمراً وارداً.

التهديد الأكبر .. برشلونة يريد إيسكو

شخصياً لا أعتقد أنها مجرد شائعات، برشلونة بالفعل سيحاول التعاقد مع إيسكو لو منح الفرصة لفعل ذلك لعدة أسباب أهمها أن اللاعب قادر على تشرب فلسفة برشلونة بسبب طبيعة أدائه التي تعتمد على اللعب في مساحات صغيرة، مع امتلاكه القدرة على التعامل مع الكرة تحت الضغط، بالإضافة لامتلاكه دقة تمريرات مميزة.

مركز إيسكو في برشلونة شبه مضمون في ظل الأداء السيئ والغير مقنع الذي يقدمه أندريه جوميز وإيفان راكيتيتش، ومع تقدم إنييستا في السن تصبح مشاركة نجم ريال مدريد بتشكيلة برشلونة في حال الانضمام إلى صفوفهم شيء مفروغ منه، بل ربما يصبح لاعباً لا غنى عنه في تشكيلة البرسا.

في حال نجح برشلونة في التعاقد مع إيسكو فسوف يصبح حينها لويس إنريكي الجديد الذي رحل عن ريال مدريد غاضباً صيف 1996 واتجه إلى الغريم الكتالوني، صفقة ستكون مدوية وستهز الكرة الإسبانية لسنوات طويلة مقبلة بدون أدنى شك.

إيسكو من عشاق برشلونة

إيسكو من عشاق برشلونة

إيسكو يعشق برشلونة!

لن ننسى القضية الهامة هنا والتي تتعلق بحب إيسكو لأسلوب وطريقة لعب برشلونة، النجم الإسباني صرح عام 2009 لصحيفة البايس بأنه معجب بأسلوب لعب برشلونة بل ويكره ريال مدريد بشدة، كما نشرت صورة له مرتدياً قميص الفريق الكتالوني قبل انتقاله إلى ريال مدريد، بالإضافة إلى أنه أطلق اسم ميسي على كلبه (خارج الوطن العربي يعد ذلك دليل على الحب وليس الإهانة).

هذه المشاعر دفنها اللاعب في قلبه وربما ستعود إلى الحياة مجدداً حينما يبدأ البحث عن نادي جديد يستطع خلاله نيل فرص أكبر في اللعب، ليصبح بالفعل حينها إنريكي الجديد.

عوامل تجعل حالة إيسكو مشابهة لحالة إنريكي قبل الرحيل عن ريال مدريد باتجاه برشلونة

1- إنريكي كان غاضباً قبل الرحيل عن ريال مدريد من الإدارة التي لم تفاتحه بمسألة تمديد العقد، ليعلن وسط الموسم الأخير له بأنه أعطى الضوء الأخضر لوكيل أعماله من أجل البحث له عن نادي جديد، وقالت حينها الصحف بأنه اتفق مع برشلونة على الانضمام إلى صفوفهم.

حال إيسكو مشابه تقريباً، فاللاعب غاضب من تهميش إدارة النادي له والتي لم تفاتحه بمسألة تمديد العقد حتى الآن في الوقت الذي قامت خلاله بتمديد عقود لاعبين آخرين أتوا إلى النادي في نفس الفترة مثل جاريث بيل، أو انضموا للنادي في الصيف التالي مثل توني كروس.

2- إنريكي كان يملك مشكلة كبيرة مع المدرب خورخي فالدانو الذي استبعده عن مواجهة الباسيتي في أكتوبر عام 1995 وأجلسه على دكة البدلاء في مباريات أخرى. إيسكو ربما لا يكون في صدام مباشر مع زيدان لكنه غير راضي عن قرارات المدرب باستبعاده عن التشكيلة وصرح حول ذلك أكثر من مرة، كما كان في حالة صدام مباشر مع المدرب السابق رافاييل بينيتيز.

3- مركز إيسكو في حال الانتقال إلى برشلونة شبه مضمون، كذلك كان الحال بالنسبة إلى إنريكي قبل الانتقال إلى البرسا.

4- إيسكو لم يلقى التقدير الكافي لكي يفجر موهبته كما يريد في ريال مدريد كون تشكيلة الفريق تمتلك لاعبين بجودة عالية، هذا الأمر يشعره بالاستياء الشديد من الريال مما قد يدفعه للانتقام، وهو الشعور الذي انتاب إنريكي في النادي الأبيض الذي وضعه في مراكز بعيدة تماماً عن المرمى مما جعله غير قادر على تسجيل الأهداف كما يحب.

الاختلاف الجوهري والهام بين حالة إيسكو وحالة إنريكي .. وسائل الإعلام والجماهير

في الحقيقة لا نستطيع أن نتحدث عن قضية إيسكو وتشبيهه بإنريكي دون التطرق إلى اختلاف جوهري وهام بين القضيتين تتمثل في جماهير سانتياجو برنابيو.

إيسكو كما نعلم ليس من أفضل لاعبي الريال، لكنه يلقى دعم جيد من الجماهير التي تتجنب إطلاق صفارات الاستهجان ضده قدر الإمكان بل تلجأ في الغالب إلى دعمه وتحفيزه، فيما لم يكن الحال مع إنريكي كذلك قبل رحيله عن النادي حيث كان أكثر لاعب مكروه من الجماهير، مثل دانيلو أو كريم بنزيما في الوقت الحالي.

وسائل الإعلام في العاصمة كذلك فهي تساند إيسكو وتطالب زيدان دائماً بإشراكه كأساسي، طبعاً هذا الأمر لم يكن متواجداً مع إنريكي الذي كان مكروه أيضاً من قبل صحف مدريد. هذا الاختلاف ربما يكون مؤثر في عدم اكتمال انتقال إيسكو إلى برشلونة.

إدارة ريال مدريد تشكل عائقاً كبيراً أمام طموح برشلونة بضم إيسكو

هناك نقاط تجعل إيسكو يفكر بالانتقام من ريال مدريد كما أسلفنا الذكر، لكن إدارة النادي الأبيض من المرجح أنها لن تقف مكتوفة الأيدي بدون أن تحرك ساكناً إزاء حالة اللاعب.

ريال مدريد كان خائف على ما يبدو من حرمانه من التعاقد مع لاعبين جدد صيف 2017 لذلك أصر على بقاء جميع اللاعبين ضمن صفوفه وعدم رحيل أياً منهم في الصيف الماضي، لكن قرار الحرمان تم تخفيضه مما يعني أن النادي سيكون بمقدوره ضم لاعبين جدد في سوق الانتقالات الصيفية، وبالتالي سيستطيع التخلي عن اللاعبين الزائدين عن الحاجة في ظل تشكيلته المكتظة بالنجوم الغاضبين على دكة البدلاء.

إيسكو من المرجح أن يكون أحد المغادرين كون عقده ينتهي صيف 2018، أي ان الصيف  المقبل هو الفرصة الأخيرة للريال من أجل الحصول على عائد مالي من صفقة النجم الإسباني.

لكن إدارة الريال من المتوقع أن لا تسمح للاعب بالانتقال مباشرة إلى برشلونة خصوصاً أن هناك أندية أخرى كبرى في أوروبا تطمح بالتعاقد معه، وهو ما أكدت عليه صحيفة ماركا في تقرير نشر قبل أيام تحت عنوان “إيسكو إلى برشلونة .. الصفقة المستحيلة”.

إيسكو أفضل ما يستطيع فعله هو رفض الرحيل صيف 2017 والبقاء في النادي لموسم آخر ثم الانتقال إلى برشلونة بصفقة مجانية، لكن حينها سيجد نفسه خارج قائمة الفريق لموسم كامل، وبالتالي سينتهي حلمه بتمثيل منتخب إسبانيا في كأس العالم 2018 ، وهو أمر من الصعب أن يتقبله مع بلوغه سن 26 عاماً.

إدارة الريال ستلعب دوراً محورياً في تحديد مصير إيسكو، وربما تكون العائق الوحيد والذي يصعب إزالته أمام اتمام صفقة انتقاله إلى برشلونة.